المقالات

من يغيث بلادي


الكاتب ..عمران الواسطي

في خضم ما يجري الان من أحداث سياسية ساخنة يشهدها الشارع العراقي نتيجة لما يجري بين الكتل السياسية ، من تقاطعات ومناكفات ومشاحنات وتصريحات وصفقات إلى غير ذلك مما نشهده يوميا بسبب ما يمر به العراق .نسينا او تناسينا الكثير من الأمور والقضايا التي كان لابد علينا أن نضعها في بداية سلم الأولويات والتي تهم العراق والعراقيين بالدرجة الأساس . وهذه الأمور من الأهمية بحيث إن نسيانها يعني إن هناك خطأ ما ، وربما يكون متعمد .؟! ولا يقع فيه اللوم علينا ككتاب او إعلاميين فقط بل إن اللوم الأكبر يقع على عاتق الحكومة التي من شانها ملاحظة كل ما يجري في المشهد العراقي ومن كل الجوانب . ومثال على ما أقول ما يحدث الان في اهوار العراق ( تلك المسطحات المائية الطبيعية المهمة جدا ) من حدوث جفاف كبير وتحويل مياهها إلى مناطق أخرى ، وعدم الاستفادة من هذه الجنان الأرضية واستثمارها بالشكل الصحيح وبالتالي تعريضها للتلف والاندثار والتصحر . يروي احد المهتمين بالموضوع الحكاية الآتية " وضعنا أقدامنا على صحراء قاحلة واسعة ينمو فيها شجر الأثل الذي اعتدنا رؤيته في أطراف المناطق الصحراوية ، لكننا لم نشاهد هذه الصورة في الصحراء، بل في مدينة الناصرية حيث كانت هذه البراري يوما ما كما يقول أهل المنطقة ، ارض الاهوار الأسطورية، حيث الماء والطيور وكل أشكال الثروة الأخرى. الإدلاء الذين يصطحبونك إلى هناك يشيرون بحسرة إلى صحراء واسعة تتشكل من غابات شجر الأثل ويقولون لك "ها هنا كانت الاهوار العظيمة". ومن المهم أن نعلم إن الاهوار كانت قبل عام 1990 تشغل مساحة مليوني دونم من مساحة محافظة ذي قار البالغة خمسة ملايين دونم ، وبعد أحداث عام 1991 وتجفيف الاهوار وإنشاء نهر أم المعارك، جفت الاهوار تماما ، وهي اهوار أبو ذرب والحمار والشناف". وألان عادت مستنقعات بسيطة لا يمكن أن نسميها بالاهوار، وربما يطلق عليها ( مستنقعات ) ، كما إن الماء قطع عن الاهوار، وتم تحويله لسقي الأراضي الزراعية ، لكن الأراضي هذه غير مزروعة حاليا "فلا نحن أبقينا الهور، ولا نحن زرعنا أراضينا، وبالنتيجة خسرنا القضيتين". ويشير هذا الشخص المهتم بالموضوع إلى إن "نحو 700 مضخة على نهر أم المعارك يصرف لها الوقود من المفترض أن تسقي أراضي سلمت لفلاحين وفق عقود مزورة منذ عهد النظام البائد ، لكنها بدون إنتاجية . ولك أن تحسب سعر لتر زيت الغاز الذي يباع بسعر ألف دينار، فضلا عن المياه المبددة". ومن الجانب الاقتصادي كانت اهوار العراق ذات جدوى اقتصادية كبيرة ومهمة ، حيث يتم تصدير نحو ألف طن شهريا من اسماك الشبوط والبني والكطان الفاخرة، أما الان فهي لا تتمكن من تصدير 200 كيلو يوميا، وعدا ذلك فقد كانت الطيور المهاجرة تترك تلالا من البيوض التي يستهلك جزء كبير منها محليا . بالإضافة إلى إن اسماك ألحمري والشبوط غير موجودة الان ومهددة بالانقراض ولم يشاهدها الصيادون منذ فترة طويلة . ولو إن الحكومة العراقية قامت بإضافة 50% من مياه نهر أم المعارك ليتم تحويلها إلى نهر الفرات فسيتم استعادة نحو مليون دونم من الاهوار، وبذلك نتمكن من إعادة نصف الحياة إلى هذه المنطقة" . فما يجري في بلادي مثل هذا النوع من القضايا ربما كثير ، وعلى الحكومة العراقية أن تفرد قسما من وقتها المهم والضيق لتتابع هذه القضايا التي لا تقل شأنا عن باقي قضايا وملفات الحكومة ( المهمة ) كالصفقات والمساومات . فبلادي تحتاج الان لمن يغيثها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك