المقالات

رياح للتغيير...او طريقه للتعبير


الدكتور يوسف السعيدي

رياح للتغيير...او طريقه للتعبير---------------------------------------باتت رياح التغيير أقوى من كل السدود وأعلى من كل أشجار البلوط وأسوار دمشق ..... فهل آذن حزب البعث بالرحيل أم تتحول سوريا إلى يمن وليبيا جديدة على ضوء ما يقال عن تجذر حزب البعث في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية السورية مما يجعل أمر إقصائه مشروعا باهظ التكلفة ؟...........المثير للإهتمام أنك قديما أو فلنقل قبل شهور وسنوات كان المواطن السوري (وعلى طريقة فيصل القاسمي في برنامج الإتجاه المعاكس) إذا إلتقيت به مصادفة دون ميعاد يشغلك بصوته الجهوري ويتحدث إليك بحماس وإسترسال وطلاقة يحسد عليها عن مشاكل السودان وجلد النساء وإنفصال الجنوب ويخوض في كل شيء من الخليج إلى المحيط ما عدا في أوضاع بلاده السياسية وحزب البعث؛ فإنك إن تطرقت معه للحديث عن السياسة في بلاده سرعان ما " يقطع ماء ويفصل كهرباء " فيتملكه الهلع ويحمر وجهه وتزوغ عيناه ويخيم عليه الشرود . وينظر إليك بعيون الشك والريبة قبل أن يسارع بتوديعك باي باي ويختفي كأنه فص ملح وداب.ووفقا لذلك فإن حالة أن يخرج السوري الآن وبهذه الطريقة إلى الشارع ويهتف فوق ذلك بسقوط النظام ، فلاشك أن الخطب جلل ، وأن السيل قد بلغ الزبى والتغيير لا محالة قادم ... وأن سوريا اليوم لم تعد سوريا الأمس بأية حال من الأحوال ...............أمر سوريا البعث لا يهمها وحدها. فهناك العديد ممن يرتبط بالنظام السياسي القائم . وسيغرق مع البعث إن هو غرق أو على أفضل الأحوال سيصاب بالتكلس وتتقلص أطرافه ويصاب جسده بالروماتيزم الحاد ......في الجانب الإقتصادي لا يبدو السوري معتلا .. ولكن معظم مقولات المحتجين تتمحور في المطالبة بالحريات العامة وإستعادة عامة الشعب لكرامته وعزته والقضاء على الفساد الذي يحد كثيرا من قدرات هذا الشعب النشيط المثابر المبدع على المضي قدما نحو أوضاع إقتصادية أفضل................في غياب الحريات يشكو المعارضون في سوريا من ظلم وأتاوات وتعـديات عناصر الأمن والشرطة . ويشتكون كذلك من إنفراد قيادات حزب البعث بكعكة الثروة المتمثلة في الإستحواذ على مساحات شاسعة من الرقعة الزراعية الخصبة وإحتكار الصناعات والسياحة وتجارة الإستيراد والتصدير............الموقف الآن يبدو بعيدا جدا عن أية حوار سياسي خاصة وأن الثورة لم تتبلور بعد عن جهات حزبية منهجية تتحدث بإسمها سوى ظهور ملحوظ للإسلاميين وطلاب الجامعات .وفي ظل الوضع الحالي فقد سارعت السلطات السورية إلى فرض حصار عسكري على العديد من المحافظات جنوب سوريا خاصة تلك المتاخمة للجولان ولبنان بهدف عزلها عن بعضها البعض وقطع الطرق الرئيسية التي تربطها بدمشق ..... وحيث يبقى الدروز في جنوب سوريا الذين يبلغ تعدادهم ثلاثة أرباع المليون تقريبا ... يبقى هؤلاء الأكثر توجها للثورة والإنفصال لإنشاء دولتهم الخاصة بهم.....الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك