المقالات

جمهورية الارامل والايتام /


حافظ آل بشارة

يتصدر ملف شبكة الحماية الاجتماعية الاخبار حاليا بسبب دخول لجنة النزاهة النيابية على الخط ، اللجنة كشفت ملفات فساد في الشبكة يشيب لها رأس الوليد ، اعداد غفيرة من الاسماء الوهمية يتقاضون رواتب من الشبكة وهم رجال اشداء بكامل عافيتهم يفتلون شواربهم بفخر واعتزاز ، النزاهة طالبت الدوائر الامنية باسماء المزورين لكنها رفضت فاثارت برفضها غمزا ولمزا ، وصل عدد الارامل في العراق الى اكثر من 3 ملايين ارملة ، اما الايتام فعددهم 5 ملايين وسبعمئة الف حسب احصائية منظمة اليونيسيف ، المجموع اكثر من 8 ملايين اي بعدد سكان الامارات العربية وضعف سكان الكويت ، تقول منظمات دولية مختصة انه العدد الاكبر عالميا ، الرواتب التي تصل الى الارامل والايتام قليلة ومتعثرة ، ارامل العراق حالة نموذجية لتصدي المرأة المستضعفة لشؤون الاسرة تربية وتمويلا ، وهي تعجز عن انجاز مهمتها بسبب الفقر ، فتصاب هي واطفالها الايتام بالاحباط والشعور بالاهانة والظلم ، في مثل هذه الاجواء يمكن ان تتحول هذه المشاعر الى رغبة في التمرد والانتقام ، وعندما تتراكم تنتج نموذجا جاهزا لارتكاب الجرائم وحب الانتقام واثبات الذات باستخدام العنف ، فالضحية يعد المجتمع كله عدوا ومشاركا في مظلوميته ، وفوق ذلك يتعرض البلد الى انفتاح ثقافي واعلامي غير منظم على العالم عبر الفضائيات والانترنيت ، الشارع العراقي انقلب منذ زمن فتحول من متأثر بالانفتاح الثقافي الى مؤثر داخليا في الشرائح التي مازالت محافظة ، الآباء والامهات يعانون من صعوبة السيطرة على ابناءهم وغالبا مايواجهون تمردا شبابيا ضد نصائح الابوين ، فكيف اذا كان الشباب ايتاما ويشعرون بالعوز سيكونون خطرا جادا على الاسرة والمجتمع ، لا يشعرون بالولاء لوطن اصبح عندهم رمزا للحرمان والظلم والفساد وفقدان الثقة ، نشكو من عبور الارهابيين الى بلدنا من الخارج ، وبفضل فشل وضعف ادارتنا لهذه الازمة سنكون بلدا مصدرا للارهاب في الـ 15 سنة المقبلة حسب تقدير المنظمات المعنية ، لم تواجه الدولة مشكلة الارامل والايتام بحلول تتناسب مع حجمها ، يفترض تشكيل هيئة وطنية لرعاية الارامل والايتام واعادة تشكيل البنية الادارية للشبكة وانقاذها من التزوير والفساد ، ثم زيادة رواتب المشمولين بالقدر الذي يكفي لعيش الاسرة بالحد الادنى ، هذا الحشد من المستحقين (8 ملايين) يعد طاقة بشرية هائلة فالايتام يجب ان يحصلوا على تاهيل ورعاية خاصة في مدارس البلد ، اما الارامل فيمكن ان يعملن في مشاريع انتاجية للاكتفاء الذاتي ممولة من الدولة بدون قطع مخصصاتهن ، ويمكن الاستفادة من خبرات الدول الاخرى التي واجهت حالة مماثلة ، اوضاع شبكة الحماية الاجتماعية الراهنة تدل على ظلم واضح وان لم تخف الحكومة على شعبها فلتخف على مناصبها فالملك يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك