المقالات

حقوق سجناء رفحاء امانة باعناقكم فلا تبخسوها


حمودي جمال الدين

استنادا إلى المادة الخامسة من قانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم 4 لسنة 2006 والتي عرفت السجين السياسي (من حبس أو سجن بسبب معارضته للنظام البائد في الرأي أو المعتقد أو الانتماء السياسي أو تعاطف مع معارضيه أو مساعدته لهم)والمعتقل السياسي يعطي نفس المعنى.ولكي ادخل في صلب الموضوع الذي أتناوله لابد لي ان أعطي صورة ووصفا مختزلا لسجن رفحاء مكانا وزمانا وسببا للسادة الذين يجهلون ويستكثرون على قاطني معسكر رفحاء ان ينعتوه بالسجن وفقا لتعريف المادة أعلاه من قانون مؤسسة السجناء السياسين.في زاوية معزولة عن العالم وفي ركن مقفر اجرد الوجه كالح القسمات لا ينبض بالحياة إلا لأحط وأرذل خلق الله وأتعسهم ممن وهبتهم ألفطره والتكيف على ظروفه البيئية والانسجام مع أمزجته المتقلبة التي لا تعرف إنصاف الحلول في حدية الطباع وسادية السلوك والتي لا تعرف المجاملة والمهادنة أو إقراء الضيف لنزلائه الذين ركلتهم الأوطان بقسوتها وهمجيتها فراح ينهبهم التيه ويتعثر بهم المسير وسط الفيافي والرعان حتى استقر ركبهم المجهد من عنة الطريق ووحشة المسرى ضيوفا وسط هذا القاع المهلك والمنسي من على وجه الخارطه الارضيه .

فأي حماقة وجنون دفعت بهذا الركب ان يحط الرحال بأرض مندثرة نائية عن العالم بعيدة عن الديار والأهل والاحبه..؟؟ترى اهو تبطر على بحبوحة العيش وسعة الحياة ورفاهيتها وحلو معشرها المجبول بالرقة والحنو والمعسول بفضاء الحريه والأمان الذي تجزلها الأوطان بحضنها الدافئ الرءوم على أبنائها فينعموا بالسعادة والاطمئنان ويرفلوا بالعز والكرامة في كنفه ؟؟.أم ان تمردهم على واقعهم كان إحساسا غريزيا وشعورا تلقائيا ثاروا فيه لأنفسهم ولإنسانيتهم الممسوخة والمهدورة ؟؟منتصرين ومتضامنين مع شعبهم لإنقاذه من مخالب القهر والظلم والاستبداد , وليشيدوا وطنا يواكب العالم في تحضره وتمدنه ,,ويجمع في وعائه كل المشارب والاتجاهات ,,وطنا يذوب فيه التعنصر والتمذهب واللون والمعتقد,, ويتساوى فيه الناس إمام القانون,, وطنا يشعر فيه الإنسان بإنسانيته وبحضوره الفاعل بجهده وعطائه في الشراكة والبناء ,, وطنا يحقق به إرادته ويعطي رأيه من دون زيغ وتسلط واكراه.

هذه الشريحة ألمغيبه والمنسية في نظر قادة العهد الجديد وفي مفهوم البعض من اللذين يتندرون في إعلامهم البغيض ومجالسهم الخاصة للنيل من رجالها ويوصموا برعاع الناس والمتخلفين ,,هي التي صنعت صفحة ناصعة مضيئة الحروف في سفر عراقنا الخالد بدمائها وتضحياتها ,.بعد ان قتلت روح التردد والخوف المسيطر على رقاب الناس ووضعت إرادة الجماهير على المحك, فكسرت الحاجز النفسي والخنوع .,وهي التي أعادت لهذا الشعب بريقه وتألقه وردت كيد الحاقدين والمتشككين بقدراته وطاقاته بعد ان غيبت إرادته لأكثر من ثلاث وعشرين عاما كان فيها الإنسان العراقي موضعا للريبة والشك في كونه مسيرا مغلوبا على أمره لا قوة ولا حول له.وأثبتت رفض الشعب القاطع لحزب البعث ومشروعيته حيث كانت مشروعا وطنيا خالصا من دون تدخل أي جهة أو دولة أجنبيه.وهي التي أظهرت المعارضة العراقية السابقة لنظام صدام للوجود حين رفدتها بالزخم المعنوي والمادي إمام أنظار العالم ومحافله ومنتدياته بعد إن كانت توصم (بمعارضة خمسة نجوم )كناية ساخرة عن أنها معارضة فنادق وليست خنادق وليس لها أي وجود وتأثير يذكر ضد النظام البائد .وهي التي أنارت للأجيال درب حريتها وانعتاقها ولا زالت بصما تها شاخصة المعالم فلولاها لما عرف العالم واهتدى إلى مظلومية وقهر هذا الشعب من قبل جلاديه وحكامه الذين اتبعوا مختلف أساليب المكر والدهاء من اجل تظليل وتمويه الحقائق إمام أنظار العالم عن مآسي ومعاناة العراقيين وحقدهم وبغضهم على نظامهم ولما انكشف الغطاء عن ذلك الرياء والكذب وبانت حقيقة الواقع المزري والمقيت الذي عاشه العراقيين تحت رحمة البطش والجبروت , تضافرت وتآزرت الجهود ألخيره في العالم من اجل إنقاذ هذا الشعب من براثن الطواغيت والقتلة .وكانت حصيلتها اقتطاف هذه الرموز والأحزاب السياسية التي تتصدر ألان المشهد السياسي العراقي فتنكرت لضحايا انتفاضة آذار الخالدة ولرجالها الابطال الذين سطروا تلك الملحمة من عمر العراق السياسي والتي مهدت لهم السبيل من اجل اعتلاء دفة الحكم والتفرد بالسلطة وبثروات البلاد دون إن تفسح اي مجال لمن ضحوا واشتروا بدمائهم وأجسادهم حرية وانعتاق هذا الشعب .فأبناء ألانتفاضه ولكون جلهم من المستقلين الذين لاينتمون لحزب او تيار من هذه الأحزاب النافذة سوى انتمائهم لوطنهم وشعبهم ولكونهم لم يجدوا بارقة أمل ترجى من هذه الأحزاب بعد إن اتضح معدنها وجشعها واستئثارها بالسلطة وبكل خيرات هذا البلد ,.فليس لهم من مطلب ألان غير حقوقهم التي كفلها لهم القانون والدستور بمساواتهم بأقرانهم من السجناء السياسيين العراقيين وضمهم إلى هيئة السجناء السياسيين وهو اضعف الإيمان. .والى إن يكتب الله لهذا الوطن حكومة ومجلس نواب منتخب شرعا ومن صلب وقناعة أبنائه دون مراوغة وتلفيق وتزوير .وحينها سيعود الحق إلى نصابه وسيفرض التاريخ إعادة قراءة هذه ألانتفاضه من جديد مشذبة ومنزهة من الزيف والتخريب التي حاولت بعض النفوس الحاقدة إن تشوه نقاوتها وصورتها وطمس هويتها والتلاعب في معالمها وأهدافها المخلصة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اليعقوبي
2011-11-14
في الحقيقة ياسيدي العزيز القد كتبت مايدور في خواطرنا من ضلم وحيف من ابنا جلدتنا الذي اختصبو حقناء ابنا الانتفاضة الشعبانية الذي تم تهجيرهم الى بلاد الاغتراب الذي يعاني اغلبهم من الامراض النفسية من ماعانوى على يد بعث الاجرام في العراق للأنناء لحد الان لم نرى ابصط الحقوق لهاذي الشريحة المظلومة رغم اننا نرى اغلب الموجودين في سدت الحكم الم يفعلو مافعلو ابنا الانتفاضة
تجمع مخيم رفحاء على الفيسبوك
2011-11-13
الف شكر اخي العزيز كاتب المقال ونتمنى من المولى عز وجل ان يوفق شباب مخيم رفحاء لخدمة هذا البلد الجريح اما عن الحقوق فلا نعلم لماذا كل هذا التاخير وكل هذا الروتين وهناك نسبة من اهالي مخيم رفحاء غادرو الحياة لانهم صدموا اكثر من مرة ارجو من المسؤولين الغيارى والشرفاء والمجاهدين الالتفات لهذه الشريحة المضلومة
ابو حسنين النجفي
2011-11-13
يجب ان ينفذ هذا القانون بعد صبر تجاوز العشرين عاما (على طبق من ذهب للمنتفضين ) وخصوصا ابناء رفحاء وكما تفضلت ان لنا صولات وجولات لم نتحدث بها بعد لاننا نريد الخير للشعب العراقي في الداخل قبل كل شيء هذا اولا ومن ثم يتم حديثنا عن ممن وصل السلطة باسمنا ثم همشنا بل باعنا بارخص الاثمان ولا ننسى دور المرجعية في حينها ان (حافظوا على بيضة الاسلام) وما لحق بها ولولاها لعلم البعثيون اين هم الان واين مرتزقتهم لكانوا في خبر كان الحديث عن انتفاظة شعبان لم ولن ينتهي بهذه السهولة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك