المقالات

لينا المسيحية رمز الوحدة في السماوة


( بقلم : عمار العامري )

منذ 34 عام وهي تسكن عائلة لينا مدينة السماوة حيث انتقل والدها في المدينة التي تبعد 2709 كم جنوب غرب بغداد بعد إن أصبحت محافظة بدل من قضاء لم يعرف أنها عائلة مسيحية ألا للبعض حيث مشاركتها العوائل المجاورة لمنزلها في منطقة القشلة الصوب الصغيرة من السماوة في أفراحهم وأحزانهم في تأدية طقوسهم الدينية العامة منها والخاصة والديها له أصدقاء يحضر معهم في مقاهيهم وجلساتهم بعد الدوام ويشاركهم تفاصيلهم الحديث بكل التفاصيل والدتها تشارك النسوة حتى طقوسها مثل عمل (الكليجة)عيد الفطر المبارك.

لينا بنت 22 من عمرها شابة مثقفة لها زميلات في الكلية منهن من هي منذ الطفولة لم يكن هناك أي فرق يذكر طيلة عقدين من عمرها وسط هذه المدينة الهادئة والآمنة،ولكن ما أدهشني هذا العام هو تكالب وسائل الأعلام على نشر خبر العائلة المسيحية الوحيدة في السماوة، هذا الشيء لطيف ولكن ما دافع من وراء ذلك؟ الجواب لقد لعب أعداء الشعب العراقي ورقة رخيصة للآسف وهي الطائفية والتي أكلت ثمارها النتنة في الكثير من مدن العراق فتسعى محطات ومواقع الإنترنت وخاصة الإعلاميين من أبناء السماوة لتسخير هذه الطريفة أو الحالة من اجل ضرب مثال رائع للتكاتف والتحابب والتقارب بين أبناء الوطن الواحد حيث لا فرق بين المسلم ومسيحي أو سني وشيعي إذا وجدت أواصر المحبة والرأفة وحسن العشرة والجوار فعائلة لينا ولينا بالتحديد أصبحت هذا العام رمز من رموز الوحدة الحقيقية بين الديانتين الإسلام والمسيح حيث نجد أن أبناء مدينة السماوة يشاركون عائلة لينا في كرسمس رأس السنة الميلادية إذ يتبادلون معها التهاني والتبريكات ويقدمون لها الهدايا وهي بنفس الوقت تبارك لهم عيد الأضحى السعيد.

أتمنى أن تدوم هذه الأواصر والحياة الكريمة لهذه العائلة المسالمة بعقد قرأن لينا وأخواتها لشباب مسلمين يستحقون أن يكونوا شركاء في رمز الوحدة والتكاتف وبناء عش الديمومة ليضيء النور في ارض المحبة والسلام من مسلمين ومسيحيات وتدوم الزهور تتفتح ليملئ أريج عطرها كل ارض بلادي الجريح بفضل لينا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك