المقالات

تستاهل .. الحكومة العراقية


بقلم .. رضا السيد

صحيح إن من حق أي حكومة بالعالم أن يكون لها خصوصية معينة تختلف عن الخصوصيات المعطاة إلى الشعوب ، فمثلا يحق للحكومة أن تحضا بإمكانيات ومميزات وتسهيلات أكثر بكثير من تلك التي تكون مخصصة للمواطنين على اعتبار إن الحكومة في بلد هي من يدير الأمور ويوجه المسارات ويحدد الخطوط العامة والخاصة للبلاد ، فبالتالي من حق هذه الحكومة أن تكون لها ميزانيتها الخاصة التي تستثمرها للقيام بأعمال هي جزء مهم من إستراتيجيتها .ومن تلك الخصوصيات التي تخص الحكومات هو توفير طائرات رئاسية من شانها تسهيل مهمة سفر المسؤولين الحكوميين ذوي المناصب العليا لكي يتمكنوا من القيام بزيارات رسمية للبلدان الأخرى والاشتراك بالمؤتمرات التي لها علاقة بما يدور في البلاد . وهذه الطائرات لابد أن تكون وفق المواصفات العالمية التي تليق بالرؤساء او من يمثلهم في حضور المحافل الدولية . أي أنها تكون مخصصة أصلا لهذا العمل . وحكومة العراق واحدة من تلك الحكومات التي لها الحق في امتلاك مثل هذه الطائرات كون التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق تحتاج إلى إعادة زيادة العلاقات وتوطيدها وإدامتها مع دول العالم الصديقة والشقيقة التي كانت متأثرة بالسياسات الخاطئة للنظام البائد ، وبذلك بات من الضروري أن يكون هناك أسطول رئاسي لخدمة الحكومة العراقية في تنقلاتها الرسمية .فهناك أخبار مؤكدة إن الحكومة العراقية قامت بشراء ثلاث طائرات رئاسية نوع ( فالكون ) فرنسية المنشأ بقيمة 150 مليون دولار وقد دفع من هذا المبلغ 50 مليون دولار منذ زمن النظام السابق . أي إن الصفقة قديمة ؟؟ كما إن هذه الطائرات ستخصص للرئاسات الحكومية .. فواحدة منها مخصصة لرئيس الجمهورية وأخرى لرئيس الوزراء في حين ستخصص الثالثة للوزراء ، ومن الجدير بالذكر إن هذه الطائرات تحتوي مواصفات لا توجد في باقي الطائرات ، كاحتوائها على غرف نوم فاخرة وقاعة للاجتماعات وكراسي فارهة تليق بمن سيجلس عليها . وحسب مصادر إن شراء مثل هذه الطائرات جاء نتيجة للكثير من الاعتراضات التي أعلنها مسؤولين حكوميين ونواب وكذلك منظمات غير حكومية على إن المسؤولين العراقيين قد أثقلوا كاهل الميزانية العراقية جراء كثرة سفراتهم وايفاداتهم بسبب ما يقومون به من استئجار طائرات خاصة بمبالغ طائلة قد تصل إلى ( مليون دولار ) للرحلة الواحدة ؟! مما يؤثر بشكل سلبي على مقدار الأموال المخصصة لهذه الأمور ، الأمر الذي يحتم أن تكون هناك ميزانيات إضافية لتغطية مثل هذه السفرات الدبلوماسية . على كل حال فالحكومة العراقية ( تستاهل ) أن يكون لها أسطولها الجوي الخاص ، ولكن لابد عليها أن تعلم جيدا إن أموال هذه الطائرات هي بالأساس أموال الشعب العراقي ، ولذا لابد أن يكون هناك حرص على أن تكون هذه الصفقة بالمستوى العالمي المطلوب ولا يكون هناك من يزايد او يقوم بتمرير الصفقة على حساب النوعية والجودة ، وبالتالي يكون حال صفقة الطائرات الرئاسية كحال صفقة أجهزة الكشف عن المتفجرات التي كلفت العراق أموالا طائلة وكانت النتيجة كما تشاهدون يوميا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك