المقالات

علاوي والمالكي ولعبة مجلس السياسات من جديد


صبيح الناصري

علاوي والمالكي خصمان لدودان بامتيازوصراع الانتخابات السابقة بينهما لم تتوقف نيرانه بعد . علاوي يضغط الان من اجل منحه منصب رئاسة المجلس الاعل للسياسات الوطني الذي لن تسمح دولة القانون بتمريره وإقراره في البرلمان قبل ان يتحول الى مؤسسة من دون صلاحيات فإقراره بصلاحيات كاملة سيعني ظهور حكومة براسين في البلاد مما سيعني الفوضى والخلافات والتقاطعات الحادة التي ستضعف الحكومة وستؤدي الى ظهور ازمات جديدة . لقد حصل علاوي على هذا المنصب كارضاء عن تنازله عن منصب رئيس الوزراء الذي كان صعبا عليه بسبب ارتباطاته البعثية وبالسعودية صاحبة التمويل لحملته والتي كانت تعني لخصومه السياسيين مشروعا مضادا للاحزاب الاسلامية في العراق والتي لم تكن مستعدة لمنحه اصواتها لكي يشكل بها الحكومة التي كانت ستعني منح الغطاء الشرعي للمشروع السعودي بالاستمرار في العراق ,لكنه لم يدخل في تفاصيله بعد ان تحول اليوم الى مادة مثيرة للجدل فليس في العراق اليوم سياسات عليا ,بل هي سياسات حزبية واجندات ضيقة تعكس اراءا حزبية فقط وليست اراء وطنية يتم الاجماع عليها فازمة صغيرة مثل بناء ميناء مبارك فشلت الحكومة في الخروج براي موحد تجاهها وتخاصمت الكتل والاحزاب بين مدافع ومبرر للمشروع الكويتي ومقللا من اضراره على العراق وبين مشكك ومحذر من مخاطر هذا المشروع وأثاره التدميرية السلبية وبالنتيجة تم الخروج بموقف هزيل وضعيف اغرى الكويتيين بالتشبث بمطالبهم والإصرار على ابقاء الميناء في موقعه الحالي . مجلس سياسات علاوي الجديد ومماطلات دولة القانون ستدخل البلاد في أزمة مستمرة فصولها من دون توقف وسنجد انفسنا مدعوين لمشاهدات مسرحية لنواب من الكتلتين يتسابقون في اطلاق التصريحات المشككة والمخونة لنوايا الطرف الثاني وبالتالي بقاء الازمة على حالها مدة اطول وربما ستنتهي الدورة البرلمانية من دون ان نشاهد علاوي جالسا في كرسي منصب مجلس السياسات الوطنية ومن دون الفوج المخصص لحمايته والمائة مستشار الذين يحلم بهم .حيث سيستقتل المالكي من اجل ان لا يحصل علاوي على مايتمناه ويريده وما حصل في بيت الطالباني مؤخرا كان مناورة ذكية من المالكي لكي لا يبدو الطرف المعرقل للقضية ,خصوصا وانه وافق على احالة القانون لمجلس النواب من اجل اقراره مما سيعني انه سياخذ وقتا طويلا ولن يقره احد ,خصوصا وان نواب دولة القانون مع نواب من قوائم اخرى سيعطلون اقراره او يحولونه الى مجلس شكلي . منظر علاوي والمالكي وهم يخفيان الخناجر تحت الثياب منظر مؤلم ودام عن عراق يديره سياسيون انانيون لا يحفلون بمعاناة ابنائه او يبذلون الجهود لتحقيق احلامهم المشروعة في سكن وخدمات ووظائف تنهي فقرهم المزمن وتريحهم من اعباء عقود طويلة من المعاناة تجثم على صدورهم وتحيل ليليهم الى كوابيس . في تاريخ العراق العديد من الصور الجيدة عن رؤساء حكومات يوافقون على ان يصبحوا وزراء في حكومات اخرى مثلما كان يفعل نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني ومحسن السعدون وجعفر العسكري وسواهم فلماذا لا يقنع السياسيون العظام عندمنا بان خدمة العراق لا تكون في الزعامة بل في تولي المناصب والجلوس في المواقع التي تخدم ابنائه من دون ترفع او غرور او بحث عن أمجاد زائفة تزول سريعا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك