المقالات

في ذكرى استشهاده محمد مهدي الحكيم.. السفير الاول للعملية التغييرية في العراق

1390 15:23:00 2007-01-21

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

في ذات نهار ثمانيني استمعت لمحاضرة الى احد السياسيين العراقيين من رواد الحركة الوطنية العراقية المعارضة بدمشق، وذلك بالذكرى السنوية الثانية لاستشهاد سفير المرجعية الشهيد السعيد السيد محمد مهدي الحكيم، فكان اكثر ما رسخ في ذاكرتي من تلك المحاضرة هو تساؤل المحاضر الذي قال فيه: لماذا سارع صدام باغتيال السيد محمد مهدي الحكيم؟. بطبيعة الحال ان الجميع كان لديهم اجابات مختلفة.. وربما كانت اجابات اولئك الحضور تتوزع بين كونه احد علماء الدين السياسيين او لانه ابن مرجع كبير كالإمام الحكيم، وفي اقرب الاجابات صحة من السبب الحقيقي لانه معارض عراقي.

لكن هذه الاجابات وان كانت بمجملها صحيحة لكن النظام لم يغتال جميع ابناء المراجع وان كان قادراً على ذلك. كذلك لم يقتل جميع معارضيه لكنه يمتلك اجندة للقتل او قوائم ربما يكون اولئك المراد قتلهم ليسوا ضمن تلك القوائم او ربما حاول ولم ينجح كما المحاولات العديدة التي تعرض لها شهيد المحراب في حياته عندما كان يمارس دوره القيادي من المنفى. وهناك اسباب اخرى من بينها ان النظام قد لا يمتلك القدرة الفنية لملاحقة وقتل عشرات الالاف من النشطاء والسياسيين العراقيين المعارضين لنظامه فضلاً عن ان النظام البائد وان كان على درجة كبيرة من الاستهتار بالقوانين والمواثيق الدولية وعهود حقوق الانسان الا انه دون شك لا يستطيع ان يذهب الى ما لا نهاية في تحدي الارادة الدولية ومواثيقها الخاصة والعامة.

عودة الى تساؤل السياسي العراقي المعارض في محاضرته تلك بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد السيد محمد مهدي الحكيم والى الاجابة الدقيقة والمكثفة والمختصرة التي حدد بموجبها اسباب استهداف السيد محمد مهدي الحكيم فهذا السياسي اشار الى ان الاسباب الحقيقية لاغتيال السيد الشهيد هو ان النظام كان يرى فيه بانه رجل دولة وليس رجل معارضة من نمط تقليدي.

وهنا راح يسرد بعض الانشطة المهمة التي جعلت النظام يرى فيه بانه رجل دولة وكان اولها انه كان الاقرب الى الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس) الذي كان النظام يرى فيه هو الآخر بانه رجل دولة ايضاً فالذي يطرح نظرية حكم شاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والدستور انما هو مدرسة سياسية لا يمكن لها ان تستمر مع نظام كنظام البعث المقبور.

السيد محمد مهدي الحكيم كان احد اهم رواد الحركة الاسلامية الوطنية غير التقليدية، كان من قيادات ومؤسسي الدعوة الاسلامية، وكان من مؤسسي جماعة العلماء المجاهدين في العراق وجماعة علماء بغداد والكاظمية، وكان له الدور الريادي في تأسيس جامعة الكوفة وكلية اصول الدين، وكان مبعوث المرجعية الى العاصمة في ظرف هو الاهم والاصعب في الحياة السياسية العراقية. كان رجل الدين والسياسي المعارض الاول الذي دخل اروقة الامم المتحدة وكشف النقاب بالارقام والتفاصيل عن الظلامات التي يتعرض لها الشعب العراقي وكان يمتلك خارطة الطريق نحو الاقليميين والدوليين ولهذا فانه استشهد بساحة اقليمية، وكان اول من ساهم بتشكيل وبلورة اول منظمة عراقية مدافعة عن حقوق الانسان العراقي عبر مقرات المنظومة الدولية في كل من جنيف ونيويورك.

ولعل هنالك اسباب اخرى ادت الى انتقام النظام منه بالطريقة التي حصلت بالخرطوم حيث كان سماحته قد لعب دوراً جهادياً محورياً من حرمان النظام لرعايته مؤتمر دول عدم الانحياز السابع في بغداد ونقله الى العاصمة الهندية نيودلهي، فالذي رصد تلك الفترة فانه سيكشف بانها الفترة الاهم التي تعرضت مؤسسات النظام لضربات عراقية معارضة كانت بتوجيه وتخطيط من سماحة السيد الشهيد وهي التي ادت الى نقل مكان انعقاد المؤتمر الذي كان يشكل الفرصة التأريخية لصدام كي يكون رئيساً لمؤتمر يضم احدى وسبعين دولة، وليس الحرب العراقية الايرانية هي التي منعت انعقاد المؤتمر كما كان يقال في حينه. تلك هي شذرات من حياة هذا الشهيد السعيد الذي تحتاج حياته الشريفة الى سفرٍ كبير كي نغور في اعماق حركته واهدافه التي استشهد من اجلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك