المقالات

إذن من بقى ليحمي العراق


سعد البصري

من المعلوم ان البلد إذا ما تعرض الى اي نوع من التهديدات فان أول من يهب للدفاع عنه هم أبناءه . ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل 0ماية بلدهم وشعبهم ومقدراتهم المقدسة وبالتالي فأن قول النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " حب الوطن من الإيمان " جاء تأكيدا وترسيخا لفكرة الدفاع عن الأوطان .ولكن ما يحدث في العراق هو شيء ربما ملفت للنظر ..؟ إذ ان اغلب القوات الأمنية العراقية مسؤولة عن حماية المسؤولين العراقيين في الحكومة فقط ، وليس لها علاقة بما يجري او ممكن ان يجري على العراق والعراقيين بأي شكل من الأشكال ..! إذا ان رواتبهم ومخصصاتهم ( العالية ) تجعل منهم أدوات في خدمة المسؤول وحمايته وأفراد عائلته من أولى أولوياتهم ، والنتيجة ان حدود الوطن مفتوحة لكل من هب ودب .ففي إحصائية ان حمايات كبار مسؤولي الدولة وزعماء الكتل والنواب في العاصمة بغداد لوحدها يكلف العراق نحو مليار دولار سنويا او ما يعادل موازنة ثلاث محافظات، وان مجموع الحمايات يشكل نحو 12 لواءا على ملاك وزارتي الدفاع والداخلية وان اغلبهم غير مدققين امنيا وان الوزارات تجهل حتى أماكن سكناهم وهي تتكفل بصرف رواتبهم فقط . وفي هذه الأثناء اعترفت لجنة الأمن والدفاع النيابية بوجود أعداد هائلة تعمل على حماية الشخصيات بعيدا عن رقابة البرلمان والوزارات المسؤولة، متهمة بعض الحمايات بالتورط في عمليات اغتيال وإرهاب ( وهذا هو الواقع ان لم أكن مخطئ ). وخصوصا ونحن على أعتاب مرحلة خطرة جدا بعد الانسحاب الامريكي من العراق ، كما ان اكثر من 35 ألف عنصر امني يعملون حاليا ضمن طواقم حمايات الرئاسات الثلاث وزعماء الكتل السياسية والمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد وحدها .والمصيبة ان العراق ينفق تحت بند الحمايات الشخصية نحو مليار دولار سنويا بضمنها الوقود والتجهيزات والمعدات العسكرية وإدامة العجلات لوزارتي الدفاع والداخلية،وان هذه النفقات تقارب موازنة ثلاث محافظات بحجم الديوانية والسماوة وبابل . فرئاسة الجمهورية لوحدها تمتلك نحو 7 آلاف عنصر بضمنهم لوائين من قوات حرس اقليم كردستان (البيشمركة) يتسلمون مرتباتهم من وزارة الدفاع ، بينما رئاسة الوزراء العراقية لديها اكثر من 25000 ألف عنصر حماية، بضمنها حماية رئيس الوزراء ونوابه الثلاث .فالمشكلة عزيزي القارئ ليست فقط بعدد ما يستخدمه المسؤولون من حمايات ولا بحجم الأموال والمخصصات التي تصرف لهم ، ولكن المشكلة الحقيقية الان وبعد الانسحاب الامريكي هي كيف يمكن ان يتم حماية بلد حدوده مفتوحة منذ اكثر من ثماني سنوات وجل قواته الأمنية بعيدة عن الحدود لا بل وتتمتع برفاهية واستقرار يعطيها الحق بعدم التدخل في ما يتعرض له البلد من تهديدات لان امن المسؤول وحسب رؤية المسؤولين في الحكومة من اعلى قمة الهرم هو الذي لابد ان تحققه القوات الأمنية ..؟! .لذا فعندما ترى وتسمع هذا المقدار من الحمايات للمسؤولين العراقيين فانك مباشرة ستسأل بتعجب ..من بقى لحماية العراق !! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2011-12-22
الجواب بسيط جدا جدا وهو يبقى عامر الخزاعي هو الشخص الوحيد الذي يحمي العراق بمعية الابطال الذي يجتمع معهم من خارج القانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك