المقالات

كيف سيكون مستقبل العراق السياسي


سعد البصري

من الملاحظ إن الوضع السياسي الحالي في العراق يكتنفه الكثير من الغموض ، وربما يسير نحو المجهول ..؟! اذ إن كل الحلول التي تخرج للفضاء العراقي هي حلول آنية لا تلبي طموحات الساسة العراقيين فضلا عن طموحات العراقيين أنفسهم مما يعطي انطباعا بان الأمور في حركتها لا تبشر بخير . وفي أطار الوضع الراهن فان خلاف علاوي والمالكي يشل الحكومة العراقية مما يسهم في ارتفاع وتيرة العنف ويعقّد بشدة المفاوضات في شأن المسألة الأكثر صعوبة وإثارة للانقسامات وهي تلك المتعلقة بالانسحاب الأمريكي وما إذا كان سيُطلَب من الولايات المتحدة إبقاء قوةٍ للطوارئ في البلاد بعد الانسحاب المقرر للقوات الأميركية نهاية العام. فان المتضرر الوحيد من ذلك هو الشعب العراقي وكلما استمر الجمود كلما تصاعدت العمليات الإرهابية التي يذهب ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء وان الاتفاق الذي عقده المالكي وعلاوي وحظي بدعم الولايات المتحدة لتقاسم السلطة في كانون الأول الماضي فإنه منذ ذلك الحين بقيت حقائب الوزارات الأمنية المهمة كالدفاع والداخلية شاغرة فيما بدا أن واشنطن عاجزة عن وضع حد لحالة الجمود مما يدلل على تراجعِ تأثيرِها في بغداد بحسب رأي عراقيين وبعض المحللين . كما إن عودة ظهور الجماعات المسلحة من تنظيم القاعدة الإرهابي وغيرها إلى الساحة العراقية من خلال التفجيرات المتكررة في جميع أنحاء العراق وزيادة العمليات الإرهابية من اغتيالات وزراعة عبوات ، وكذلك التصريحات من قبل بعض قيادي تلك الجماعات بدأ يؤثر تأثيرا كبيرا على طبيعة سير العملية السياسية في العراق مما ساهم في توسيع حجم الهوة بين مختلف الفرقاء السياسيين ، وبالتالي عقد المشروع السياسي الذي انطلق بعد سقوط النظام البائد ووضع أمامه العراقيل والمعوقات التي ربما ستعيده إلى نقطة انطلاقه بسب التعنتات والاختلافات المستمرة بين بعض الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات . لذا لا يمكن التكهن بما سيكون عليه مستقبل العراق السياسي في ظل ما ذكرناه ، وخصوصا ان بعض هذه الكتل تحاول ان تقنع الآخرين بان موقفها هو الموقف السليم والوطني بينما ترفض كتل اخرى مثل تلك المواقف وتسعى لإقناع الكتل الأخرى برأيها وهكذا ، فان مصير العملية السياسية في العراق بات بيد من لا يعرف ماذا يفعل . لان الحفاظ على ما تم الحصول عليه من المكاسب والامتيازات قد أعمى عيون الكثيرين بحيث راح لا يفكرون إلا بالمحافظة على تلك المكاسب . الأمر الذي اثر بشكل سلبي على مجريات العملية السياسية في عموم العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-08-20
المستقبل واضح البعثية سيعودون لحكم العراق والمالكي في فخ امريكا وجر معه حزب الدعوة والشيعة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك