المقالات

الأوامر العسكرية بين التنفيذ والمناقشة


حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

من المعلوم إن الأوامر العسكرية في أي مكان في العالم تخضع لضوابط ومقاييس لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال ، لأنها تكون مقدسة وصارمة في نفس الوقت ، ولا يسمح بمناقشتها من قبل المستوى الأدنى بأي حال من الأحوال .لذلك فقانون الجيش منذ زمن بعيد هو ( نفذ ثم ناقش ) فإذا ما تم التنفيذ لا يحتاج بعد ذلك إلى مناقشة لان الأمر قد تم ، وعلى هذا الأساس فان الالتزام المفروض عند مراتب الجيش فيما بينهم تكاد تكون متفردة تماما وتختلف عن الأوامر في جهاز أخر ، لما للمؤسسة العسكرية من أهمية بالغة الخطورة ، فعدم تنفيذ الأوامر يعني العصيان والعصيان يعني المواجهة ومن ثم يحصل ما لا يحمد عقباه . لذا فان إطاعة الأوامر في الجيش هو من الأمور المسلم بها ، وهذا يحدث في جميع جيوش العالم ربما بلا استثناء إلا الجيش العراقي ؟!. فليس هناك ضوابط معينة تلزم الجندي او صاحب الرتبة الأدنى بتنفيذ أوامر صاحب الرتبة الأعلى وهذا الأمر يشمل جميع المنتسبين في الجيش العراقي من أعلى الهرم إلى اصغر رتبة فيه ، وهذا ما نراه واضحا من خلال الاعتراضات المستمرة من قبل بعض القياديين في الجيش العراقي على ما أجراه او ما يريد أن يجريه القائد العام للقوات المسلحة في تغيير بعض القيادات في بعض المفاصل في الجيش العراقي . فقد كشفت مصادر داخل وزارة الدفاع بان الوزير بالوكالة سعدون الدليمي ورئيس اركان الجيش بابكر زيباري اعترضا على قائمة التغييرات التي أجراها مؤخرا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأكدت المصادر إن الدليمي وزيباري اعترضا على التغييرات وطلب الاخير أن تكون بحسب توصيات من رئاسة اركان الجيش ومشفوعة بموافقة وزير الدفاع كونهما الادرى بالعمل الميداني وقدرات كبار الضباط. ونقلت المصادر نفسها استغراب القيادات في وزارة الدفاع من أن يكون التغيير متجها على معاون اركان الجيش لشؤون التدريب الفريق حسين دوحي المعروف بكفاءته فيما لا تشمل التغييرات من هم معنيون بالوضع الأمني المتدهور في العراق من كبار الضباط في العمليات والقادة الميدانيين الذي تكررت الخروقات الأمنية في قواطع مسؤولياتهم، على هذا فالضوابط التي لابد أن يعمل بها في القوانين العسكرية قد خرقت من قبل مسؤولين مهمين بالجيش العراقي ( على مستوى وزير ورئيس اركان الجيش ) مما يعطي انطباعا لدى المتتبع للشأن العراقي إن الأوامر إذا ما تم الاعتراض عليها من قبل أعلى سلم بقيادة الجيش العراقي فما هو حال باقي المنتسبين في الجيش العراقي او بعبارة اصح ( لا أمر لمن لا طاعة له ) .فما أريد أن أصل إليه إن هناك بعض المشاكل والمعوقات موجودة بين القيادات في الجيش العراقي الأمر الذي يسهم في زيادة حجم الأزمة الأمنية ، وبالتالي زيادة الخروقات الأمنية التي تحدث بين الحين والأخر الذي يعتبر عدم التوافق بين القيادات في طبيعة الأوامر المطلوبة وتنفيذها في السياقات العسكرية هو أهم أسبابها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك