المقالات

لا تسّيسوه.. ولا تحاصصوه


حميد الموسوي

با ستثناء النظم التسلطية الدكتاتورية التي تكون فيها السلطة القضائية عسكرية تصدر احكاما عرفية جائرة باوامر مزاجية من السلطان اوتحت ضغوطات حاشيته وتاثير زبانيته المتنفذين ، احكام بطبيعة الحال غير خاضعة للتمييز ولا مستندة الى تشريع ، وهذا حال معظم دول العالم الثالث وفي مقدمتها الدول العربية ، باستثناء هذه السلطات الوراثية او الانقلابية فان السلطة القضائية مستقلة استقلالا تاما في الدول المتقدمة وحتى غير المتقدمة التي تبنت المشروع الوطني الديمقراطي لمنهج الحكم تشريعا وتنفيذا .استقلالية القضاء في هذه الانظمة وصلت الى وضع رؤساء دول ووزراء ومسؤولين كبار في قفص الاتهام وصدرت بحقهم احكام تناسبت مع التهم التي وجهت اليهم واثبتتها الادلة والشهود ، والامثلة كثيرة وليس اولها الرئيس كلنتون الامريكي وبلير البريطاني واولمرت الاسرائيلي ولا اخرها الفرنسي دومنيك ستروس مدير عام صندوق النقد الدولي .لم تتدخل السلطة التشريعية برلمانا او مجالس شيوخ ولا السلطة التنفيذية ولا مؤسسات مجتمع مدني ، مع ان جرائمهم لم تتجاوز التحرش الجنسي او استغلال النفوذ في سفرة اومشروع شخصي بسيط .لم تكن جرائم ابادة جماعية اوضد الانسانية اونهب المال العام او تدمير الاقتصاد اوتخريب العمران والمشاريع .القضاء العراقي بعد عملية التغيير صار من النوع الثاني ، سلطة مستقلة، لكن هذه الاستقلالية لم تكن كافية بما يتناسب وطبيعة المرحلة وتداعيات سقوط سلطة مستبدة والتحول المفاجئ الى ديمقراطية دول عمرها مئات السنين ، فضلا عن استهداف العراق وتجربته الديمقراطية من قبل قوى الارهاب والمجاميع المسلحة المدعومة اقليميا ودوليا ، الامر الذي يستدعي المزيد من الدعم للقضاة وتوفير الحماية اللازمة لهم بعد اختيار الكفوئين النزيهين منهم وتحصينهم ضد الرشوة وضد التاثيرات الحزبية المتنفذة .مالا حظناه خلال السنوات الثماني المنصرمة من عمر التغيير : تعرض الكثير من القضاة للاغتيال والتهجير والتهديد والضغوط ، وعدم تنفيذ الاحكام الصادرة بحق الارهابين والمجرمين وتهريب معظمهم من السجون ، وتعالي الصيحات من هذا الجانب اوتلك الكتلة حال صدور حكم ادانة ، بل وصل الامر الى التهديد المعلن وعبر وسائل الاعلام المؤججة والمهولة مرئيها ومكتوبها ومسموعها - باللجوء الى العمل المسلح في حال تنفيذ حكم اعدام بحق بعض المدانيين .ومن الطبيعي ان مامر ذكره من امور اضرت بالقضاء العراقي وافقدته بعضا من هيبته .كان المفروض بالجهات التي لها راي بصدد احكام صدرت بحق اشخاص تشفع لهم خدماتهم للعراق ان يعرضوا ذلك على الجهات المسؤولة عن تنفيذ الاحكام ويقدموا موجبات شفاعتهم بعيدا عن الاعلام وعن اساليب التهديد فان ذلك ادعى لتخفيف الاحكام واحفظ لهيبة القضاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك