المقالات

مثلث الازمة

1113 22:34:00 2011-10-18

جواد العطار

تتخذ الازمة السياسية في العراق نمطا مختلفا يسلك فيه السياسيين من مسؤولين وبرلمانيين مسارات عجيبة بعيدة كل البعد عن قواعد البروتوكول التي تفضي الى التقارب والتحالف او الانفراط والتباعد بين حكومة ومعارضة دون الخلط بينهما ، لكن ما نشهده اليوم هو اللجوء الى المناورة التي تتخذ اشكالا غريبة تتقلب في اليوم الواحد؛ وتنقلب؛ اكثر من مرة ، لتديم اجواء الخلاف والازمة والتداخل المؤسسي؛ فلا نعرف من مع الحكومة ... ومن مع المعارضة . وبعد يئس من الحلول على المستوى الثنائي بين الكتل السياسية ، اتجهت القيادات الى الاجتماعات المشتركة مثل اجتماع اربيل لكنه اصبح بحد ذاته موضع خلاف لا اتفاق ، وتلته بادرة اجتماعات قيادات الكتل السياسية التي انطلقت قبل ثلاثة اشهر برعاية رئيس الجمهورية لاختزال اطراف الازمة ، لكن حتى هذه الاجتماعات التي تعقد بين فترة واخرى اصبحت مثار جدل وتساؤلات كثيرة منها : كيف يجلس الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة دون الخروج بمشتركات تنهي مسألة افتراقهم ؟ بل كيف يتم الاتفاق على ملفات وترك ملفات شائكة اخرى دون مراجعة رغم تكرار عقد الاجتماعات ؟ او ما هي النتائج الملموسة التي خرجت بها هذه الاجتماعات وصبت في مشروع انهاء الازمة السياسية ؟ .ان جلوس الفرقاء على طاولة الحوار امر مشروع ولا يختلف عليه احد ، لكن ما هو غير مقبول جلوس ذات الفرقاء لاكثر من مرة دون الخروج بنتائج عملية تصب في مصلحة انهاء الازمة السياسية وانعكاساتها السلبية على مجمل الاوضاع العامة ... اما كيف يشكل الفرقاء حكومة ويجلسون على طاولة واحدة وندعوهم فرقاء؛ فان هذا تساؤل لن يجيب عنه سوى السياسيين انفسهم !!! . ان ما يثير الحيرة ليس التساؤلات اعلاه فحسب بل اجتماعات الكتل السياسية ايضا؛ التي كانت على ما يبدو من اجل مسائل معينة استلزمت موافقة كافة الكتل عليها ، ومنها الاجتماع الاخير الذي عقد مباشرة بعد عودة رئيس الجمهورية من الولايات المتحدة واستجابة الكتل السياسية السريعة لانعقاده بل والاتفاق على مضامينه المتعلقة ببقاء المدربين الامريكان دون غيرها من القضايا الخلافية . ما يؤشر على ذلك الاجتماع؛ انه جاء استجابة لرغبة خارجية باقرار ملف بقاء المدربين وموضوع حصانتهم ... لترتسم علامات الاستفهام مرة اخرى عندما نرى كتلنا السياسية؛ التي وصلت الى ما وصلت اليه باصوات الجماهير؛ تستجيب لفعل خارجي بردة فعل تنتج قرار واتفاق ، بينما تبقي الفعل الداخلي معلقا لاكثر من عام ونصف ولا تستجيب له بفعل سريع او مبادرة حقيقية على الاقل انتصارا لمعاناة المواطن المتزامنة مع تدهور الوضع الامني ، فتسمي مثلا مرشحين للوزارات الامنية الشاغرة او تغطي جزءا من الملف الخدمي المتعثر او حتى تنهي الخلافات الدائرة فيما بينها . طبعا لم يتحقق كل ذلك ولن يتحقق لسبب بسيط ، ان الفرز اليوم لا طائفيا ولا محاصصاتيا بل اصبح هرميا ، وبالشكل التالي :• مرجعيات دينية نفضت يدها من السياسيين ، حينما اعلنت اغلاق ابوابها امامهم وامتنعت علانية عن استقبالهم .• حكومة عاجزة تعصف بها تناحرات الكتل السياسية ، حسب وصف رئيس الوزراء نفسه .• شعب مغلوب على امره ، فقد الثقة بالسياسيين وامكانياتهم في تغيير حاله الى وضع افضل . هذا المثلث بدأت اضلاعه تتباعد بشكل كبير بما يفصح عن حقيقة لا محال واقعة ، وهي ان الانتخابات القادمة ستفرز خارطة مغايرة تماما لما هو موجود اليوم ، وان الكتل البرلمانية والقيادات العاملة على الساحة السياسية مدعوة اكثر من السابق للتفكير بجدية بهذا الامر ، لان الوضع جد خطير ليس على الواقع الحالي فحسب؛ بل على مستقبل البلد والعملية السياسية والديمقراطية على حد سواء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-19
على الدكتور علاوي التخلي عن البعث لانه سوف يغدر به كما فعل في الانقلابات السابقة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك