المقالات

الزحف الفيلي الكبير


علي حسين غلام

طوبى لشهداء الكورد الفيليين الأبرار الذين أينعت ثمار دمائهم الزكية التي روت أرض العراق الغالي ولم تذهب تضحياتهم سدى في مهب الريح، فكانت لتلك الدماء الأثر الواضح والمساهمة العظيمة في إستنهاض المبادئ والقيم ورفع الشعور بالمسؤولية إتجاه المكون الفيلي لإثبات الذات ونصرة القضية الفيلية، وكان لزحف الجماهير الفيلية الكبير في إحتفالية الذكرى الثانية لتأسيس المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين خير دليل على النقلة النوعية المستقبلية في هذا اليوم الخالد الذي سيسجل في سفر التاريخ وتضاف لتلك الأيام الخوالد، وبشائر خير وفرح وتفاؤل حسن بمستقبل زاهر جديد زاخر بالعطاء والقدرات المعطاءة والجهود الحثيثة في سبيل أكمال المسيرة والتقدم الى الأمام بخطوات ثابتة ورصينة وهي دلالة واضحة على أن هذه الدماء قد قطفت أكلها وساهمت بشكل مباشر في رص الصفوف وتوحيد الكلمة الفيلية تحت خيمة واحدة الا وهي خيمة المؤتمر، وليبدأ العد التصاعدي لبداية مشروع فيلي جديد قديم مبني على أسس علمية وعملية له إطار فلسفي وفكري وذات رؤى جديدة تحتضن وتستقطب الجميع دون إستثاء بغض النظر عن الميول والإتجاه والفكر وإتباع صيغ العمل المؤسساتي الممنهج في تحديد الخطوات والمسارات وفق آليات عقلانية وسياقات منطقية تتوافق مع معطيات الأحداث ومقتضيات الظروف وتداعيات الصراعات السياسية والإجتماعيـة، والدراية والحكمة وكذلك الحنكة السياسية في إستغلال الزمان والمكان المناسبين للمطالبة بالإستحقاق الوطني، والتعامل الدستوري والقانوني مع المؤسسات الحكومية في كيفية إسترجاع الحقوق المغتصبة ووضع أولويات الحقوق من حيث الأهم والمهم. أن المكون الفيلي هو الحلقة الذهبية حسب تعبير دولة رئيس الوزراء لما يمتلكه من سمات وخصائص ينفرد بها عن المكونات العراقية الأخرى من حيث العقيدة والقومية وله مقومات ومعطيات تجعله يأخذ دوراً محورياً ريادياً في مد جسور الأخوة الوطنية والتعايش السلمي وزرع المحبة والوئام بين جميع مكونات المجتمع العراقي وردم الهوة وإصلاح الفجوة وتقريب وجهات النظر المختلفة وايجاد الحلول الناجعة لكل المشاكل والمعوقات التي تقف ضد العملية السياسية والإقتصادية وعجلة الأمان التي أصبحت الهم والشاغل الرئيس للمواطن!؟ أن الموجات الفيلية التي زحفت صبيحة يوم 1/10/2011 لتملأ قاعة شهيد المحراب (قد.س) والتي لم تستوعبهم ليملؤا ساحات وحدائق جامعة بغداد، وهذا دليل على تنامي الشعور بالمسؤولية والوعي الشعبي الفيلي لخطورة المرحلة الحالية وعواقبها ربما ستكون وخيمة لو لم يتداركوا الوضع على عجالة وضرورة رص الصفوف وتوحيد الكلمة لمواجهة التحديات والصعوبات في سبيل المشاركة والشراكة الحقيقية في العملية السياسية وكذلك من أجل تحقيق المطاليب الفيلية المشروعة في إسترجاع الحقوق المسلوبة والممتلكات المغتصبة، وكما أشار سماحة السيد عمار الحكيم في كلمته القيمة التي ألقاها في المؤتمر ( أن الحقوق تأخذ ولا تعطى فلابد من العمل الجاد وبذل الجهود لتحقيق ذلك)،أن المسؤولية وهي كبيرة وجسيمة تقع على عاتق الجميع دون إستثناء في سبيل النهوض بالواقع الفيلي وتعريف المجتمع العراقي بكل أطيافه وألوانه بمعاناتنا وتضحياتنا ومعرفة كل ما جرى علينا من ظلم وجور وإضطهاد كما أوضح دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في كلمته المؤثرة حين دعا الى ضرورة التكاتف والتآزر تحت راية المؤتمر وتعريف الشعب العراقي بمعاناتكم وحجمكم الحقيقي لأن أغلبية الشعب لايعرف الغبن والتهميش الذي لحق بكم وحقكم الشرعي والقانوني والوطني لإنصافكم وإعادة الحقوق بكل أنواعها وأشكالها، فهنيئاً لكم يومكم الخالد هذا وقد دقت بشائر النهوض لعهد جديد يتسم بالمصداقية والشفافية في التعامل مع كل فئات المجتمع الفيلي بغض النظر عن كل شئ وفتح أبواب التشاور والتحاور لتقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات وكل من يحاول وضع العصى في عجلة هذا المشروع، أننا جميعا أمام مسؤولية تأريخية كبيرة تحدد المعالم الحقيقية والحجم الحقيقي للمكون الفيلي وإنتفاضة حاسمة لنكران الذات والإبتعاد عن الغرور والمصالح الشخصية والفئوية وإنتهاج مفاهيم جديدة تعتمد على العقل والتفكير الجمعي وتجنب كل ما هو متكلس ومتحجر لا يقوى على هضم المستجدات والحداثة والتغييرات التي طرأت على المجتمع والواقع وأن نعقد العزم وبعقيدة راسخة بأن هذا المكون مهما تعرض للمحن والنكبات من قبل أعداء الإنسانية فسيبقى شامخاً كالجبال يضمد الجراح مهما كانت عميقة ولا نظن هناك أعمق مما جرى علينا وإنه يعبر بحر الملمات وموجات الأحزان الى ضفة التحدي والتألق والفرح تملأ قلوبنا البهجة والسرور متفائلين بإشراق يوم جديد مفعم بالأمل والأمنيات والحلم الكبير في التعايش والعيش بسلام ووئام على أرض السلام والمحبة أرض عراق الخير...آن الآوان لنقتل الخوف في نفوسنا والذي لازمنا وصاحبنا لعقود طويلة ومغادرة صومعته المهينة وإستلهام الشجاعة من شهداءنا وإحياء روح الكفاح لتسلق القمم وإنتهاز ظروف المرحلة الجديدة وإغتنام الفرص الذهبية وعدم هدرها، وكما تقول الحكمة ( من لا يحاول تسلق الجبل فسيبقى في الحفرة)... وعلينا تسلق الجبل... وعلى الله فاليتوكل المتوكلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي حسين غلام
2011-10-05
الاخت العزيزة زهراء الاخ العزيز رحيم السلام عليكم ارجو التواصل على أميل المكتوب في الاسفل لغرض شرح كثير من الامور وتوضيح بعض الملابسات التي تستوجب الشرح وانتم تعلمون الجواب على الموقع لا يفي بالغرض ةتكون الإجابات ناقصة مع جزيل الشكر والتقدير ali_g1955@yahoo.com
زهراء محمد
2011-10-04
وهناك مسألة اريد ان اثيرها لشرفاء من سياسينا وهي فريضة الحج.. والذي شمل كل فئات المجتمع العراقي (الا الكرد الفيلية؟!) .. هناك امهات واباء فقدو ابنائهم بيد الطاغية واحزانهم تمزق حتى الصخر.. يااخي علي اليس المفروض من الحكومة ان تدخل الفرحة الى قلوب اهالي الشهداء بأرسالهم الى الحج سنويا؟؟ اين الكرد الفيلية من هذا التكريم؟؟ هل مكتبكم يساعد في تمشية بعض اوراقنا بدل النزول الى العراق؟؟ نتمنى ان توضحوا لنا المزيد ولكم الف شكر..
زهراء محمد
2011-10-04
تحية طيبة آخ على غلام: هناك نقاط يجب ان تحل منها الجنسية العراقية.. مسألة الاملاك المنقولة والغير منقولة.. مسألة شهدائنا الذين قتلوا بظروف غامضمة ولازالت في طي الكتمان. مسألة النزاعات الملكية والتي تحولت الى مدنية يعني بعد ٥٠ سنه ربما نحصل على حقوقنا.. مسألة اجور المحامين ذو النسبة القاصمة لنا وخصوصا اهالينا في الجمهورية الاسلامية فأنتم تعملوا مستوى معيشتهم دون الحد الادنى اي اقل من حد الكفاف..بعد ان كانوا من التجار.. هناك مسألة مهمة يااخ علي هو تزوير سنداتنا وبيعها بطرق ملتوية؟
اياد رحيم
2011-10-04
نحن نثمن عاليا وجزيل الشكر لدعوات السيد الحكيم والشيخ جلال الدين والسيد القبنجي الاحبة حفظهم الله ورعاهم لكنها تبقى فقط نداءات كان اقتراحي بتشكيل حزب خاص باالاكراد الفيلية لاسترداد الحقوق,اؤيد التحالف الوطني والمجلس الاعلى بصورة عامة للعراق, لكن بصورة خاصة للفيلية لم يساعد الفيلية كل الاحزاب العراقية بتشريع قوانين لاسترداد الحقوق, اما قرار تاءكيد الابادة الجماعية فلم يقدم او يؤخر وهو مجرد تاءكيد لحدوث ابادة جماعية, وطوال السنين هذه لم يصدر اي قوانين وتشريعات تخص الفيلية وماهو موجود من قوانين لم يرجع حقوق اصحابها,فلذالك (يجب تكوين حزب فيلي مستقل للسعي لاصدار تشريعات ترفع المضالم وترد الحقوق ).
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك