المقالات

انتهت الطباخات فأين الرطب ؟ /


حافظ آل بشارة

قبل أيام حلت ايام (طباخات الرطب) ولم تطبخ رطبا بل طبخت الشعب بكل مكوناته ، يقال ان حرارة اواخر آب مخصصة كونيا من المجموعة الشمسية لانضاج الرطب في اعالي النخيل ، حصتنا دائما الطباخات وليس الرطب ، أو كما يقول شاعر الابو ذية : ( انا مثل الزرع بالشام نخله - التمر للغير وآنه الخوص اليه) ، وربما تدخل ادب التمر في انتاج نماذج ثقافية ، العراقيون يسمون الرجل الذي يتملق الحاكمين (اللحيسي) ، التسمية مأخوذة من أجواء التمر ففي البصرة يعبأ التمر في اكياس تسمى (الخصاف) وعندما يحمله الحمالون الى الزوارق يسيل منه دبس طازج فيركض فريق من التنابلة والبطالين وراء الحمالين لاعقين ما سال من الدبس وقد سموهم (اللحيسية) فاصبح الاسم يطلق على الانتهازيين والبطالين ، ومن قصص التمر ان لصا اعمى اشتهر بسرقة التمور الراقية بصعوده النخيل بالتبلية ليلا ولديه مساعد يحدد له النخلة الفاخرة نهارا ويدق في جذعها مسمارا ليعرفه الاعمى باللمس ليلا فيصعدها ، وقد فطن احدهم الى الخطة فجاء ذات ليلة ونقل المسمار الى جذع نخلة مقطوعة الرأس فصعد الاعمى الى قدره المحتوم ، وسارق تمر آخر استدرجه صاحب البستان الى نخلة تحتلها خلية دبابير شرسة فتلقى آلاف اللسعات في الاعالي وعندما سقط على الارض تورم فأصبح كالبالون المنتفخ كان مشيعوه صامتين خجلين كأنهم يحملون فيلا ، حرامي التمر مذموم حقير لأن التمر مباح للجميع ، النخلة شجرة مقدسة ورد ذكرها في القرآن عشرات المرات ، ويصفها الحديث النبوي بأنها (عمتكم النخلة) ، ومريم (ع) انها تهز اليها بجذع النخلة فيتساقط عليها الرطب فتلد نبيا . يفترض ان يتخذ العراق واحدا من ايام هذا الشهر يوما للنخلة ويتعامل معه كيوم وطني ، يوم له قيمة اقتصادية وثقافية ، نخيل العراق تناقص عدده مرات ومرات بسبب التدمير والاهمال ، الا ان بوادر العافية عادت رويدا ، وقد بلغ إنتاج العراق من التمور السنة الماضية 450 ألف طن، بزيادة 50% عن سنة 2009 ، واصبح انتاج النخلة يصل الى 150 كغم ولم يتجاوز سابقا 50 كغم ، قطاع التمور ضحية لسياسات النظام السابق ، كان العراق يصدر في سبعينيات القرن الماضي اكثر من 5 آلاف طن منها سنويا ، لكنه في السنوات اللاحقة لم يعد ينتج ما يسد حاجته ، اصبحت تكاليف الانتاج عالية لارتفاع اسعار الاسمدة والخدمات الحقلية وتدني سعر الشراء الحكومي ، التمر العراقي انسحب من سوق المنافسة لصالح التمر السعودي والاماراتي والايراني رغم ان سعر الطن منه ارخص بـ 300 الى 400 دولار ، التمر العراقي يتفوق في النوعية لكن المنافسين يتفوقون في التعبئة الحديثة والتسويق والعرض ، واخيرا يسأل الناس بتعجب لماذا تطوقنا النخيل المثقلة بالتمر ولكن سعره في السوق لا يقل عن الفي دينار للكيلو الواحد ، فيما يشكو الفلاح من تدني سعر البيع ، هناك مبلغ كبير ضائع بين الفلاح والمستهلك الى اي جيب يذهب ولماذا ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك