المقالات

مبادرات الاصلاح والتصحيح ..لابد من القراءات الموضوعية لها


عمار احمد

يمتاز الوضع العراقي بمشاكل وسلبيات كثيرة وكبيرة ومعقدة جدا، والواضح لاي مراقب ومتابع ان المشاكل والسلبيات بدلا من ان تعالج وتحل، تتجه يوما بعد اخر الى المزيد من التعقيد والتأزيم والانغلاق.وهذا التراجع والتقهقر لايقتصر على جانب معين كأن يكون الجانب الامني او السياسي او الاقتصادي او الحياتي، دون الجوانب الاخرى، بل انه يمتد الى كل الجوانب.ومنذ ثمانية اعوام نصف والاوضاع بشكل عام تتجه الى التراجع والارتباك والمزيد من الفوضى، وحتى الايجابيات المتحققة هنا وهناك نراها تضيع وتضمحل وتتلاشى في متاهات المشاكل والازمات والخلافات والصراعات العميقة والمستفحلة.والاسباب وراء كل ذلك غير قليلة، ولا عابرة ولا هامشية، ولايمكن لاي طرف من الاطراف وخصوصا تلك المشاركة بصورة رئيسية في العملية السياسية وفي ادارة شؤون الدولة ان تتنصل من المسؤولية وتلقي بتبعات المشاكل والازمات على الاخرين.ولكن الواقع القائم الذي بات واضحا وجليا الى اقصى الحدود، يؤكد بما لايقبل الشك ان بعض الاطراف السياسية دأبت على منهج القاء التهم وتحميل المسؤولية على الاخرين والتباكي على الدستور والقانون ليل نهار وضربه في نفس الوقت بعرض الحائط اذا اصطدم بالمصالح الشخصية والحزبية الخاصة.والسمة الاخرى من سمات الوضع السياسي العراقي بعد مرحلة سقوط نظام صدام، هي غياب المبادرات الجادة والمسؤولة للاصلاح والتصحيح الا في حالات نادرة، والتي غالبا ما قوبلت بعد الاكتراث والاهتمام من قبل المعنيين بالامور.المبادرة التي طرحها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم خلال خطبة عيد الفطر المبارك والتي اطلق عليها الرؤية الاستراتيجية للاصلاح، تعد واحدة من المبادرات التي تنطوي على اهمية كبيرة من حيث النقاط التي تضمنتها، وشموليتها وسعة افقها. وهي كما وصفها بعض الكتاب والسياسيين بخارطة الطريق الصحيحة.تضمنت مبادرة السيد الحكيم النقاط التالية :1 ـ أهمية احترام الدستور والالتزام بكافة مواده دون تبعيض او تجزئة.2 ـ بناء دولة المؤسسات وأحترام الصلاحيات ومساحات الاختصاص بين مؤسسات الدولة.3 ـ الشراكة الحقيقية بين المكونات الاجتماعية والقوى السياسية الممثلة لهذه المكونات.4 ـ التخطيط الاستراتيجي ووضع الخطط الوطنية الشاملة لكل مرافق الدولة والأعمار المطلوب فيها. 5 ـ محاربة الارهاب وتحديد الخطط والوسائل والاليات المستخدمة في مواجهة الارهاب.6 ـ محاربة الفساد الاداري في مؤسسات الدولة.7 ـ العمل على استعادة السيادة الكاملة بخروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.ولاشك ان كل نقطة من النقاط الانفة الذكر تحتاج الى قراءات موضوعية وتحليل عميق، يتم من خلاله تشخيص جوانب القوة وجوانب الضعف لتعزيز الاولى ومعالجة الثانية.ولان المبادرة تضمنت اشارات دستورية وسياسية واقتصادية وتنموية وخدمية فأنه يفترض بالمسؤولين في المفاصل التنفيذية والتشريعية والرقابية والقضائية العليا في الدولة التمعن فيها والعمل على تفعيل مضامينها ومحتوياتها. ويتطلب ذلك قبل كل شيء الخروج من شرنقة الاجندات والحسابات الخاصة والعقد الشخصية، والخلافات البعيدة عن مصالح الناس وهمومهم وتطلعاتهم المشروعة والواقعية والتي ينبغي العمل الجاد والمخلص من قبل ساسة البلد على تلبيتها وتحقيقها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك