المقالات

هل الكتل السياسية تعمل للمصلحة العامة؟!

958 15:01:00 2011-08-06

حسن الهاشمي

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.إن مخالفة الظالم وردعه وإيقافه عند حده من ضمن حدود النهي عن المنكر، وهي وظيفة يتحمل مسؤوليتها جميع الأحرار الذين لا يسوغ لهم ظلم ولا ينطلي عليهم قول زور أو قبح عمل وفعل، وهي مقدمة صحيحة للولوج في أعمال البر والإحسان وطرق أبواب التقدم والتنمية وعلى كافة الصعد. الأمر بالمعروف ليس يقتصر على الأمر بالعبادات والمعاملات والأحكام الشرعية فحسب، بل يشمل وبمعناه الأعم كل أمر فيه خير وصلاح ورفاه وتطور ومحبة وصلاح بما في ذلك تقسيم المال والقدرة بين أبناء الوطن الواحد بصورة عادلة، ولا يتأتى ذلك عن طريق الأمر والنهي الفرديين المنحصرين غالبا في إطار الموعظة، بل يحصل ويتحقق بوجود جهاز تنفيذي حاكم، وسلطة إجرائية تتولى إدارة دفة البلاد وفق العدل والإنصاف، فإن مثل هذا الأمر والنهي يحتاج إلى استعمال القوة لإجراء الحدود والعقوبات وتنفيذ الأحكام الجزائية بحق من تسول له نفسه التطاول على الحقوق العامة والخاصة، وهي أمور لا يمكن أن تتحقق عادة إلا في ظل سلطة وجهاز تنفيذي متين.والذي ينظر إلى ما يجري في عراق ما بعد التغيير من أحداث يتضور فيها المظلوم في الأعم الأغلب قهرا وشظفا ومعاناة، ويتمتع فيها الظالم سطوة وإيغالا في الجرم والفساد، وما يتبعه من نقص في الخدمات وتفش في المظالم والمفاسد والمآثم ما يدمي القلوب ويشجي الصدور ويؤرق الجفون، وللوقوف أمام هذا الواقع المزري ولكي نستثمر الطاقات والأموال والعقول في بلد الحضارات، علينا أن نقف جميعا وقفة رجل واحد لمكافئة المظلوم ومكافحة الظالم وتقوية أمصال حب الوطن والمواطن في الكثير منا، نكافح ونعالج ما فسد في أوساطنا ولا تأخذنا في ذلك لومة حزب أو طاغ مهما تفرعن ومهما امتدت جذوره داخليا أو خارجيا.وطالما طرقت مسامعنا أصوات نشاز تدافع عن الظالم المجرم وتتناسى المظلوم الضحية الذي تتمزق أشلاءه يوميا في الطرقات العامة لا لذنب اقترفه إلا إنه يدفع ضريبة نزق المجرمين الذين لا تتواشج أرواحهم الشريرة إزاء الحياة الحرة الكريمة التي يرنو إليها شعب ذاق الأمرين من ظلم الطغاة وتعسف الجبابرة العتاة، والحقيقة المرة التي نعيشها في ظل التقاطعات المقيتة بين الكتل السياسية، إن الدفاع عن المجرمين في السجون والتغاضي عن ضحايا الإرهاب بات ذريعة عند البعض للدفاع عن حقوق الإنسان، كلام حق يراد به باطل وهو غمط للمعروف وإجهار للباطل، وكل هذا يجري على المسرح السياسي ليس من الإرهابيين القابعين خارج الحدود وإنما من أناس يعتبرون أنفسهم من صميم العملية السياسية الجديدة في العراق!!. وهذه هي تداعيات المحاصصة التي فعلت فعلتها واستطاعت أن تبث سمومها دونما رادع، ليس أقلها إنها تعمل للمصلحة الخاصة وليست العامة، لأجندات خارجية وليست داخلية، لرغبات حزبية وليست وطنية، وإلا بماذا نفسر تلكؤ الخدمات واخترام الأمن وتعقيد الأمور الإدارية والمعاشية في بلد كالعراق، إذ يعتبر من أغنى دول العالم زراعة ومعادن وعقول!. ومن هنا تكون الوظيفة العمومية وما يترتب عليها من الحبس والعقوبة والقصاص وما شابه ذلك رهينة بوجود سلطة تنفيذية قوية يعهد إليها الأمر والنهي الاجتماعيين العموميين اللذين فيهما صلاح عامة الناس واستقامة أمورهم، وربما يمكن استفادة هذا مما روته الصديقة الزهراء عليها السلام: (الأمر بالمعروف مصلحة للعامة)، إذ أي أمر بالمعروف يمكن أن يكون مصلحة للعامة بمعناها الشامل إذا لم يكن للقائم به جهاز ذو قدرة وسطوة يقوم بذلك عن طريق الأجهزة المدنية والأمنية، ويكون ولاؤه للوطن لا للحزب، وللمواطن لا للقومية والطائفة، ولحب الجميع لا لحب يتأثر بلون أو جغرافية أو لغة أو عرق أو ما شابه ذلك من اعتبارات ضيقة تجانب التعددية الذائبة في بوتقة الوطن الواحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء -الكاظميه المقدسه
2011-08-07
الاخ صاحب المقال المحترم لماذا لاترسلوا هذه المقالات القيمه الى المسؤلين عبر الايميل ولجنة العلاقات العامه في مجلس النواب الى كثير من الناس انتم اصحاب المقالات تشعرون بنا وتكتبون بكل ما بداخلنا والله انتم ونعم الكتاب بارك الله فيكم وبموقع براثا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك