المقالات

جمهورية الارامل والايتام /

645 10:42:00 2011-07-30

حافظ آل بشارة

يتصدر ملف شبكة الحماية الاجتماعية الاخبار حاليا بسبب دخول لجنة النزاهة النيابية على الخط ، اللجنة كشفت ملفات فساد في الشبكة يشيب لها رأس الوليد ، اعداد غفيرة من الاسماء الوهمية يتقاضون رواتب من الشبكة وهم رجال اشداء بكامل عافيتهم يفتلون شواربهم بفخر واعتزاز ، النزاهة طالبت الدوائر الامنية باسماء المزورين لكنها رفضت فاثارت برفضها غمزا ولمزا ، وصل عدد الارامل في العراق الى اكثر من 3 ملايين ارملة ، اما الايتام فعددهم 5 ملايين وسبعمئة الف حسب احصائية منظمة اليونيسيف ، المجموع اكثر من 8 ملايين اي بعدد سكان الامارات العربية وضعف سكان الكويت ، تقول منظمات دولية مختصة انه العدد الاكبر عالميا ، الرواتب التي تصل الى الارامل والايتام قليلة ومتعثرة ، ارامل العراق حالة نموذجية لتصدي المرأة المستضعفة لشؤون الاسرة تربية وتمويلا ، وهي تعجز عن انجاز مهمتها بسبب الفقر ، فتصاب هي واطفالها الايتام بالاحباط والشعور بالاهانة والظلم ، في مثل هذه الاجواء يمكن ان تتحول هذه المشاعر الى رغبة في التمرد والانتقام ، وعندما تتراكم تنتج نموذجا جاهزا لارتكاب الجرائم وحب الانتقام واثبات الذات باستخدام العنف ، فالضحية يعد المجتمع كله عدوا ومشاركا في مظلوميته ، وفوق ذلك يتعرض البلد الى انفتاح ثقافي واعلامي غير منظم على العالم عبر الفضائيات والانترنيت ، الشارع العراقي انقلب منذ زمن فتحول من متأثر بالانفتاح الثقافي الى مؤثر داخليا في الشرائح التي مازالت محافظة ، الآباء والامهات يعانون من صعوبة السيطرة على ابناءهم وغالبا مايواجهون تمردا شبابيا ضد نصائح الابوين ، فكيف اذا كان الشباب ايتاما ويشعرون بالعوز سيكونون خطرا جادا على الاسرة والمجتمع ، لا يشعرون بالولاء لوطن اصبح عندهم رمزا للحرمان والظلم والفساد وفقدان الثقة ، نشكو من عبور الارهابيين الى بلدنا من الخارج ، وبفضل فشل وضعف ادارتنا لهذه الازمة سنكون بلدا مصدرا للارهاب في الـ 15 سنة المقبلة حسب تقدير المنظمات المعنية ، لم تواجه الدولة مشكلة الارامل والايتام بحلول تتناسب مع حجمها ، يفترض تشكيل هيئة وطنية لرعاية الارامل والايتام واعادة تشكيل البنية الادارية للشبكة وانقاذها من التزوير والفساد ، ثم زيادة رواتب المشمولين بالقدر الذي يكفي لعيش الاسرة بالحد الادنى ، هذا الحشد من المستحقين (8 ملايين) يعد طاقة بشرية هائلة فالايتام يجب ان يحصلوا على تاهيل ورعاية خاصة في مدارس البلد ، اما الارامل فيمكن ان يعملن في مشاريع انتاجية للاكتفاء الذاتي ممولة من الدولة بدون قطع مخصصاتهن ، ويمكن الاستفادة من خبرات الدول الاخرى التي واجهت حالة مماثلة ، اوضاع شبكة الحماية الاجتماعية الراهنة تدل على ظلم واضح وان لم تخف الحكومة على شعبها فلتخف على مناصبها فالملك يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك