المقالات

اوراق عمل


حميد الموسوي

بدافع الفضول، او تمضية لانتظار مملول، او دفعاً للسأم والضجر اليومي المفروض. قد تسأل قريباً او صديقاً قمت بزيارته او التقيته في مكان عام، او تجمع معين او مقهى: كيف تسير الامور في دائرتكم؟.واذا كنت لم تطرح هذا السؤال لحد الان فحاول ان تجرب اليوم او غداً او عند اشتداد ضجرك. وسيأتيك الجواب مسبوقاً بحسرة طويلة، وآهة ساخنة ونفثة لدخان محبوس:يادائرة.. يامؤسسة.. ياوزارة؟!.تعال شوف العقود الصحيحة والوهمية والتي لاتتم الاّ بعد ارضاء سلسلة طويلة ولكل حلقة نسبتها وحصتها بدءاً بالبواب ومروراً بالاستعلامات والسكرتاريات والحمايات وصعوداً الى موظفي هيئة العقود وانتهاءً باعلى المستويات. ام الايفادات التي ترصد لها الملايين لغرض تطوير الملاكات فيذهب بها المنفذون الاميون من غير ذوي الاختصاص جاعلين منها سياحة واستجماماً على مدار السنة.ام الاعلانات وصفقاتها واستحواذ الصحف والفضائيات التي تدفع نسباً اكثر للدائرة الاعلامية في الوزارة! ام المشتريات ولجانها التي تستورد السكراب وفاقد الصلاحية باسعار خيالية في الوصولات والقوائم والجيوب واسعارها الحقيقية دنانير وسنتات!. ام تخصيصات ونثريات ادامة وتصليح سيارات الدائرة التي تكفي لشراء اسطول جديد من السيارات كل ستة اشهر!.أم الموظفين الاشباح والذين تتقاسم رواتبهم أياد "نظيفة عفيفة"!.أم الوف العوائل الوهمية التي يتقاضى اعاناتها ودفعاتها الشهرية مسؤولون في دوائر معينة تحرق الملفات والاقراص بين حين واخر دفعا للشبهات لتحل محلها اسماء اخرى..أم التعيينات ولجانها و "اوراقها".. أم الطرق المتنوعة في ابتزاز المراجعين قبل انجاز معاملاتهم أم.. أم.. وبينما صديقك او قريبك مستمر بتعداد "أم.. واخواتها" تكتفي انت بترديد: لاحول ولاقوة الاّ بالله العلي العظيم. مع هزة برأسك المثقل بالحيرة والهموم وتتمنى لو انك لم تطرح ذلك السؤال المشؤوم بعد ان شبعت قهراً وهماً وغماً.طبعا يكاد يكون هذا حال الأغلب الأعم من الوزارات ومؤسساتها ودوائرها ومشتقاتها الاّ مارحم ربي من الانقياء المخلصين الذين يحسبهم الجاهل "غشمه" من التعفف!.لذا نحن بحاجة ماسة لورقة عمل لكل وزارة، يشرف على هذه الورقة دولة رئيس الوزراء وتكليف لجان مختصة بخبرات عالية وعلى معرفة ودراية بعمل الوزارة التي سيجري معالجة فسادها الاداري والمالي على ان تكون اللجان مستقلة ومن خارج الوزارة حتى لو اقتضى الامر الاستعانة بخبرات اجنبية. ولنبدأ بأي وزارة دون تحديد ودون استثناء.ولتلتزم الكتل والاحزاب المشاركة في العملية السياسية بالسكوت ولا تعترض على هذه الورقة ولا تسيسها ولاتثير حولها الشكوك والشبهات وتسخر لها الفضائيات.وعلى حد سمعنا فان الجميع حريصون على انقاذ العراق من طوفان الفساد المالي والاداري الذي يمثل الوجه الاخطر في عملة الارهاب الزائفة.فليتوكلوا على الله وليحولوا "على حد سمعنا" الى.. "على حد بصرنا ولمس يدنا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك