المقالات

الإخبار الغيبي بشهادة الحسين (عليه السلام) من السماءلأفضل أهل الأرض في المجتمعات في عصور ما قبل الاسلام


من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

مقدّمة تمهيديّة:اختلف العلماء من الفلاسفة - اليوانيين وغيرهم - والمتكلمين وأصحاب المذاهب والفرق الاسلامية في أول ما صدر عن الصادر الأول، وفي تعيين أول المخلوقات، فذهب الأكثر منه إلى أنّ العقل الأول هو أول المخلوقات ثمّ الثاني، والفلك الأول، حتّى ينتهي الامر إلى العقل العاشر والفلك التاسع وهيولى العناصر( ).وهكذا... فقد تقر في ملحه أنّ العقل الأول هو أول مخلوق صدر عن الله تعالى؛ والذي يكون لـه ثلاث لحاظات.. وجود اُفيض من الصادر الأول، ووجوب بلحاظ المبدأ الأول، وإمكان من حيث ذاته، فكان بذلك الموجود سبباً لعقلٍ آخر، وبذلك كان سبباً لنفس فلكٍ، وبإمكانه أصبح سبباً لجسمِ فلكٍ، وهكذا حتّى نصل ال العاشر في العقل والفلك التاسع.ولكن الذي قررّه أهل بيت العصمة والوحي (صلوات الله عليهم أجمعين)؛ وقد دلّت عليه الروايات الصحيحة - حتّى أن أغلب العامة ذهب لذلك- إلى أنَّ أوّل المخلوقات هو نور النبيّ الأعظم |، وكما هو مصرّح عنه: «أول ما خلق الله نوري»( ).على أنّه خلق من الله (جلّ وعلا)، كما قال حبيبه المصطفى (صلّى الله عليه وآله): «ألا إنا خُلقنا من نور الله»( ).ثمّ خُلق من ذلك النور - نور النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله) - نور الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) في عالم الملكوت العلوي في تلك النشأة العُليا؛ والتي لا يتناسب معها وجود الموجودات إلاّ وجودهم بأنوارهم الساطعة، وقد صرّحَ بذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام).قال أمير المؤمنين الإمام عليَّ (عليه السلام):«إنّا آلُ محمّد كُنّا أنواراً حول العرش، فأمرنا اللهُ بالتسبيح فسبحنا فسبحّتْ ا لملائكة بتسبيحنا، ثمّ أهبطنا إلى الأرض فأمرنا بالتسبيح فسبّحنا فسبّحتْ أهل الأرض بتسبيحنا»( ).وبما أن الحسين (عليه السلام) من أهل بيت النبيّ وعترته الطاهرة (عليهم السلام) ، بل هو سبط رسول الله وحبيبه، اذاً هو أحد أوّل هذه المخلوقات، وبهذا يتضح إنّه (عليه السلام) من أوائل الانوار التي هي أول ما خلقت في عالم الملكونت الأعلى قبل وجود عالم الامكان والتكوين البشري.إذا ثبت هذا... فلا غرَر أنْ أخبر الباري المصور (جلّت قدرته) عن شهادته، أنبيائه وأوليائه الصالحين في عالم الدّنيا قبل تنزّله من تلك النشأة العليا؛ وقد ثبت - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - عنهم (عليهم السلام) جميعاً أنّهم رأوه ، بل توسلوا به (صلوات الله عليه) إلى ألله في قضاء حوائجهم، وقد قضيت ببركة وجود نوره المقدس، كما حصل لآدم (عليه السلام)( )، عن طريق دلالة أمين الوحي والتنزيل جبرائيل (عليه السلام) ، ثمّ تواردت الأخبارات الغيبيّة عن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) منذ أنْ خلق الله (تبارك وتعالى) آدم وحواء‘، وجعله نبياً وأباً للبشر وزوجه أُماً لهم.وهكذا الحال بالنسبة لجميع الانبياء المرسلين (عليهم السلام) حتّى وصلت النوبة إلى خاتمهم نبينا محمّد |، وهذا بحد ذاته إنما يدل على عظم مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وعظيم منزلته عند خالقه العظيم (عزّوجلّ).ومن هنا دلّت الأخبار على أن جميع المخلوقات قد بكت على مصيبة الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، فثبت هذا حقيقةً لا ضير فيها - كل بما يتناسب مع حال نشأته ووجوده - ولا مبالغةً في ذلك، فقد ورد أنَّ السماء بكت ومَنْ فيها( )، والأرض ومَنْ عليها، وإنكسرت لمصابه (عليه السلام) جميع الموجودات، بل ورد إنّ اعدائه وقتلته بكوا عليه بوجودهم العام وماهياتهم، وأصابهم الانكسار بفطرتهم وحقائقهم.. كل ذلك بلا اختيار منهم( )، وذلك بمقتضى الأثر الوضعي التكويني، لكنهم ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بحقه بمقتضى أفعالهم الاختيارية التي انحرفت عن المسار الصحيح والعقيدة الحقة طلباً للسلطان والجاه الناتجين عن حب الدنيا وأهوائها، وبذلك استحقوا الخلود في جنهم وبئس المصير، وبكاؤهم هذا نتج عن عمق غفلتهم؛ لانهم كانوا يعرفون حقيقة الحسين، وإنما تجاهلوها تلبية لاهوائهم وشهواتهم، كما حصل للذين استيقنوا معرفة الله تعالى وجحدتها أنفسم ظلماً وعلواً من قبلهم، وقد غفلوا عن مقتضى جحودهم ونطقوا بالتوحيد.وهكذا الحال بالنسبة لاعداء الحسين وقاتليه، فهم في غفلتهم نطقوا بفضله، وبكوا على مصابه.. كما حصل لابن سعد (لعنه الله) عندما أراد الأمر يقتله، ويزيد لمّا رأى الأسارى ورق لهم، فقال: «قبُحَ ابنُ مرجانه»، وأما في حال عنادهم وظلمهم وطغيانهم، فقد أقدموا على قتله وسلب عياليه في أسرهم.ومن هنا .. ولعظم منزلة سيّد الشهداء (عليه السلام) وشدة مصابه أخبر عنه الحكيم (سبحانه) الانبياء والأولياء، وقد صوّر لهم وحياً هذه الجريمة التي ارتكبت بحقه من أجل ثباته؛ للحفاظ على دين جده محمّد |، ليأخذوا منها الدروس والعبر في مسيرتهم الالهيّة، ولهذا سوف نفصل الكلام في هذا الفصل من خلال بيان عدة مراحل:

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك