المقالات

يارب سترك فقد تعديت المسموح !....


مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

لم نسمع أو نقرأ على مر العصور أن أجيرا حدد أجره وفقا لأرادته، بل أن هناك عوامل تتحكم بمقدار هذا الأجر، منها طبيعة عمله ومقدار الجهد والقيمة الناتجة عن العمل، كما تتحكم فيه عوامل العرض والطلب وندرة المهارة المتوفرة لدى الأجير، كما تتدخل عوامل أخرى منها المستوى العام للمعيشة، إذن تعالوا نسقط هذه العوامل على رواتب وأجور المسؤولين وكبار موظفي الدولة وأعضاء مجالس النواب والمحافظات، فهم في العموم يعملون بلا جهد عضلي، بل إن لمعظمهم ( كروشا ) نمت مؤخرا نتيجة الكسل وقلة الحركة، أما القيمة الحقيقية لعملهم فهي سلبية النتائج في معظم الأحوال، فعلى أيديهم وليس على أيدي غيرهم نمت طحالب الفساد المالي والأداري بمتواليات هندسية ـ المتوالية الهندسية هي 2:4:16:256 ...الخ..، والمتوالية العددية 2:4:6:8..الخ ـ بعدني زين بالرياضيات مو؟...وإذا كانت قلة العرض لبضاعة ما تؤدي إلى أرتفاع ثمنها، فان المعروض من السياسيين يشهد فائضا كبيرا، بدليل التزاحم الكبير على المناصب، كما أن أغلبهم ليس من الندرة والكفاءة بمكان، فعدد كبير منهم قد زوّر شهادته الدراسية وعدد آخر (مطفي) وعدد ثالث (إن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد)، ورابع ديناصورات سياسية تجر الكلام جرا، وخامس ينظر الى فم رئيس كتلته السياسية، فيردد ما يقول كالببغاء، وسادس أحكم أغلاق فمه، فقد غنم ما غنم ولا نفع لفتح الفم، وسابع غارق في احضان مومس في عمان، وثامن أغلق جهاز هاتفه الى الأبد ففيه وجع الرأس .. غير أن الجميع أتفقوا على نهبنا، فسنوا لأنفسهم قوانين عجائبية يتقاضون بموجبها رواتب ومخصصات ومنافع أجتماعية هي الأعلى في العالم قاطبة، فراتب أي منهم أعلى من راتب الرئيس بوش الأب وبوش الأبن وأبي سمرة أوباما مثلا !، ولم يكتفوا بتلك الرواتب، بل تحوطوا لعوادي الزمن وغوائل الأيام فسنوا لأنفسهم قانون تقاعد هو الأغرب في العالم أيضا، فعن (خدمة) لا تتجاوز أربع سنوات، يتقاضون تقاعدا ممتازا هو ثمانون بالمئة مع المخصصات، بل منحوا أنفسهم قطع أراض سكنية في أجمل مناطق بغداد أستثناءا من شرط مسقط الرأس، وليذهب الفقراء والمعوزون وسكان مدينة الصدر والشعلة وحي طارق وسبع قصور وسبع البور وحي التنك والخرائب والمعسكرات المهجورة، والمهجرون الذين هدم أو أحرق الأرهابيون مساكنهم ..... الى الجحيم، وليذهب المهندسون والأطباء والصيادلة والشرطة والجيش والصحفيون الى جهنم وبئس المصير، ما دام السيد العضو في المجلس (اي مجلس) قد حسم الأمر لنفسه وضمن مستقبله لما تبقى من عمره المديد... هذه بطون جاعت ثم شبعت، ولن تشبع، رباه متى يشبعون؟!! ولعنة الله تعالى على من شبع وبات جاره جائعا، ولعنة الله على مسؤول شبع وشعبه جائع...كلام قبل السلام: يارب سترك فقد تعديت المسموح !....سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طاهر عباس
2011-08-12
هذه هي عين الحقيقة المهم مصلحتي الشخصية وليحترق العراق .راس الحكمة مخافة الله .ألا وإن لكل مأمون إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمرين ومن طعمه بقرصين ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد . والكل يدعي مودته اي اتباعه للامام علي عليه افضل الصلاة والسلام .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك