المقالات

(يا حوم أتبع لو جرينا)..


الكاتب / مصطفى سليم

ربما يعجز الفرد عن توصيف ما جرى في العراق ،وهو يتذكر أيامه العصيبة التي مرت عليه خلال السنوات الماضية ولاسيما أثناء العنف الطائفي المقيت الذي عصف بالبلد ومزق نسيجه الاجتماعي وغير خارطته الجميلة (الديمغرافية)ولم يتعافى منها الشعب الى يومنا هذا وربما لسنوات أخرى قادمة، ومع كل الجهود والمساعي النبيلة الرامية لتضميد تلك الأوجاع المفجعة وإصلاح ما أفسده الحاقدون، ألا ان الدماء مازالت تسيل والجروح مازالت تنزف،وفي بعض الأحيان ان أرادت ان تلتئم تجد من يعيد تمزيقها وآلامها،ليرقص على تلك الجراح عديمي الضمير والإنسانية،وتجار الحروب ومرض النفوس ،الذين تعجبهم مشاهد الدم والخوف والرعب،نسخة من سلوك أسلافهم وممن وصمهم التاريخ بسفاكي الدماء،يتلذذون على أصوات الصراخ والعويل ،وصيحات الثكالى والأيتام عندهم أفضل لحن يسمعونه،كيف لا وهم أبناء مجرمين عتاة وقتلة مأجورين لتنفيذ جرائم بشعة وبأثمان بخسة ،انطلقت جرائمهم من عمق التاريخ الى يومنا هذا ولم تجد من يصفها بالجرائم ،وعلى العكس اعتبرت فتوحات وانتصارات في ظل المجتمع المتحضر،وأحيانا تمجد تلك الجرائم لتعتبر ثورات لتحرير الإنسانية التي هم من كبلها وقيدها بأشد القيود المعروفة...هذا جزء يسير مما نتوقع ان يصيب العراق الجديد فالجرائم البشعة والتي تقشعر منها جلود بني البشر وحتى غيرهم ،سوف تحول الى مواقف جهادية وبطولات وطنية،كانت وما زالت تريد تحرير البلد من عملاء وخونة مسكوا زمام حكم البلاد في ظل وجود قوات محتلة للعراق،والذين سعوا جاهدين لأبعادهم عن العودة الى حكم العراق،وربما خوفا منهم وربما انتقاما لما ارتكبوه من جرائم مروعة بحق الشعب العراقي المظلوم،ومع ان الكثير من الحكام اليوم هم ليسوا اقل أجراما من سابقيهم ألا ان وكما يقول المثل الشعبي(العين بصيرة واليد قصيرة) واليوم نسمع بوجود مخططات لإعادة أزلام النظام السابق الى سابق عهدهم والعفو عن جرائمهم لفتح صفحة جديدة وتحت مبررات المصالحة الوطنية والوطن براء منها ،والحقيقة المرة التي على المعنيين الاستماع لها ان بقيتم على ما انتم عليه من تجاذب وتناحر في ما بينكم ،فان المجرمين سوف لن يحتاجون الى أذنكم كي ينقضوا على السلطة لأنهم اعدوا العدة وهيئوا الأرضية لذلك وعند ذلك لا ينفع الندم(و ياحوم اتبع لو جرينا)وهو شعارهم في الانتقام والقتل على الهوية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك