المقالات

هل يستطيع المالكي افشال مُخططات السعودية في تمزيق العراق والمنطقة؟


علي حسن الشيخ حبيب

ليس خافيا على احد أن العرب لهم بعض العادات الحميدة وكذلك بعض العادات القبيحة، والمتفق عليه هو أن العرب قوم متناحرين كانوا نهشاً للفقر والجهل والضلال ونهشاً للأمم القريبة منهم، وكانوا محط استهزاء وسخرية من جميع الأمم والحضارات من حولهم.

إن وجود المبادئ الواضحة والراسخة التي تقوم عليها أي دولة تجعلها بلاشك محط احترام وتقدير العالم، وتكون دولة قيادية في محيطها الإقليمي والدولي ، إن الأمم والدول التي تفقد مبادئها وتتخلى عنها بسهولة وبالتالي تفقد قوة التأثير والقيادة والزعامة، ومن ثم تفقد قدرتها على تحقيق أهدافها ورغبات مواطنيها والمكانة المرموقة والتأثير الإقليمي والدولي وسيكون مصيرها التفكك والتشرذم لامحالة، لأن ذلك هو التيه بعينه وتشجع القوى الاجنبية على التدخل في شؤونها الداخلية واضعافها ومن ثم الزوال.

إن من أكثر الملاحظات التي سجلها خبراء الاجتماع ودهاة السياسةعلى العراقيين هو كره الذات، والتخلي الطوعي عن المكانة والريادة، حيث إن العراق له مكانة خاصة في العالمين العربي والإسلامي ومركزه الرائد فيهما، وإنه من الناحية السياسية والاستراتيجية لا يمكن أن يفهم سبب تركيز المملكة السعودية على التخلي عن قيمنا ومبادئنا وديننا، وتصرعلى ان يتخلى العراق عن ريادته ومصادر قوته ونفوذه ومحاربته في جميع الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، والعمل الدؤوب على مصادرة حق العراقيين في مياههم الاقليمية او التمتع بثرواتهم والسعي على الهيمنة على الفرد العراقي والدولة العراقية من خلال السعي الى المطالبة بعدم اخراج العراق من البند السابع او المطالبة بالديون التي قدموها الى صدام لادامة محرقته التي خاضها نيابة عن السعود والدفاع عن البوابة الشرقية؟.

وتعمل السعودية على تفكيك الدولة العراقية ومحاولة تغيبت معالمها واسقاط هيبتها اقليما ومحليا وعالميا، وتسعى جاهدتا على ضخ عوامل الفوضى والاضطراب في الشارع العراقي ، والدعم اللوجستي للارهاب القادم عبر حدودها او عبر دول محورها المشؤوم .

اذن ما دور الحكومة العراقية اتجاة التدخل السعودي؟

1- على الحكومة العراقية والقوى السياسية المنضوية تحتها أن تدرك خطورة المرحلة ، وعليها الكف عن التصارع المحموم على السلطة او من اجل تحقيق المكاسب الحزبية الضيقة، وعليها أن تعي،ان المملكة السعودية تعمل على خلق الفتن في دول الجوار لتصدير مشاكلها الداخلية وصرف الرأي العام السعودي والعالمي عن التفكير او التأثر بالثورات العربية التي هزت انظمة الاستبداد ودكتاتوريات التسلط العربي.

2- على الحكومة ان تعمل على مد جسور المحبة والثقة بين الشركاء السياسيين، ولم الشمل والعض على الجراح والتسامي فوق الأحقاد وقبول الآخر، واعتماد مبدأ الحوار.

3- الابتعاد عن السجالات الاعلامية المحمومة التي كانت ولازالت اداة فاعلة بيد اطراف الفساد السياسي المرتبط بال سعود والذين هم عبارة عن دمى يحركونهم كيف يشاؤون ومتى يشأؤون.

4- على الحكومة ان تعمل على إعادة الروح لهذا البلد العظيم ليعاود دوره الريادي والقيادي في المنطقة مستفيدة من ثقافة الثورة التي عمت البلدان العربية وسقوط معظم الانطمة الدكتاتورية او انشغالها بمحاربة شعوبها الثائرة.

5- على الحكومة العراقية العمل على بناء دولة المؤسسات التي تتسم بالقوة والتماسك وتجند لها كوادر من المثقفين والأكاديميين ورجال المجتمع ورجال السياسة بالاضافة إلى تفعيل منظومة الاستخبارات لكي تكون بمستوى التحدي ودقة المرحلة التي تمر بها الساحات العربية عموما والخليجية خصوصا .

6- على الحكومة العراقية ان تعيَ اللعبة السعودية القذرة وسيطرتها الاعلامية وخبث سياستها التي تتسم بالزيغ والخداع وتصدير المشاكل وزرع الفتن والمراهنة على الحرب الطائفية وما تدخلها في الشأن البحريني عسكريا وقمع غالبية شعبة بسطوة الارهاب الوهابي المبرمج باتجاة تكفير الشيعة، وتدخلها في اليمن ومصادرة ثورته ودعم حركة التمرد الوهابي في سوريا، وهي تسعى جاهدة الى الظهور بمظهر المنقذ والمصلح والاخ الاكبر للعرب متناسية واقعها الاجرامي وسياسة القتل والعنف والارهاب التي تتميز بها الوهابية الحاكمة في السعودية لاكثر من قرن من الزمن.

مركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية

http://www.alrafedein.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-08-11
مغفل كبير من يظن ان حكومة المالكي عدو للسعودية بل ان مخطط السعودية من اهم دعائمه تولي المالكي للسلطة وما دعمت السعودية علاوي وقائمته الا لتسقيطعهم لعلمها بكره العراقيين لهذه المملكة الإ{هابية أما دعمها الحقيقي فهو للمالكي لاغير
عراقي1
2011-08-10
العراق واحد بالاسم فقط ويحتاج الى رصاصة الرحمة ليكمل التقسيم
واثق ابو علي الكاظمي
2011-08-10
ان مملكة الفتن الوهابية هي مملكة الدسائس والمؤمرات والقتل والارهاب وان ساسة العراق يركضون وراء ماتغذيهم الة الوهابية الاعلامية من فتن لكي يجتون بها.. اما الصنمية وعبادة الاشخاص التي يعاني منها من هو نكرة مرتبط وجوده بهذا الحزب او تلك الجماعة او الكيان اما الاخر فهو مقتات على فتات مايمدح ويتقرب به الى اسياده وانني اقول الى هؤلاء سسسسسسسلام
مرتضى(زائر)
2011-08-10
عندما احتلت السعودية البحرين وقمعت ثورتها فقد جست نبض ايران والعراق وعلمت انهم فقط فقاعات فارغه فهي تتصرف الان كقوه اقليميه عظمى
ماجد
2011-08-09
ارجو واتمنى على جانب المفكر والاستراتيجي الكبير في مركزالرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية( اسم كبير وفخم يذكرنا باسم جماهيرية القذافي) ان يتعلم ان يرسم كلمة جاهدة ( هكذا) وليس جاهدتا... ارجوك.. ارجوك.. ارجوك.. قبل الغوص بعيدا في القضايا والملفات الاستراتيجية...تحياتي لملاك المركز الوهمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك