المقالات

دفاعاً عن الشعب دفاعاً عن الدستور


عبد الكاظم محمود

(لاأجتهاد في مورد النص ) هذه قاعدة من قواعد الفقه القانوني وتعني عدم جواز الإفتاء بغير ماورد في نصوص القوانين النافذة واعتبار حدودها حدوداً لكل رأي معتبر أو موقف ذي قيمة وطبيعة ملزمة بسلوك وتصرف محدد.فللنص القانوني قدسية كبيرة ولا يجوز مطلقاً أن يكون حمال أوجه فهو محدود بمضمونه الواضح ومن طبيعته أيضاً أن يكون مقصوراً على موجبات تشريعيه والهدف الذي يتوخاه المشرع ويسعى الى تحقيقه.وبما يتمتع به النص القانوني أيضاً هو أنه حجة على الناس تسقط دونه كل الآراء وتغدوا لاقيمة لها فضلاً عن كونه حصينناً وذا منعة فكريه أي لاتجوز مناقشته أو إخضاعه الى منطق غير ما يستفاد من انه منطق المشرع نفسه وليس غيره، فهو يعرف حدود ما توخاه وقصده وحدده وشرعه وفي مخالفة النص مايو صف بأنه تجاوز أو خطأ فاحش أو انحراف وخروج على القاعدة . وفيها أيضا للمخالفة مايؤسس للفوضى ويطبق عنان الشهوات في الخروج على المسارات الصحيحة والأعراف المقبولة والتقاليد المرعية وكما حصل ويحصل الآن في العراق من خروقات سافرة للدستور والقوانين النافذة حتى غدت الفوضى عنواناً للحياة السياسية حيث استمرأ القادة السياسيين خرق الدستور وأصبح من عاداتهم أن يركنوا الى كل مايخدم مصالحهم ويحقق أهدافهم متخذين منها أساساً نظرياً يبرر الإساءات المتكررة لما يجب أن يكون موضع احترام وتقديس .ومن اجل الحصول على تلك المكاسب ووضع المشاريع الهادفة إليها مواضع التنفيذ فقد أصبح الابتعاد عن الدستور بل واستبعاده أسهل الطرق للتحايل السياسي الذي شرعن تعطيل العملية السياسية بتأخير تشكيل الحكومة ومن ثم أباحة ما لم يكن مباحاً من المواقف اللادستوريه واللاقانونيه وقبل أن لأناتي على توصيف ما في المواقف الفكرية من مجانية صريحة للدستور وروح النظام السياسي الديمقراطي وكما نص الدستور على ذلك حيث ورد في المادة الأولى منه مايلي :جمهوريه العراق دوله اتحاديه واحده مستقلة ذات سيادة كاملة نظام الحكم فيها جمهوري برلماني ديمقراطي وكذلك مااكده في الفقرة (ب) من المادة الثانية وفيها يقول :لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية قبل أن نحدد الانحراف ونقيس تأثيره على العملية السياسية برمتها وما تركه من آثار سلبيه على أوضاع البلد عامه فأن مايجب التذكير به هنا هو أن مزاعم البعض بأنها تخرق الدستور من أجل الحفاظ على المصلحة العامة أنما هي مزاعم باطلة ومهما كانت قريبه من الحقيقة وفيها شيء من الواقع .فالمصلحة العليا في البلاد لايقررها شخص أو مجموعه أشخاص يتصارعون على المكاسب والمغانم وإنما يقررها السواد الأعظم من الناس الذين ينتظرون التغيير المنشود والذي عبروا عنه بما غيروا به خارطة الوضع السياسي وما بدلو من صورة توحي بما يجب أن يفهموه من ثورة على واقع مدمر ورفض لحياة لاتبعث على الشعور بالسعادة أو تدعوا الى الارتياح وربما سيقول قائل: ولكننا من أوكلت له هذه المهمة وانيطت به تنفيذها ونحن من وضع الشعب فيه ثقته وفوضه أمره .ولهذا نقول ان الشعب لم يفوض احداً أمره ولم يضع ثقته في أحد وإنما أختار من يجد انه قادر على العمل بأمره وحسب ماتواضع عليه من قيم جديدة واقره من دستور .فمن يريد ان يعمل ضمن هذه الدوائر فله أن يقدم مايؤكد انه مخلص النية وان في ماسيسعى اليه لهو الخروج مانحن به ممتحنون .أما أولئك الذين يريدون غير ذلك ويتطلعون الى مايخدم أنفسهم وحياتهم فقط فهم أعداء هذا الشعب ومهما كانت مسمياتهم وألوانهم وأشكالهم ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-24
الخارج عن الدستور شيطان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك