المقالات

ضبابية المصالحة الوطنية

1089 00:08:00 2011-08-16

صلاح السامرائي

المتتبع لنشاط الوزارات الحكومية في العراق يلاحظ ان نشاط وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية ذو فعالية وهو في تصاعد مستمر ومتزايد ولا نعلم هل انجازات هذه الوزارة تدخل ضمن دراسات الجدوى والتي يمكن ان تحقق اهدافها بشكل يخدم العملية السياسية والمصلحة العامة للشعب ام هي مجرد احتواء اشخاص ومجاميع محدودة وصرف مبالغ طائلة على هذا البرنامج , بين الحين والاخر نسمع ان الوزير المسؤول الدكتور عامر الخزعلي قد تمت الاتصالات بمجاميع ارهابية وثم الاتفاق على اجراء المصالحة وقد تم دخولهم بالعملية السياسية فلا نعرف لهذه التصريحات تطبيق واقعي وما هي التنازلات التي قدمت لاحتوائهم بالرغم من ان هناك الكثير من التساؤولات التي تحوم حول الاتفاقيات المبرمة وطبيعة المجاميع التي تمت المساومة معها وهل دخولهم بالعملية السياسية عن ايمان بها ام ماذا ؟ وبعد ان مارست الارهاب باشكاله ضد ابناء شعبنا وعاثت بالارض فسادا مع العلم قد صرح الوزير المسؤول سابقا ان برنامج المصالحة الوطنية لم يشمل من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وايضا يثار هنا تساؤل يطرح نفسه كم عدد الابرياء منهم ولم تتلطخ ايديهم بدماء الابرياء والمعروف ان هذه الفصائل اعلنت انها مقاومة للاحتلال ولكن حقيقتها ومنهجها ونشاطها توجه ضد ابناء شعبنا العزيز وخرجت عن مفهوم المقاومة لتشكل مجاميع ارهابية تقتل وتذبح وتخطف الفئات المخالفة لها ولمفاهيمها وكل ذلك كان برعاية الاجندات الخارجية الداعمة لها في فترات سابقة كان الوضع الامني اكثر تدهورا ما عليه اليوم .تظهر بين الحين والاخر تحديات على المستوى الامني وهي بمثابة رسالة موجهة للشعب اولا والى الحكومة ثانيا وهذه التحديات متمثلة في عمليات نوعية من حيث النشاط الارهابي كعملية عسكرية او من حيث التوقيت او من حيث اختيار المكان وفي كل مرة تحمل رسالة متوافقة مع طبيعة النشاط الارهابي ومن السياق العام المنظور الى هذه العمليات من حيث التخطيط والتدبير يمكن ان نلاحظ ان المخطط لها جهة واحدة وليست جهات متعددة وكما ذكرنا سابقا ان الرسالة واضحة ومدلولاتها موصولة الى الطرف الاخر وهو الشعب والحكومة ونلاحظ ان لنا ايام دامية قد سميناها بايامها تميزت برسائل منقولة مرة ان الارهاب بمقدوره الوصول الى أي مكان مهما يكن محصنا ومرة ان الارهاب لم ينتهي على عكس ما يصرح به المسؤولون ومرة اخرى ان التحدي لم ينتهي ورسائل متعددة كما اليوم شهدت في عدد من المحافظات عدد من العمليات الارهابية التي مثلت تحدي واضح خصوصا وسط التجاذبات السياسية حول الاتفاقية الامنية التي تقترب شيئا فشيئا من موعدها المقرر وبعض التصريحات التي ترفض البقاء الامريكي وحتى بالنسبة الى المدربين المراد بقائهم وغيرها من التداخلات التي تصب في صلب الموضوع من هذا كله نريد ان نقول ان المصالحة بنشاطها الكبير والجبار اين مما يجري على الساحة من عمليات التدمير والقتل اين الاثر الواضح للفصائل التي دخلت في العملية السياسية مع بقاء الحال على ما هو عليه ويسوء متى ما ارادت المخطط ان يسوء اذن فالذين تمت مصالحتهم هم عبارة عن فئات غير مؤثرة ولكن مستفيدة من برنامج المصالحة وبذلك نكون قد اهدرنا مجهودنا ومقدرات مالية على برامج لاجدوى منها وبالتالي الوضع باق على ماهو عليه .. ان الذي يحتاج الى مصالحة حقيقية هو الكيانات السياسية فيما بينها وهي التي من واجبها توجيه الجماهير بشكل يخدم العملية السياسية من خلال العمل المشترك والتضامني بعيد عن المفاهيم الضيقة سواء الحزبية او الفئوية ان كياناتنا واحزابنا تحتاج الى دروس في الوطنية الحقة وتجذير مفاهيم المصالحة الوطنية وليست القوى الارهابية التي طالت ونالت من الشعب ويجب النظر الى المصلحة الوطنية التي يجب ان تكون العنوان العام والشامل والطاغي على كل العناوين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك