المقالات

(( ليس الشجاعة في العراق اليوم نقد الدولة والسعي للاطاحة بها بل الشجاعة المحافظة عليها))

930 23:03:00 2011-08-02

حميدالشاكر

كما في معادلة الحرب التي تؤسس لقاعدة ( ليس من الصعب التخطيط والانتصار في اي حرب لكن الاصعب هو المحافظة على الانتصاروالاستمرار في جني ثماره ) كذالك معادلتنا السياسية العراقية التي تغيرت بفضل دماء شهداء العراق وثقيل تضحياتهم المستمرة ، واصرارهم على رفض الظلم ، والتطلع والتخطيط للاطاحة بحكم البعث والانتصار عليه فيما مضى ، اصبح اليوم العراق في معادلة مختلفة واخرى تمامافي كل مفاهيمهاالانسانية والسياسية التي تربط بين مفهوم المواطن والمجتمع وسيرورة النضال وتحقيق الاهداف بينهما وبين الحكم والدولة وكيفية التعامل معها والانتقال بهذا التعامل من الندية والمناهضة الى الاحتواء والدفاع والانسجام والموائمة !!.

في السابق كانت البطولة والشجاعةوالبسالة والشرف منحصرةفي كيفية التصدى لطاغوت البعث وزمرة الصداميين القتلة الذين حولوا الدولة والحكم لمقصلة قمع وذبح للعراقيين كلهم بلا رحمة ، والتخطيط للوصول الى كيفية ازالة دولة الظلم والباطل والانتصار عليها !!.لكن اليوم وبعد الانتصار على طاغوت البعث وشراذم قتلته المجرمين لايمكن لاي عراقي ان يفتخر بانه معارض للدولة والحكم القائم والمنجز الكبير ،لالسبب معقد الا لان الدولة نفسها تحولت من دولة العصابة والجريمة الى دولة وحكم الشعب والانتخاب والمواطنة !!.

بمعنىاخر انه لماذالايمكننا ان نطلق صفت البطولةوالشجاعةعلى كل من يناهض الدولةفي العراق ويخطط للانقلاب على الحكم فيها وازالتها من الوجود اليوم ؟.

بينما نجد العكس النوعي هو الذي اصبح عنوانا للبطولة والشجاعة والبسالة والنضال الحقيقي عندمايتحول الفرد العراقي الى مشروع مناضل من اجل الحفاظ على الدولة في العراق ، والتضحية من اجل استمرار حكمها الشعبي الديمقراطي المنتخب بل ، ونرى ان كل مناهض اليوم ، ومخطط للاطاحة بالدولة والحكم في العراق اليوم انما هو نسخة مكررة من مجرمي الصداميين القتلة وعملاء ماجورين لهذه الجهة او تلك من الحهات التي رأت في التغيير بالعراق انه تغيير لايصب في صالح اجندتها السياسية الكارهة لكل ماهو جيد للعراق وشعبه ؟!!.

طبعا الجواب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وهو ان دولة الاستبداد والظلم والعصابة هي بطبيعتهالاتمثل الشعب ولم تكن هي اصلا منتج من منتجات ارادة الشعب وقاعدته الجماهيرية العريضة لتكتسب شرعية وجودها واستمرارها في هذه الحياةولهذا يكن التخطيط والسعي لأزالة هذاالنموذج العصبوي من الحكم وازالة هذه الهرمية من هكذا دول قائمة على النهب والاجرام واجب على كل حرٍّ وشريف ومناضل شجاع وثوري ...الخ وهب روحه ونفسه من اجل كرامة امته وجمهوره ، ومن هنا كانت معادلة معارضة الحكم والدولة تحمل عنوان البطولة والشرف والاباء !!.

أما اذا تحولت الدولة بعد الاطاحة بنظام الظلم ودولة الجور والطغيان ، وتحول الحكم من حكم العصابة المستبدة الى حكم ينبثق من شرعية الانتخاب الجماهير وكانت الامة هي من يصنع ادوات الحكم وهي من تبني دستور الدولة وكل هرمياتها ، عندئذ تتحول بطبيعة الحال مفاهيم العمل السياسي والانساني تلقائيا مع هذا التغيير لتصبح المعادلة مغايرة لمعادلة المعارضة انذاك ، ولتصبح من ثم ليس المعارضة للحكم والدولة هي البطولة والشرف والاباء ، بل المحافظة على الحكم ودولة الشعب واستمرار منجزها السياسي هي معايير البطولة والتضحية والشرف الوطني الكبير !!.

نعم هناالدفاع عن الدولةوالحكم والمنجزالسياسي لايأخذشكل الدفاع عن الطاغوت والظلم الذي ربمامثلته الدولةوالحكم فيهالحقب متطاولة على الشعوب المستضعفة وانما يأخذ الدفاع عن الحكم والدولة في هذا الحيز شكل الدفاع عن ارادة الامة وانتخابها وعصارة تضحياتها التاريخية التي اخيرا وصلت الى دولة المستضعفين والمظلومين والمحرومين وانتجت حكومتهم المنتخبةوبهذاالمعنى ينبري الشجعان والمناضلون والشرفاء .... بالدفاع عن نظام وحكم ودولة الشعب امام اي هجمة استكبارية اوطاغوتية اواستعمارية تحاول زعزعة استقرارهذه الدولة وهذا الحكم الشرعي ، الذي يحمل امال وشرعية وتطلعات امة كاملة من هذا الشعب او ذاك !!.بل ربما يُطلب من الشجعان والشرفاء والمناضلين اكثر من ذالك عندما يُطلب منهم ان يكونوا هم المسؤولون المباشرون ليس فقط بالدفاع عن حكم ودولة الشعب وانتخابه امام اي هجمة دكتاتورية او استعمارية تحاول الاطاحة بالدولة او اثارة الفتن داخل مجتمع الحكم المنتخب ، بل واكثر من ذالك هو ان يشعر هؤلاء المناضلون والشجعان انفسهم انهم ينبغي ان يحافظوا ويقودوا هذه الدولة وهذا الحكم الى برّ الامان والوصول بهذا المنجز الشعبي والجماهيري الى غاية جني ثماره الكبيرة التي حتما ستهبط على جمهورهم وامتهم في نهاية المطاف واخر مشروع المحافظة على النصر واستمراره !!.

أما من يصاب امام هذه المعادلة التي تغير موقع النضال والمناضلين والشجاعة والشجعان من دورالمعارض للحكم الى دور المناصر والمدافع عن الحكم والدولة حسب ماقدمناه من معطيات ، بحول سياسي وفكري ويعتقد لجهل او سذاجة او قصور في الادراك اولسيطرةصنمية النمطية التقليديةعليه ليعتقد دوما ان البطولة لايمكن ان يكون لها عنوان الا اذا كانت في اطار مناهضة الحكم والدولة من اجل المعارضة لاغير وبلا اي فكر ووعي وادراك وتمييز في عملية اختلاف المفاهيم فمثل هذا المسكين عندماينخرط في لعبة هو لايدرك ابعادها ليناهض دولة الشعب وحكومة الامة انما يقع عليه عنوان السفيه اكثر من وقوع اي عنوان اخر عليه والا اي بطولة في مناهضة حكم شعبي ديمقراطي هو ودستوره يسمح بنقد الحكم ويطالب المجتمع هو نفسه بمراقبة الدولة وتوجيه الاصابة لعملها هنا وهناك ؟!.

واي نضال بحياكة مؤامرات ومطالبة بزوال دولة وحكم هو في الاساس حكم اخذ شرعيته من الامة ، وصنع بايد الشعب فكيف ؟، ولماذا يناهض اي فرد مثل هذه الدولة وهذا الحكم ؟.ثم الا يعني هذا المناهض ، لمثل هكذا تجارب حكومات ودول انه في الاصل وفي الاساس يناهض ، ويحاول اسقاط تجربة الامة والشعب وارادتهما قبل ان يحاول اسقاط مؤسسة تسمى الدولة ؟!.فاي نضال واي شجاعة اذا لم تكن خيانه لارادة الامة ، هذه التي ترى الانسياق والسعي لاسقاط ارادة ودولة وحكم شعب على اساس انها الشجاعة والنضال وطلب الحرية والعدالة !!؟.

اخيراعلى من يحاول اصطيادالبسطاء من شعبنا العراقي ليوهمهم باسماء النضال والجهاد وطلب التغيير ومحاولة اسقاط حكم الشعب العراقي ودولته ، ان يعلم ان مثل هذه الاجندة السياسية ، للاطاحة بارادة الشعب العراقي ، الذي غير واسُتفتي وانتخب حكومته واشاد دولته في العراق اليوم على انقاض دولة العصابة والظلم الصدامي لايمكن لاي معتوه او مغرض ان يزيف حقائق وجوده اليوم ليلعب على سذاجة بعض البسطاء والمعتوهين ، ليقود بهم حملة اسقاط الحكم والدولة تحت مسمى المطالبة بالاصلاح او التغيير والنضال والشجاعة ، فالشجاعة والنضال الحقيقي اليوم هي في الدفاع عن ارادة الشعب العراقي وانتخابه امام هذه الهجمة الشرسة من الارهاب ودول الدكتاتوريات العربية التي تحاول اسقاط عراق العراقيين باي ثمن !!._______________________-

مدونتي http://7araa.blogspot.com/مراسلتي alshakerr@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الملا
2011-08-03
من الثوابت المعروفة أن النظام الدكتاتوري أفضل من اللانظام . واليوم نحن نعيش في ظل لانظام على أقل التقادير إن لم نكن قد أبدلنا حزب البعث بحزب الدعوة والأمور على حالها إن لم تكن أسوأ وكما يقول المثل ( بدلنه عليوي بعلاوي ) فاليوم كالأمس والنضال هو النضال .
العراق
2011-08-03
الحكومة بحاجة الى تنبيه وليس اطاحة امور كثيرة الحكومة لا تعمل ازاءها شيء او تعمل لها ولكن ليس الحلول لها في الحكومة وزراء مخربين فكيف تقف معه الفساد مستشري في السلطات العليا والحكومة لا تأخذ موقف منه نريد عراق امن عراق مرفه شعب مرتاح لا واسطة ولا حزبية ولا محسوبية تمشي بالشوارع وسيارات المسؤولين والحماية والزجاج الاسود المظلل كل مسؤول وحمايته الان في ظل الحر في الصيف الم يتحرك ضمير الحكومة على حل ازمة الكهرباء مثل الصومال وجيبوتي وارتيريا والسودان وعاد ازلام المقبور الى السلطة والى الاجهزة الامن
كريم سامي
2011-08-03
الدعوة لهدم الدولة مرفوضة. لكن الانتقاد البناء مطلوب. يجب انتقاد الدولة والحكومة والسلطات بمختلف انواعها والاحزاب واي مسؤول فيها لكثرة الفساد والمشاكل والتي ان لم نتحرك ونتكلم ونتظاهر ضدها فسيزداد وضع العراق سؤاً. النقد البناء يساعد في تقويم الدولة لاهدمها.
زيـــد مغير
2011-08-03
أستاذ حميد , بديع أنت دائما ً ومقال يستحق أن نقول لقد عبرت عن ما يجول في خاطر كل من يريد الخير للوطن , حقا ً إن ما يجري في العراق هو صراع بين مجموعتين الأولى تريد الخير وبناء عراق قوي علمي وطني والمجموعة الثانية التي كما في البيت الشعري ( متى يكمل البنيان يوما ً تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم ) المجموعة الثانية تريد هدم البناء الصحيح لأن مازالت فيهم نتانة البعث النتن بالنفاق وزرع الفتن والأرتماء بأحضان جاهلية السعودية والعروبة الزائفة والوطنية الفارغة , وفقك الله أخي حميد بحق محمد وآل محمد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك