المقالات

مواطنون من الدرجة الثالثة


حمودي جمال الدين

تعالت في الآونة الاخيره وعلى لسان إخوتنا في الوطن والدين وخصوصا أبناء المنطقة الغربية نبرة نحن مواطنين من الدرجة الثانية ,هذه المقولة السقيمة والبائسة التي كان يطلقها أهلنا بمرارة وألم وحسره في مناطق جنوب عراقنا المعذب في أزمنتنا الغابرة ابتداء من صدر الإسلام وتشكيل دولته العتيدة مرورا بتأسيس ألدوله العراقية ألحديثه برعاية حكومة صاحبة ألجلاله البريطانية إلى نهاية العهد ألصدامي المقبور الذي أزيح عن كاهل صدر العراق بفعل طير أبابيل سخرها الله لتقشع تلك الغمامة السوداء عن وجه العراق الدامي وهي تحمل في ثناياها ديمقراطية جاهزة مسلفنه بيافطتها وبنودها الصريحة والمعلنة في العدل والمساواة واحترام القانون والدولة , وعندها تنفس شعب الجنوب الصعداء كباقي أبناء جلدتهم في عموم العراق , و قلنا حمدا وبركة من الله الذي اذهب عنا تلك النظرة الدونية التي رافقتنا كل هذه السنين الطوال ونحن نئن تحت رحمة القرف والازدراء من إخوتنا في الدين والجغرافية وسنكون متساوون في الحقوق والواجبات والناس سواسية إمام هيبة القانون وستعرف كل فئة وطائفة وقومية حجمها وثقلها في المجتمع والدولة لكن حماة الديمقراطية والقوامون عليها والتي أوكلت لهم مهمة تنفيذها والإشراف عليها مثلما رسمت وخطط لها انحرفوا بمسيرتها وسلكوا بها طرقا وشعبا تصب في خانة مصالحهم ومصالح أحزابهم وذويهم وتناسوا قضية وطن وشعب استبشر خيرا بهذه الديمقراطية ,وإذا ما كان إخوتنا في المنطقة الغربية يستشعرون بأنهم متمشين ومستقصين وان الحكومة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية وهذا إحساس وشعور لاغبرار عليه لان الحكومة أثبتت وطيلة عمرها حكومة فئوية حزبيبة طائفية بكل ما تعنيه ألكلمه من معنى حيث تضيق حلقة طائفيتها ليس على أساس المذهب والانحدار ألمناطقي وإنما على الحزب والعشيرة والنسب وتنغلق تماما على شخوص منتسبيها وأقاربهم وذويهم ولمن يتأطر بهم ولمن يسير في ركابها من الانتهازيين والمتملقين متعددي الوجوه ومقتنصي الفرص وإزاء هذا الشعور الذي انتم عليه.وحيث يتقسم العراق بين مفهومين للمواطنة وهو المفهوم الذي تحاول إن تكرسه وتغذيه الأحزاب الحاكمة في نفوس أبناء العراق جميعا نتيجة لنهجها وتصرفها وتوجهها ,.وعليه نبني افتراضنا الذي لا يرقى اليه الشك إن هذه الأحزاب بهيكليتها ورموزها وحواريها ومن لف لفها مواطنون من الدرجة الأولى لكونهم خطفواالعراق واتخذوه ضيعة مرهونة بكل خيراته وثرواته وخزائنه وأرضه ومائه وأجوائه ودولته.وسلطاتها وبكل ما تملكه من مناصب وامتيازات ورواتب مهوله وقطع أراضي وقصور وفلل وعرصات من ارث النظام السابق وأزلامه وكل ما حاواه العراق ملكا مشاعا لهم .إما من نكون نحن ؟؟؟نحن الخائبون المنسيون أبناء الدرجة الثالثة في المواطنة بكل امتياز في منظور حكامنا وأحزابهم.

وأقولها بملء فمي هؤلاء الحكام والمتصدرون للمشهد السياسي العراقي لم يتركوا شيئا يذكر لأبناء الجنوب والوسط سواء من حيث الخدمات المتدنية بكل صنوفها أو في البنى التحتية والاقتصادية ولكل المرافق الحيوية التي يتطلع إليها أي إنسان يعيش على وجه المعمورة ناهيك عن الإقصاء والتهميش لأبناء الجنوب وبالأخص من ذوي الخبرات والاختصاصات الذين افنوا سنين عمرهم في التحصيل والدراسة ,جريرتهم كونهم لاينتمون لاحزاب السلطه ولا يملكون ظهرا قويا يسندون انفسهم اليه في دولة تتفشى بها مظاهر المحسوبيه والمنسوبيه.هكذا تعاملنا هذه الأحزاب التي اعتلت السلطة في غفلة من الزمن واستحوذت على الجمل بما حمل.ونحن العراق وإبائه وكريم ما أعطى بنوه وانجد. أتكون محنتنا لأننا لم ننتسب إلى أحزابكم ولم ننغمس في شهواتكم وأدرانكم وسرقاتكم التي تزكم النفوس عفونتها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اخ شهيد
2011-11-08
للاخ الكاتب نقول نعم هناك ثلاثة درجات للمواطنة وهي نفسها الي كانت يوم الطف والى يومنا الحاضر وهي فئة القتلة والمجرمين والسراق وهي نفسها منذ ذلك اليوم للان ولادخل للمذهب فيها والثانية هم الجبناء المتفرجون على مقتل الحسين ومن سار على دربه والى قيام الساعة وهم مستفيدين من فضلات المجرمين اما الثالثة فهي الفئة المذبوحة التي تدفع الدم دائما. فاحزم امرك واختر واحدة من تلك لان المعادلة لن تتغير
الحاح هادف
2011-11-08
أخ يالسن هذي السنن لاي درجه نوصل بهذي المحن زين درجه 2 وانت الرئيس لو جنت أعلى شجان منكوكك عطيس الطامه ليست في درجات مقننه لا وألف لا بل فيمن استحل الفساد فملأ الجيوب وتسخر للمحبوب وتدنس بالترغل والتذلل للمفخخين المكفرين قطاع الروس الشعب الاشم الشامخ وحدة لا تتجزأ رغم تسخير أهل الفلوس لزعزعتناوتمرير كيدهم المنحوس ألا ترون من سمواالمسلمين مجوس يتفانون للمجاهدين ذباحي صديم المنفوس وهاهم أكباريه ويصيحون منكوكياورغاليا وحقدا ويدوسون فوق الروس هل سيصحون او نستدعي الجروت ومسرحه الفطوس
احمدابراهيم
2011-11-07
الاحزاب العراقية وجشعها جعل المواطن يكرهها الكره الشديد ولايوجد حل لديه سوى الصبر على هذا البلاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك