المقالات

اسباب اعدام القذافي


عدنان شمخي جابر الجعفري

اسباب اعدام القذافي

بعد متابعة دقيقة لما حدث في ليبيا كدولة عربية شقيقة عانت من الطغيان والحرمان معا, يمكن القول ان هناك ايادي خفية داخل المجلس الانتقالي او داخل القيادة العسكرية الليبية تتبع نفس اساليب القذافي واساليب المخابرات العالمية في محو الحقائق التاريخية من خلال التصفية الجسدية..هذه الايادي ربما تكون اشد واخطر على مستقبل ليبيا حتى من نظام القذافي نفسه.

فبعد العملية الكبيرة والدقيقة جدا لقتل القائد المعارض لنظام القذافي واقصد هنا اللواء الركن عبد الفتاح العبيدي يمكن ملاحظة ان هناك امور غير طبيعية تطفوا على سطح الثورة الليبية بل وربما تسيرها نحو طريق لايعلمه سوى الله وحدة ومن يشترك في التخطيط لهذا الطريق المظلم.

تصفية القذافي وولده جسديا بعد الاسر مباشرة يدل على ان مسلسل التصفيات الجسدية لمن يملكون المعلومات المهمة عن حقبة القذافي مستمر ومنظم ودقيق ومعد ربما حتى خارج ليبيا,فاعدام القذافي وابنه يحرم ليبيا من مليارات الدولارات التي يمكن استردادها والتي لايعرف سبل الوصول اليها سوى القذافي واهله, وكذلك يحرم الشعب الليبي من معرفة حقيقة الكثر ممن لبسوا لباس الثورة والبطولة بعد ان كانوا اذلاء متمليقين لسيدهم حد السمسرة الاخلاقية كما يشاع عبر الانترنت,وسيحرم الشعب الليبي من معرفة الكثر ممن تلطخت ايديهم بدم الليبيين سرا ايام حكم القذافي وربما يكون بعضهم الان من قيادات الصف الاول في المجلس الانتقالي الليبي او القيادات العسكرية والامنية.

اعدام القذافي اضاع على ليبيا الكثير من المكاسب المادية والامنية والسياسية, واضاع على الامة العربية والاسلامية الكثير من اسرارها, فلهذا الرجل تفاحة في كل سلة عربية او اسلامية او افريقية او حتى عالمية.. واضاع على العالم معرفة اسرار علاقة القذافي بكل من ساركوزي وبرلسكوني رغم اختلاف نوع العلاقتين,واضاع على العالم معرفة اسرار تسليم برنامج ليبيا النووي,اضاع على العالم معرفة اسرار محاولة اغتيال ملك السعودية الحالي الملك عبد الله ال سعود عندما كان وليا للعهد, اضاع على العالم معرفة اسرار اختفاء الكثير من الشخصيات من امثال موسى الصدر ...الخ ,اضاع على العالم معرفة اسرار اطلاق صراح المكرحي وكم دفعت ليبيا من اجل اطلاقه ولمن,اضاع على العلم معرفة اسرار تشابك علاقة القذافي بكل الحكام العرب وخاصة حقيقة علاقتة بجمال عبد الناصر..باختصار اضاع على العلم الكثير من الاسرار التاريخية المهمة جدا.

هناك سؤال كبير يطرح نفسه في هذه القضية وبقوة.. وهو من المستفيد من اعدام القذافي؟!

فالمستفيدون من اعدام القذافي كثر, في غالبهم الاعم ممن يريدون اسكاته من اجل دفن اسرارهم معه ,فساركوزي وبرلسكوني ربما يريدان اسكاته لاسباب مادية او من اجل اخفاء نوع العلاقات الشخصية بين برلسكوني والقذافي, واذناب القذافي من الذين لبسوا عباءة الثورة ربما يريدون اسكاته لاسباب اخلاقية, والشركات الفاسدة ربما تريد اسكاته من اجل الخلاص من اي اجراءات قضاءية مستقبلية , والبنوك التي تحلم بالخلاص من حامل الرمز السري لفتح خزائنها المملوءة بالاموال الليبية ربما تريد اسكاته من اجل بقاء المال ضائعا بلا مطالب حتى ينسى ومن ثم يمكن الاستيلاء علية بسهولة,وشركاءه من حكام افريقيا ربما يريدون التخلص منه من اجل الانفراد بالاموال الليبية الموجودة لديهم..كل هذه الفرضيات محتملة.

اما عن اميركا فهي المستفيد الاكبر من اعدام القذافي الذي طالما سبب لها الكثير من الازعاجات من خلال مشاكساته لها والعبث بمصالحها في المنطقة وايضا فان اعدام القذافي يعقد الوصول الى اصل الاتفاقيات الليبية الامريكية الحديثة خاصة بمايتعلق بالبرنامج النووي الليبي الذي لاتريد اميركا ان يطالبها احد باسترجاعه من اجل استخدامه للاغراض الانسانية مستقبلا (فالقذافي اعطى البرنامج النووي الليبي بمعداته لاميركا دون مقابل لذلك يحق للشعب الليبي استرداده كمال عام) ,وكذلك فان العلاقة القذافية الامريكية الحديثة التي حولت القذافي من عدو الى صديق من اهم الامور التي لاتريد اميركا كشفها من اجل السمعة الامريكية المكشوفة لكل ذي عقل!!تواجد السيدة كلنتن في ليبيا قبل الامساك بالقذافي وابنه بساعات معدودات يشير للكثير,ففرح السيدة كلينتن بمقتل القذافي وزهوها بهذا النصر واعلانها لفرحها علنا يوحي بانها ربما تكون وراء اصدار قرار اعدام القذافي بل وربما خططت واشرفت على عملية امساكه واعدامه بنفسها ولو عن طريق الرمونت كونترول البشري.

اعلان كلينتن عن فرحها بمقتل القذافي يخالف كل ماتتبجح به اميركا في مجال الاخلاق والاخلاقيات..فاخلاقيا لايجوز الفرح بمقتل انسان كائن من كان,فالميت لاتجوز عليه غير الرحمة اما عن اعماله فتترك لقضاء الله سبحانه.

كشف حقيقة اعدام القذافي وابنه لايعني ابد معرفة من اطلق النار ولاكن يعني معرفة من امر او حرض مطلق النار بصورة مباشرة او غير مباشرة وكذلك يعني معرفة من حرض المحرض او من امره بادارة ترتيبات عملية الاعدام وماهي ارتباطاته السياسية والتنظيمية والعاقائدية او حتى المادية بالجهه المستفيدة من اعدام القذافي وابنه.

الخوف على ليبيا الان اكثر مما كان.

وشكرا

عدنان شمخي جابر الجعفري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكاتب
2011-10-28
شكرا لكم جميعا ,واود ان اشير الى ان اسرار صدام قد ماتت معه بسبب حماية الامريكيين له,ولو ترك للعراقيين لما استطاع ان يخفي شيء ابد. وشكرا
محمد حسين
2011-10-27
السلام عليكم انا لا ارى الى ما تذهب اليه اخي الكاتب فمقتله من قبل الثوار الليبيين امرا طبيعيا لما فعله بهم نعم مقتله جاءا لمصلحة الذين ذكرتهم في مقالتك ولعل الثوار سبقوا غيرهم في قتله والله العالم وازيدكم علما ان صدام لعنه الله لو كانوا قد امسكوا به المظلومين العراقيين في وقته لفعلوا به كما فعل مع القذافي وهل يمكن ان نقول في ذلك الوقت كانت هناك مؤامرة لقتله ام لا نعم هناك مستفيدين من قتله على ايدي المعذبين المظلومين
علي
2011-10-27
هل أستطاع العراقيين أستخراج الأسرار التي كان يحتفض بها المقبور من خلال محاكمه؟
بشير
2011-10-27
مع احتراماتي للكاتب فالامر ليس كما تعتقد بالرغم من ملاحظاتك الدقيقة فانك نسيت امرا مهما بان القذافي ومن على شاكلته غارق في فكرة بان كل الموجودين هم ملكه وان الحكم والملك له وحده فلا يسمح باستجوابه ولا يسمح بالكلام بالتفصيل الذي نريده وانما تسمع منه فقط عبارات وخطابات وتنظير بالكلام لا قيمة له ولو كان الامر كما اعتقدت لعرفنا ان نستخرج من طاغيتنا جريمة واحدة من جرائمه وهو واصل اليد اكثر من المعتوه القذافي واموال العراق كانت مبعثرة لكل من هب ودب وله سوابق بالاغتيالات والتصفيات الكبيرة
ابوحيدر
2011-10-27
بسم الله الرحمن الرحيم هذا راي الكاتب المحترم ولكن رايي لافرق بل الاحسن ما فعله الثوار بقتله فورا وقتل كل المجرمين لان المجرم كل ما تبقيه اكثر يسبب مشاكل اكثر ولذا حار بحار - انا برايي بقاء القذاقي حيا لم يكن ليساعد شيئا علي ما ذكرت لان الحقائق ستظهر شيئا فشيئا- ثانيا بالمقايسه مع صدام الذي امسك عليه وحوكم وسببت محاكمته بمقتل الالاف من العراقيين علي يد جماعته وازلامه وعشيرته علي الاقل الليبيين لم يشهدوا هذا الامر، وصدام ايضا ذهب الي الجحيم بدون ان تعلن اسراره ومافعله طيله حكمه الجائر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك