المقالات

المشهد: ما قبل الأخير لنسف العملية السياسية في العراق.


الكاتب / مصطفى سليم

تكاد لا تمر بأي محفل من المحافل العامة والخاصة ألا وتجد الحديث فيها عن العراق ما بعد الانسحاب الأمريكي وما سيخلفه من تداعيات على المستوى القريب والبعيد،والجميع متفقون على ان انسحابهم هو مطلب الجماهير و النخب السياسية كذلك،وبسهولة تكتشف في خبايا كلام الناس ان هناك تخوف من المجهول تعدى الهواجس وأصبح شبة قناعة ان الأيام القادمة ستشهد تعقيدات وتغيرات لم تكن في الحسبان ،بعضها مرتبطا ارتباط وثيق بالمخططات الأمريكية،والبعض الأخر هو بدفع إقليمي عربي ،يهدف الى الانقضاض على كل ما تحقق ،وأشاطر الآخرين الرأي ان البلاد مرت بماسي وإخفاقات لا يمكن إخفائها والسكوت عنها،تتحملها القوى السياسية الماسكة بالسلطة اليوم وبالأمس ولكي لا يحتج علي احد بمطالبته لي بالتصريح ،أقول السلطة كانت وما زالت بيد حزب الدعوة وما نتج عنه باسم دولة القانون والآخرين ما هم ألا شركاء بالاسم فقط،ولتشخيص الخلل علينا معرفة السبب حتى يبطل العجب،فحزب الدعوة من الأحزاب التي لا تؤمن بوجود الشريك ويرى أعضاء الحزب بأنهم على مرتبا عالية من غيرهم ،و لا يمكن تقاسم السلطة مع أي كان،وطريقة التفكير هذه هي من ولد أزمة الثقة الكبيرة داخل مكونات التحالف الوطني من جهة والكيانات السياسية الأخرى من جهة أخرى،وهو ما سيقود البلاد الى المجهول وتقطيع أواصلة ونسف العملية السياسية من الأساس ..و يوم من بعد يوم تستمر مخاوف المواطنين الى ان أصبحت المخاوف تلازم الجميع وعلى حد سواء،وأكثر ما يقلق ويخشاه المواطن اليوم هو الجانب السياسي وتداعياته الخطيرة فلطالما اعتبر الشعب ان أعظم ما تحقق هو بناء نظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة و الجميع يعمل للحفاظ عليه، وان لا نستيقظ في يوم من الأيام على انقلاب عسكري والبيان رقم واحد،أو احتلال يضاف الى أعداد المرات التي استبيحت فيها بغداد لكرامتها،والمواطن أصبح متيقن ان الحكومة التي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس هي ملك للحزب الحاكم وليس له فيها شيء لا من قريب ولا من بعيد...فلا ترى هل غابت أرادة الشعب وسئم وزهد بكل شيء حتى حياته وكيف يحفظ كرامته فيها..! أم ان ثقافة العراقيين وتطلعاتهم تنسجم مع ما هم عليه ألان، ولا يسعون الى الأفضل أبدا..! وهو خلاف ما سجله تاريخهم وأيامه الخوالد والتي تتحدث عن شعب لا يعرف الخوف ولا يرضى بالظلم ويرى في نفسه ان الشموخ هو من صناعته وهو معلم العالم بأسره عشق الحرية والدفاع عنها وانه يستمد تلك العزيمة من حبه لوطنه ومستقبله،وحرصه المستمر ان يبقى وطننا مصيره بيد المواطن لا بيد المسئول والحكومة وان لا تعود تلك الذكريات الأليمة التي عاشها الشعب لعقود طوال..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2011-12-22
حبي الكاتب نحن العراقين وعلى لسان الكل لم نقبل العيش بهذه الحالة ابدا لاكننا متفرقون لان الحزب الحاكم والمعارة له من قبل كتلة علاوي لم ينصاعوا لطلب الشعب العراقي ابدا اما الكرد فتفصلنا عدة اشياء نحن في غنى عنها هنا ولكن على الشعب العراقي مراجعة حساباته من قبل السياسين بالانتخابات المقبله لكي لا تكون حكومة شراكه ابدا بل حكومة المنتخب بالصدق لا التلاعب والتزوير وبهذا يبدء الالباحثين والمبدعين والكفؤين بعملهم من خلال الحكومة المنتخبه والباقي ليذهب الى المعارضه والمالكي يقول لمدة 6 سنوات لم اعطيها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك