المقالات

الارهاب والفساد وغياب الخدمات


احمد عبد الرحمن

الارهاب والفساد وغياب الخدمات تمثل ثالوث الازمة في الواقع العراقي العام بأطارها الكلي.هذا ما يقوله ويؤكد عليه ويكرره بأستمرار الساسة والمثقفين ومختلف النخب وعموم المواطنين، وان اختلفت صيغ التعبير عنه الا ان الجوهر والمضمون واحد.ولعل رصد سريع واستطلاع ميداني عابر لاحداث ووقائع يوم من الايام لا على التعيين، من خلال وسائل الاعلام والمنابر السياسية وحركة الشارع يوصلنا الى نتيجة مفادها ان الجزء الاكبر مما يقال وينشر ويبث يتمحور حول الارهاب والفساد وغياب الخدمات.في كل يوم تقريبا تقع عمليات ارهابية تودي بحياة عشرات المواطنين الابرياء من مختلف الاعمار والانتماءات وفي محافظات ومناطق مختلفة.وفي كل يوم تتجلى مظاهر وظاهر الفساد وتبرز ارقام وحقائق ومعطيات جديدة، ويتخذ الفساد الاداري والمالي صورا واشكالا مختلفة، والكثير منها تحظى بغطاء رسمي عبر اشخاص ومؤسسات حكومية، وارقام الفساد المالي تكون في بعض الاحيان فلكية ومرعبة، ويقابلها-وهذا امر طبيعي ومتوقع-تدني او غياب للخدمات الاساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب وشبكات الطرق والنظافة وما الى ذلك، ناهيك عن الاعداد الهائلة للعاطلين عن العمل والمحرومين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى الامراض المزمنة والخطيرة.هذا الثالوث -الارهاب والفساد وغياب الخدمات-كل عنصر فيه يكمل الاخر ويساعد في تعزيزه وتقويته، لاسيما في ظل غياب الحلول والمعالجات الحقيقية والجذرية والجاة. فالارهاب لا يأتي من فراغ، وافضل بيئة مناسبة له هي الفساد الاداري والمالي، وهذا الاخير يعني ضياع الاموال، وتبديد الجهود والطاقات، وتهميش الكفاءات والخبرات، وابعاد واقصاء المخلصين والنزيهين والصاديق، وفسح المجال للانتهازيين والوصوليين والسراق واللصوص وعديمي الخبرة والكفاءة.وفي ظل معادلة من هذا القبيل لايمكن ان نتوقع وننتظر اصلاحا حقيقيا للواقع السيء امنيا واقتصاديا وخدميا، وعلى كل الاصعدة والمستويات.وهذا الثالوث الخطير الى ابعد الحدود يعني مزيدا من الخراب والدمار واليأس والاحباط والضياع، بدلا من البناء والاعمار والامل والتفاؤل والاستبشار.وهذا الثالوث الخطير للازمة العامة في البلاد-شئنا ام ابينا-محوره الازمة السياسية التي مفتاح حلها بأيدي كبار ساسة البلاد ومن بأيديهم زمام الامور والحل والعقد.ومفتاح الحل للازمة السياسية يتمثل ببناء شراكة وطنية حقيقية تتجاوز صيغة المشاركة بطريقة تحاصصية للمواقع والمناصب والامتيازات، لتكون شراكة في المسؤوليات والمهام والادوار، والشراكة الوطنية الحقيقية هي الاساس لاستتباب الامن، وهذا بدوره المدخل الرئيسي للبناء والاعمار وتوفير الخدمات والقضاء على الفساد بكل اشكاله ومظاهره، وبالتالي تصحيح وتعديل المسارات الخاطئة في العملية السياسية والوضع العام للبلاد بمختلف جوانبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك