المقالات

النواب الكويتيون قالوا كلمتهم.. فما علينا؟!

1337 16:44:00 2007-01-13

( بقلم : علي حسين علي )

أثار العديد من النواب الكويتيون نقاشاً واسعاً في مجلس الأمة..ومحوّر النقاش كان باتجاهين: الأول، اعتبار يوم الثلاثين من كانون الأول من كل سنة عطلة رسمية في البلاد، ويوم الثلاثين من الشهر الماضي هو يوم اعدام الطاغية صدام في بغداد..وكان هذا رأي أغلبية النواب الذين عدّوه يوم سعد عليهم بعد أن رأوا الطاغية الذي غزا بلادهم وقتل أبناء شعبهم وحرق آبار نفطهم وشردهم من ديارهم وآهانهم وأذلهم وهو يتدلى بحبل المشنقة..فالنواب الكويتيون ومعهم الشعب الكويتي كانت سعادتهم لا توصف يوم سقط نظام الطاغية في نيسان من عام 2003 ويوم اعدام الدكتاتور المستبد في نهاية عام 2006.. وهم-كما نقل عن كثير من المواطنين الكويتيين-يعتبرون يوم اعدام صدام عيداً ما بعده عيد، وقصاصاً من الله تعالى للجرائم التي ارتكبها صدام بحق العراقيين والايرانيين والكويتيين..اما الاتجاه الثاني، فهو طلب العديد من مجلس الأمة الكويتي مقاطعة الدول التي (حزنت) وتباكت على صدام بعد اعدامه، واشار عديد من النواب في مجلس الامة الكويتي إلى القذافي تحديداً وصنيعة صدام العريف عبد الله صالح ومسؤول جزائري كبير تباكى على صدام وكأنه من أهله!!. الكويتيون أحرار في ما يرون ويقررون، فقد نكبهم صدام بغزوه لبلاده مع أنهم لم يكونوا خصوصاً له..وأياً كان قرار مجلس الأمة النهائي فان النواب قد أدوا ما عليهم تجاه ناخبيهم الذين أوصلوهم الى مجلس الأمة وتجاه مئات العوائل التي قتل صدام أبناءها، والأسرى الذين دفنهم في صحارى العراق.

وإذا كان ما قام به النواب الكويتيون عملاً يقدر لهم جراء اعمال صدام الاجرامية خلال سبعة شهور..فكيف الحال وقد كان صدام هو وعصابته الإجرامية يحتلون بلادنا لأكثر من ثلاثين سنة؟! قد يقول قائل أن صدام قد انتهى وصفحته قد طويت، لكن صدام أن انتهى بجسده فروحه الشريرة ما تزال تصعد وتنزل في صدور اعوانه واتباعه الذين مارسوا كل جرائمه حتى وأن كان هو في حفرة نتنة أو يتدلى من حبل المشنقة.. وصدام، إذا كان قد أعدم فان أمثاله في الخارج من الحكام المفزوعين من منظر المشنقة المرتزقة من جماعات الاحزاب والمنظمات في الاردن وسورية ومصر وفي بلدان أخرى سيظلون يعلنون علينا الحروب إن لم تكن مباشرة فعن طريق التحريض..وإذا كنا نتهيأ لملاحقة الصداميين والتكفيريين ونتعقبهم ونوقع بهم فان ذلك من حقنا، فصدام لم يكن شخصاً لوحده، بل كان نظاماً له أدواته، وكان فكر شوفينياً ينبغي اجتثاثه، وكان روحاً شريراً تلبسها أتباعه بعد تفوقه!.

أما امثاله من الطغاة المستبدين من الحكام العرب، فلا ينبغي أن ننسى ما فعلوه خلال سنوات صدام الطويلة الظالمة، كانوا يدعمونه ويدافعون عنه ويغطون على جرائمه ويشجعونه على ارتكاب المزيد..أيا كان هؤلاء حكاماً أم أحزاباً أم حركيات سياسية ارتزاقية ظل صدام يغرف عليها من أموال الشعب العراقي الجائع لسنوات طويلة.

ولهذا، فحري بمجلس النواب العراقي أن يتخذ قراراً بمقاطعة أو تعليق العلاقات مع الانظمة التي تباكت أو حزنت أو أهانت الشعب بعد اعدامه للطاغية..فهؤلاء الحكام وان كانوا يخشون عافية صدام وتمثل لهم حتى في الاحلام، إلا أنهم سيظلون سادرين في ايذائنا من خلال دعم روح الشيطان صدام المتلبسة في اجساد اذنابه..سيظل هؤلاء الحكام يقدمون للمجرمين الصداميين الملاذات الآمنة، ويوفرون لهم وسائل اعلام تحرض على الفتنة وتحث على الاحتراب بين العراقيين وتدفع بالجميع، جميع مكونات الشعب العراقي إلى التمزق والاقتتال لتثبت لشعوبها بأن أي تغيير في أي بلد عربي لن تكون نتائجه أفضل مما هي عليه الآن..وتلك لعبة قذرة القصد منها ايذاء العراقيين في حياتهم وثرواتهم ومستقبلهم وفي تجربتهم الديمقراطية من جهة وتخويف الشعوب العربية من تجربة العراق الديموقراطية التي يحاول الحكام المستبدون كل جهدهم بأن تتوقف او تنحرف, ولكن هيهات ان يكون لهم ذلك.

وما نأمله من مجلس النواب اصدار قرار يمنع التعاون مع ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني العربي, ليس جميعها بالطبع, ولكن من وقف منها مع الطاغية المستبد في حياته.. وحزن عليه واثار حفيظة العراقيين بالاتهامات الظالمة ضدهم بعد نفوق الطاغية.. هذه المنظمات التي تسمى نفسها بمنظمات المجتمع المدني، العربية منها على وجه التحديد، ما هي الا جماعات كانت- وربما ما زالت-تعتاش على مكارم صدام في حياته,وبناته بعد اعدامه.. فهل يجوز، والحال هذه، ان تكون لمنظماتنا المجتمعية المدنية صلة بها؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك