المقالات

طغاة العرب.. مبروك عليكم


( بقلم : مروان توفيق )

بافواه فارغة تعجبا سيجلس طغاة العرب في مقاعدهم الوثيرة وهو يستمعون الى موت طاغية ساخت الارض بافعاله واعمال جلاوزته, سيفكرون مليا في نهايته وهل الموت الا نهاية كل حي ولكنهم تناسوا وهم في جبروتهم هذه الحقيقة, مانعتهم مناصبهم من قبولها وكيف يكون الموت لمن اذاق الموت لملايين من الناس! نعم فقد ينسى الطين انه طين حقير فيصول تيها ويعربد وتغويه الحياة بابديتها الكاذبة فيغمض عينيه عن هذه الحقيقة المرة. أنه الموت الذي لامفر منه ولكنه هنا أتى مقتصا من الطاغية ليفرح المظلومون وتشفى قلوبهم من هولات المظالم. لن يصدق الطغاة أن ذلك المحمي بجيوش الامن وقوات الحماية و المدجج بالسلاح والانواط والنياشين المزيفة سيقف بلا اعوان وبلاحراس ذليلا باكيا من نهايته المحتومة, لن يقبل عقل الطغاة الضال هذه الحقيقة , فبها سيأتي الدور في يوم من الايام عليهم, لتصبح تلك القصور وتلك الاموال المنهوبة بلا راع ولا مالك. نهايتكم قادمة يامن ظننتم انكم تأجلوها بحيلكم وخدعكم, موتكم قادم لابد وكل نفس ذائقة الموت ثم تردون الى عالم اخر تقفون فيه عرايا من كل شئ تقاضون والضحايا تشهد ذلك .

موت هذه الطاغية سيقض مضاجع الطغاة, منهم من تباكى عليه وهو في قفصه ومنهم من رواغ الحقائق من اجل بقاءه حيا , وكأن البقاء حيا سيكون ابديا! فيا لقصر عقول الظلمة , تلك العقول التي غلفها حب الدنيا وأماتت بصيرتها شهوة التسلط والاستبداد.

هذا الحبل الذي لف حول عنق المجرم سيصل تلك الاعناق وهي بعيدة, صورة مقتله كابوس سيقلق الطغاة القتلة, فهل سيتعظون ؟ لا نظن ذلك فعقول الظلمة قادرة على تعليل مقاصدها وقادرة بغيها على تبرير القتل والظلم بمبررات كاذبة وشعارت طنانة كالحفاظ على وحدة الوطن والقضاء على الخونة وغيرها من كلمات تتكرر على لسان الظلمة في كل العصور.

الحكم على فرعون عصرنا سيشمل كل اولئك الذين يظلمون واولئك الذين ظلموا الناس وقضوا ولكن لازال الهمج الرعاع يقدسونهم في عصرنا الراهن. هذا القصاص سيعدم القتلة الذين ماتوا منذ مئات السنين ولازالت بقايا افعالهم تأجج نار الفتن في هذه الامة المعذبة.

سيتلمس الطغاة رقابهم بصورة عفوية وهم يشاهدون فرعون العراق وهو يختنق ميتا, سيشكرون حظهم في سريرتهم وهم في منأى عن الموت خنقا, وسيظنون غيا أنهم من الخالدين فتعسا لكم , دود الارض اطهر منكم وانقى .

دموع الفرح تنزل من عيون المستضعفين وهم يذكرون احبابهم الذين قضوا على يد جلاوزة فرعون العراق, يذكرون الذين رحلوا ظلما وبغيا, اولئك الذين لم يبك عليهم جهال الناس ولم يذكرهم طغاة الارض , اولئك الشهداء الابرياء الذين خلق الطاغية المخنوق شنقا عللا وتبريرات لقتلهم, تماما كما يفعل باقي الطغاة حينما يبررون اسباب طغيانهم واستبدادهم. انها النهاية ايها القتلة, نهاية معروفة غابت عن عقولكم السفيهة وغابت عن اذهان الملوك والسلاطين الذين ماتوا وصاروا رميما. فهيا يا طغاة العرب حضروا اعناقكم, فلو تعلموا كم سيغبط الناس جلاديكم لمتم رعبا, وستضيق الارض عليكم بما رحبت كما ضاقت على فارسكم الخشبي الذي توارى في حفرة الارض املا بنجاته ولو حتى حين, ثم أتاه الاجل بحبل المشنقة.مروان توفيق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك