المقالات

اميركا ... ايران .. اين تكمن المشكلة

2148 19:35:00 2006-04-30

إيران وان اختلف البعض في تقييم سياستها فأنها وفي تقييم نفسها تتصدر مشهد الدفاع عن الإسلام والقضية المركزية بالنسبة لها فلسطين بعد أن تخلى العرب عن هوية الدفاع عن هذه القضية وتبنتها بكل ذكاء إيران منذ قيام نظامها في عام 1979 لتستغل كل ميزاتها وتدعمها في ظل التخلي المخزي العربي عنها ( بقلم : رائد محمد )

يعرف الجميع أن الصراعات التي دارت بين كل القوى الخيرة والشريرة تكمن في صراع الإرادات والمصالح الغريزية التي يحاول كل منها السيطرة على الأخر منذ قابيل وهابيل إلى يومنا هذا وفق المنظور الطبيعي للحالة الإنسانية التي برزت منذ بدء الخليقة.

الصراع الدائر ألان في الشرق الأوسط الذي استجد بعد انفراط عقد القوة العالمية الثانية وبدء عهد الإمبراطورية الأميركية وعملية الوهم الديمقراطي الأميركي الذي ابتداء في عملية الاطاحه بصنم بغداد يبدو قد انفرد في صراع قطبين جديدين يمكن تسميتهم في الصراع الأميركي الإيراني الذي استند على أحداث وبدايات ليست بالبعيدة وتغيير سياسات أيدلوجية وأفكار تطرح بين الاونه والأخرى على طاولة الصراع المستديم بين هذين الدولتين.

الولايات المتحدة التي تمكنت من فرض أدائها على كل بقاع العالم واستطاعت أن تبني منهجا غير متوازن في أدارة الأحداث وتبني مواقف متناقضة جلبت لها العداء التاريخي الذي تناوله الاميركان قبل الآخرين في التوغل في السؤال التقليدي ((لماذا يكرهوننا)) والذي برز بشكل واضح بعد أحداث البرجين في سبتمبر 2002 وإحساسها بان السيطرة الأميركية قد أفلتت من زمام أمورها إلى غير رجعه والإحساس بان تنظيم القاعدة الذي صنعته أميركا نفسها وبأموال خليجية عربية في أفغانستان لمواجهة الخطر السوفيتي قد تخطى الخط الأحمر وكشر أنيابه لذلك فان السياسة الأميركية قد انقلبت وتحولت إلى 180 درجه لتجعل هذا التنظيم عدوها الأول ولتخلق نتيجة تصرفاتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط تيارا يحمل الكراهية لها بدون أن يحسبوا في كيفية معاداتها ولوجود دول استطاعت أن تربي هذه الأجيال على الانقلاب على الذات فيما أذا أرادت الانقلاب , لذا فان من المنطقي أن تجد أميركا عدواً أخر بين ركام فشلها في أدارة ملف هذا الصراع فكان العدو الأول الذي استحدثته هو إيران , فإيران دولة قد تكون هي النموذج الأمثل ليكون العدو رقم واحد لسياسة الامريكان لأسباب عديدة أهمها وأبرزها أن الإيرانيين انتهجوا سياسة تقترب من حافة الاستعداء لأهم رمز يمثل أميركا في المنطقة ألا وهي إسرائيل فمن المنطقي والمعقول أن تجد أميركا نفسها مضطرة وهذا من ضمن الأخطاء التي تمارسها أميركا أن تضع إيران في مقام العدو الأول في منطقة تعج بالمتناقضات الغريبة,

إيران وان اختلف البعض في تقييم سياستها فأنها وفي تقييم نفسها تتصدر مشهد الدفاع عن الإسلام والقضية المركزية بالنسبة لها فلسطين بعد أن تخلى العرب عن هوية الدفاع عن هذه القضية وتبنتها بكل ذكاء إيران منذ قيام نظامها في عام 1979 لتستغل كل ميزاتها وتدعمها في ظل التخلي المخزي العربي عنها وكذلك قيامها بخطوات هادئة ومدروسة لرسم سياستها للوصول إلى تصدر الوضع العام لبقائها في صدارة الدول وقوتها وإعادة نهجها في قيادة المنطقة مع تراجع واضح للعرب فيها مما جعل كل القضايا التي استجدت في المنطقة تكون هي اللاعب الرسمي الأقوى التي تقرر مالذي يجب و مالذي لايجب من الاحتلال الأميركي لأفغانستان والطلب الأميركي منها بعدم التدخل وإحراج أميركا وكان من الواضح للعيان النجاح الكبير الذي أحرزه الامريكان فيها إلى الغزو الأميركي للعراق المتعثر لحد ألان كمشروع نتيجة التضارب ألمصلحي للطرفين فيه وهذا يدلل وبعمق أن إيران عادت من جديد إلى لعب دور الراعي الكبير للمنطقة وسياساتها وهذا لايخفي اثأر قيام إيران في تخصيب اليورانيوم وشكل أدارة إيران للازمه التي صاحبت ذلك ونجاحها في الآفلات من قبضة الولايات المتحدة ووضع قدمها في سلم التطور التكنولوجي بمناءى عن التسلط والقبضة الأميركية .

أذن وسط كل هذا الكم من صراع الإرادات أين تكمن مشكلة إيران وأميركا؟هل تكمن في نظرة إيران للأمور بطبيعة نظامها الديني أو في طبيعة نظامها السياسي؟أنا في تصوري أن المشكلة تكمن في أمور عديدة تكاد تكون مركزية وغير قابلة للتغيير ألا في حالة حدوث المواجهة العسكرية وهذا لايمكن أن تخوضه أميركا في الوقت الحاضر على الأقل نتيجة التعثر الواضح لها في العراق ,المشكلة الأولى هي اختلاف المسار الذي تسير به كل منهما في النظر إلى الأمور داخل المتغيرات الجارية, فأميركا لايمكن لها تجاهل التوجه الإيراني لدعم كل من يعادي سياساتها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس في الأراضي المحتلة وعرقلة مسيرتها في ترتيب البيت العراقي من خلال عدم دعمها وظهور التفوق الإيراني في هذه القضية بالذات من خلال سببين أولهما فوز الشيعة ب130 مقعد في البرلمان العراقي والذي افرغ نتيجة الشعور الأميركي بان هذا يرجح كفة إيران باعتبار أن الترابط العقائدي بين شيعة البلدين هو قديم وعميق ولكون إيران صاحبة الفضل في احتضان جل العراقيين بعد أن استشرى ظلم صدام عليهم والرفض الإيراني لإجراء المحادثات بينهما حول العراق الذي رفضه نجاد مؤخرا مما أدى ذلك إلى توسط الرئيس العراقي جلال الطالباني الوثيق العلاقة بإيران للطلب من إيران باستئناف المحادثات في شمال العراق ولو حتى على أدنى المستويات فمن يريد أن يوقف نزيف الدم الأميركي في العراق علية أن يقبل خسارته للجولة تلو الجولة أمام إيران مما قد يوحي لي أن السياسة الأميركية قد خسرت الكثير من هيبتها أمام إيران .

المشكلة الثانية هي عدم الاعتراف الايرانى بإسرائيل التي تشكل العصب الرئيس بسياسة الأميركية في المنطقة ونتيجة لذلك وجد الاميركان أنفسهم أمام دولة متماسكة اقتصاديا نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار النفط وغنية بشريا لوجود 80 مليون وجلهم من الشباب الذين لاتتجاوز أعمارهم 25 سنة تربو كلهم ضمن أفكار ثورة الأمام الخميني وموقع إستراتيجي لايمكن السيطرة علية في حالة قيام الحرب أو الضربة العسكرية نتيجة لقربها من موارد النفط العالمي في الخليج مع امتداد شيعي وتعاطف كبير لها ولنظامها السياسي في كل هذه المنطقة وأضف إلى ذلك وصول الرئيس احمدي نجاد إلى رأس الحكم الايرانى بطريقة ديمقراطية وهذا الرجل قد يكون محور مالاميركا من مشاكل نتيجة نشاته الثورية التي تأثر بها الكثير ويقف خلفه العقائدية الشيعية الإيرانية التي لاتقبل أن يمس ترابها أي أجنبي وهذا مالمسناه في الحرب العراقية الإيرانية وكيف كان الإيرانيين يقاتلون ضمن مجاميع مليونية انتحارية للوصول إلى الهدف.

من خلال هذا اعتقد أن المشكلة تكمن في أن هناك توجهين لهذه القضية أولهم أن هناك إمبراطورية تريد ان تفرض إيقاع ماتؤمن به على الآخرين وان بداء مهللا وليس على مقاسهم وتفرض سياسة الأمر الواقع المهين والطرف الأخر الرافض لهذا المنطق المتهالك وفق نظريات الاستعمار واستحمار الأخر فالذين يطلبون لأميركا على حساب إيران هم واهمون وحساباتهم خاطئة لان ببساطة قد ظهر الإعياء والوهن الأميركي في العراق الذي لايمكن أن يستمر في توجيه الضربات للأخر وفق هذا المنظور... رائد محمد *كاتب عراقي مستقل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2006-04-30
اجدت استاذ رائد فانا من المتابعين لكتاباتك وان تاخرت علينا في الفترة القليله الماضية.. تحليل رائع ونظرة واقعية جدا للامور ننتظر كتاباتك الرائعه من جديد ولا تتاخر علينا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك