المقالات

عبد المهدي والاتفاقية الامنية


د. علي الذهبي

الاتفاقية الامنية تعد المدخل والمنهج والسبيل الذي على ضوئه خرجت وانسحبت القوات الاميركية من البلاد وتعرضت الاتفاقية بين بغداد وواشنطن الى انتقادات ورفض وتحفظ حتى من اولئك الذين عدوها مكسبا لهم وللحكومة بالذات غير ان سير المباحثات يكشف بما لايقبل الشك كيف ان نائب رئيس الجمهورية السابق والقيادي البارز في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيدعادل عبد المهدي قد لعب دورا محورا ومهما في تحقيق اكبر مصلحة للشعب العراقي في وقت اراد البعض التمديد للقوات الاميركية لاطالة الوجود الاجنبي وجعل البلد يبقى رهينا لذلك الوجود غير ان عبد المهدي وقف بقوة ضد التمديد ورأى انه لابد من وضع جدول زمني للانسحاب الاميركي من البلاد وبذل جهودا كبيرة مع القوى الوطنية حتى خرجت اتفاقية تلزم الجانب الاميركي بسحب كامل جنوده بنهاية عام 2011 ويقول عبد المهدي (ان موافقة الاطراف المختلفة على الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة هي أفضلُ سبيل لاستعادة سيادة العراق . وان هذه (الاتفاقية) افضل خيار مطروح للعراق وهي افضل من التمديد او اية فكرة اخرى . )ودعا عبد المهدي الحكومة والولايات المتحدة الى إنهاء ما يتعلق بالاتفاق الامني الذي سيرسي الاساس القانوني لوجود مائةٍ وخمسينَ ألف جندي أميركي في العراقوشدد عبد المهدي على ضرورة تقديم كل أنواع الدعم والتدريب للقوات المسلحة العراقية لتكون أكثر تأهيلا وجهوزية في حربها ضد عصابات الإرهاب والإجرام وحماية العراق والعراقيين من أية عدوان أو اعتداء. يقول عبد المهدي عن الاتفاقية الامنية وذلك خلال مقابلة اجرتها معه (وكالة رويترز ) بتاريخ الأربعاء 29-10-2008، (ان الاتفاقية ليست افضل وثيقة في العالم ولكنها افضل الخيارات المطروحة امام العراق وانا من المعتقدين ان هذه افضل خيارات العراق.. وان الاتفاقية هي افضل خيار مطروح للعراق، فهي افضل من التمديد وافضل من اية فكرة اخرى . مثل فكرة وضع بروتوكول يلُحق باتفاق ستراتيجي يشبه الامر (17) لبريمر. واعتقد ان هذا تسويف وتطويل للازمة وللوجود الاجنبي وبالشروط القاسية الحالية على العراق. في حين نحن نريد تغيير هذه الشروط الى شروط تكون فيها الولاية للعراق ، وليست للقوات الاجنبية سواء القضائية والامنية والسيادية. والاتفاقية في رأيي تضمن هذه الامور. الاتفاقية فيها موعد انسحاب نهائي وهو نهاية عام 2011 ، وايضا فيها موعد انسحاب من المدن والمحافظات العراقية في منتصف عام 2010 ، وهي واضحة ، وهي خيار واضح، وهي افضل الخيارات، وهنا اذا اخذنا ظروف العراق، فالعراق ليس مخيرا، العراق الان لا يمتلك زمام اموره وامنه. العراق في وضع سيء، هو موضوع تحت ولاية اممية، وهو موضوع تحت ولاية المتعددة الجنسية، وهو ايضا لا يزال في نظام العقوبات لذلك يدفع تعويضات.نتيجة اعمال صدام حسين، فالوضع سيء ، وقياس نصوص الاتفاقية يجب ان يؤخذ بلحاظ الوضع لا ان تدرس نظريا خارج حالة العراق، يجب ان تدرس عمليا بلحاظ ان العراق هو في وضع مأساوي، يريد ان يخرج، وارى ان الاتفاقية هي احدى الطرق الصحيحة للخروج من هذا الوضع خصوصا في المواعيد الزمنية وفي شروط ووضوح كامل للسيادة العراقية من حيث حركة القوات ، دخول وخروج القوات، الذخائر والمخازن والاسلحة، المعتقلون، الحصانات، نعم هناك سلبيات ، وهناك ثغرات ولكن بالمقارنة بالوضع الذي نحن فيه والبدائل الاخرى فهي افضل الخيارات)وهذه نظرة ثاقبة ومدركة لمصلحة البلد بعيدا عن الحماسية والشعاراتية وهي قمة العقلانية والحرص الكبير على مصلحة البلد وهذا ديدن عبد المهدي وكل وطني غيور فالاتفاقية حققت الانسحاب الكامل والانسحاب الاميركي انجاز كبير كان لعبد المهدي الاثر الاكبر في صياغة وتعجيل هذا الانسحاب وتحقيق السيادة الكاملة للشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد العراقي
2011-12-13
الكاتب تطرقة الى الاتفاقية ودور السيد عبد المهدي والمرجعية الرشيدة وشنو علاقة ايران بذلك يا اخي المحترم يا مغترب
المغترب النجفي / كندا
2011-12-13
في مقابله مع موفق الربيعي على القناة العراقيه حول الانسحاب الامريكي قد جير الانسحاب لشخصه مع تملقات الى نوري المالكي بين الحين والاخر ونسى او تناسى دور المرجعيه وتوجيهاتها وثقلها ودور الاقطاب السياسيه الوطنيه الاخرى في الضغط على الحكومه لاخراج المحتل ودور الشعب بكافة شرائحه بينما كانت الحكومه وعلى رئسها رئيس الوزراء بتنازلات كبيره لصالح الامريكان ولانهم مطيه سهلة الركوب وليمتطيها الامريكان والايرانيين وغيرهم وكدرتهم بس على شعبهم المسكين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك