المقالات

صديقي الذي لا اعرف اسمه


قلم : سامي جواد كاظم

حكاية ارويها لكم عايشتها انا في زمن الطاغية كنت ومن على شاكلتي نبحث عن اي منفذ لبيع الكتب الدينية لكي نطلع على الثقافات المستجدة التي تخص ديننا من جهة ومن جهة اخرى احاول ان اعيد مكتبتي التي حرقها والدي رحمه الله بسبب خوفه علينا من الطاغية ، ومع كل يوم خميس تكون لي جولة على ارصفة كربلاء وخصوصا المعزولة او تلك التي تعرض كتب نفهم منها ان صاحبها يخفي غيرها ومد جسور الثقة معهم يكون عسير جدا لخوفه وخوفي من ازلام ابن العوجة .ومع مرور الايام وثق احدنا بالاخر وبدانا التعامل بالكتب الممنوعة المستنسخة بجهاز استنساخ عادي وتعاملنا على مستوى تجارة ونشر كتب وكانت اكثر الكتب رواجا في حينها كتب التيجاني ، كنت اوصيه على ما اريد وهو يطلعني على الجديد ونتفق على مكان بعيد بعد صلاة المغرب على ان توضع الكتب في اكياس نايلون سوداء والسعر واحد لان مخاطر المهنة لاتسمح بالتعامل .وامتدت شبكتنا لاقوم بايصال كتب الى شخص في شارع المتنبي اسمه ابو تقى وكنا نحذر من ضابط بالامن خبيث اسمه خالد السامرائي برتبة رائد ، وكثيرا ما كنا نترك كتبنا التي هي راسمالنا على الرصيف اذا ما احسسنا بكمين وكم من مرة تمت مصادرتها . وزادت العلاقة وتحسنت الطباعة فقمنا بطباعة الكتب على جهاز الريزو وذلك من خلال التعامل مع شخص اخر في الكاظمية اسمه جاسم ابو احمد وقد قمت بطباعة كتاب للسيد صفاء الغريفي شقيق الشهيد السيد كمال الدين الغريفي مجانا لنشر فكر اهل البيت وكان كتابه عندما تشرق الشمس من المغرب وكتب اسم المؤلف عبد الله الحجازي خوفا من الطاغية ، وتاجرنا بالمئات بل حتى بالالوف واستطعنا التجارة بالكتب الاصلية عن طريق الشمال واكثر الاشخاص في التعامل معي كان صديقي الكربلائي ذلك الشاب النحيف الاسمر ، واذا لم اراه في خميس ما اكون في غاية القلق عليه ولا اخشى على روحي لانه لايعرفني ، دام تعاملنا اكثر من خمسة عشر سنة ، لم نمنح الحكومة فرصة لكي تقبض علينا وقمنا بايصال الكتب الى مناطق عدة وكانت كل حلقة لا تعلم بالحلقة الاخرى ابدا، وسقط النظام وشاءت الاقدار ان اراه على دراجته الهوائية والتي هي بعينها التي كان يستخدمها سابقا سلمت عليه وسلم علي ، هل تعلمون انني سالته ما اسمك وهو سالني ما اسمك لاننا كنا لا يعرف احدنا الاخر باسمه .بعد هذه الحياة المريرة والتي تمر علينا ايام نترك بيوتنا او نغير طريقنا حتى لايكشف امرنا ووفقنا بفضل من الله عز وجل ، بعد هذه الحياة اليوم اصبحنا على الهامش حيث الذي القي القبض عليه اصبح هو البطل ومنح صفة سجين سياسي وشرعت قوانين هي بعينها قوانين النظام السابق في منح الامتيازات لشريحة معينة دون غيرهم بمجرد استبدالهم بكلمة سجين سياسي . فالاولوية في التعيين للسجين السياسي والاولوية للمناصب العليا للسجين السياسي والاولوية في احتساب الرواتب للسجين السياسي والاولوية في المنح للسجين السياسي والاولوية في منح الاراضي للسجين السياسي والاولوية لكل شيء يريد ان يحصل عليه المواطن هي للسجين السياسي .نعم هنالك من ذاق ظلم الطاغية في السجون ولكن هنالك اكثر منهم من ذاق ظلم الطاغية خارج السجون وقد يكون غيرهم افضل منهم لانه لم يمنح البعثيين فرصة لالقاء القبض عليه ولانه كذلك فقد سقطت حقوقه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2011-10-21
هل تعلم ان الهاربين من الخدمة العسكرية واللصوص والقتلة وزاني المحرمات واللواط وعشرات الانواع من الجرائم تحول مرتكبيها الى سجناء سياسيين بدفع دفتر او دفترين من الدولارات .وهل تعلم عدد السجناء السياسيين الان ! انه سيفوق ععد اعضاء الاحزاب الاسلامية الان . اما عدد الشهداء فهذا موضوع اخر تحول الى التندر والسخرية والخاسر هو العراق والمستفيد هو اراذل السياسيين . ولله في خلقه شؤؤن .لم يبقى شيء جميل لم يلوث في عصرنا هذا !
المهندس الجادرجي
2011-10-20
اخ سامي تحية لك من القلب ولكني اريد ان اذكرك بشئ ربما نسيته وانا لم انسه لكوني كنت وما زلت ادون مذكراتي يوما بيوم..ان ظابط الامن اسمه ليس (خالد) كما كنا نضن انا وانت بل (صلاح مهدي السامرائي)وهو كان في بادء الامر يعمل معنا ويوهمنا بانه شيعي ذهبت لتقصي مكانه فوجده ترك سكنه السابق في حي اور الى ديالى..
المهندسة بغداد
2011-10-20
السلام عليكم تحية طيبة رائع هو العمل الجهادي الخفي والذي يقصد به وجه الله تعالى وكم نتمنى ان تزداد هذه الحلقات فالان لا نواجه مخاطر الامس غير ان ظاهرة الكسل استشرت بدل عنها.وان كان هناك عمل وجدي من قبل ثلة مؤمنة غير اننا نتمنى ان تزداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك