المقالات

عيد الچبیر .. الچبیر / النبؤة التي تحققت


( بقلم : وداد فاخر * )

كان صباح يوم 06 . 05 . 1989 صباحا ليس كباقي الصباحات الأخرى ، فقد صحونا على صوت مقرئ للقرآن في تلفزيون بغداد صبيحة ذلك اليوم الذي صادف أول أيام عيد الفطر المبارك بدهشة كبيرة منتظرين الخبر بصبر فارغ ، وبعد قليل عرفنا خبر مقتل عدنان خير الله طلفاح وزير الدفاع وابن خال الدكتاتور المقبور صدام حسين واخو زوجته ساجدة وابن حرامي بغداد خير الله طلفاح ، في حادث طائرة هليوكوبتر كما قال بيان الحكومة في يوم 05 . 05 . 1989 ، ولم يصدق الخبر الرسمي أي احد طبعا ، وخاصة نحن المعارضين الذين كنا نعيش في منافينا الاختيارية هربا من سلطة البعث الفاشي الذي كان يطلب رؤوسنا . اتصلت حالا بالمرحوم ( عبد الله عبيد البيضائي ) – أبو هدى – وبعد أن هنأته بالعيد السعيد قلت له مازحا : ( عيد الچبیر .. الچبیر ) ، سألني مستفسرا ما الخبر فأخبرته عن حادث مقتل عدنان خير الله طلفاح الذي أذاعه تلفزيون بغداد ، فارتفعت ضحكة أبو هدى الجهورية المجلجلة وقال :( الله يسمع منك . ) .

وكررت نفس الحديث في اتصالي مع العزيز ابو سرمد ( خالد حميد شلتاغ ) ، وكذلك اتصالي برفاق آخرين ممن يعيش ويعمل في الكويت آنذاك ، وتكررت نفس العبارة ، وتكرر نفس الجواب وكأن الجميع كانوا متصلين بحبل سري واحد وكانوا يردون بدون وعي : ( الله يسمع منك ) .

وجاء غزو النظام الفاشي للكويت ، وتفرقنا كما قيل في المثل : ( تفرقوا أيدي سبأ ) ، وتفرقنا من جديد في الأمصار كما تفرق أهل اليمن بعد انهيار سد مأرب ، وانتظر كل منا أن يأتيه احد بنبأ يقين ، ولكن الزمن طال ولم يأت ذلك النبأ إلا في يوم التاسع من نيسان 2003 ، عندما شاهدت بأم عيني وعلى شاشات التلفزة كيف هرب ( أبطال العروبة الشجعان ) بسراويلهم وفانيلاتهم من قصور الطاغية المقبور ممنين النفس بالسلامة بعد أن ابرزوا عضلاتهم الخاوية قبل سنين على العراقيين الأبرياء العزل ، وكشروا عن أنيابهم على أبناء العرب المساكين في كل من مدن المحمرة – تم مسح المدينة عن بكرة أبيها وسرقوا حتى طابوق بيوتها وتركوا فقط جامع المحمرة الكبير كمركز قيادة لهم " مشاهدة على الأرض للكاتب بعد انتهاء الحرب العام 1991 - " ، والبسيتين – تم الاعتداء على 40 فتاة عربية من أهالي البسيتين ، وقتلهن بعد ذلك ودفنهن في مقبرة جماعية بموجب شرع العروبيين من البعثيين ( النشامى المدافعين عن حياض الأمة العربية !!! ) - ، وديزفول وغيرها من المدن الإيرانية التي فوجئت بالعصافير التي حسبت نفسها شواهينا ً . وأكملت تلك العصافير المغرورة طيرانها نحو الجارة العربية الكويت لتغزوها وتحتلها في محاولة لمسح بلد وشعب بأكمله من خارطة العالم . ومع ذلك انتظرنا أن يأتي الدور في العيد الكبير على الكبير بموجب نبوءتي ( عيد الچبیر .. الچبیر ) .

وانتظرت ليلة 29 / 30 من ديسمبر / كانون أول الماضي 2006 بشوق ومن دون أن يغمض لي جفن فقد كنت على موعد مع الحظ الذي تحققت فيه نبوءتي التي تنبأت بها قبل سبعة عشر عاما وعند مقتل عدنان خير الله طلفاح ، وكان ما تمنيت وشاهدت في صبيحة العيد الكبير وفي ذلك اليوم الذي سيخلد في التاريخ جثة الطاغية معلقة على حبل المشنقة وصدقت نبوءتي وكان ( عيد الچبیر .. الچبیر ) كما تمنيت في ذلك اليوم البعيد . آخر المطاف : قيل في الأمثال : ( إن الجبان حتْفُه من فوقه ) .* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك