المقالات

تشريعات على طاولة (دبش) /


حافظ آل بشارة

كل شيء في هذا البلد يبدو مضحكا ، حالات النمو الديمقراطي ساذجة ومرتبكة ، مجتمع عشائري يريد ان يلبس معطف الديمقراطية وهي مضمون ثقافي راسخ قبل ان تكون منظومة سياسية ، مشروع قانون حماية الصحفيين نموذج دائم لهذه الغرائب ، نقابة الصحفيين ترعى القانون ورئاسة الوزراء تجري عليه تعديلات ورئاسة الجمهورية تذيله بتوقيعها الموقر ومجلس النواب يعد بالقراءة الاولى ، كل هذه التطورات يمكن احتمالها والقول بأن هذا القانون سيولد وافيا كافيا جامعا مانعا ، ولكن هناك خبر منفرد حول الموضوع وبصراحة لا يمكن تحمله ، فقد تبرعت مشكورة احدى لجان مجلس النواب بالقول ان مشروع قانون حماية الصحفيين غير دستوري وانه يميز الصحفي عن بقية المواطنين بلا مبرر !! ولا يملك المرء أمام منطق كهذا الا ان يسترجع ويحوقل ويشكر الله الذي لايشكر على مكروه سواه ، كنا نتهم النظام البائد بأنه وراء كل المآسي التي نمر بها ، ولكن هذه اللجنة غير البائدة تتعامل بمنطق غريب ، الصحفي يحتاج الحماية ليس لانه مدلل بل لانه عرضة للاعتداء والظلم ، فهو قوة رقابية فوق كل المواقع السياسية والادارية وهو حلقة الوصل بين السلطة والناس وهو صانع الرأي العام ، ومن الطبيعي ان يتعرض الى غضب الحاكمين والمحكومين ، وهؤلاء الذين يعتبرون حماية الصحفي امتيازا غير مبرر لا يفهمون من هو الصحفي وما هو دوره وما هو الخطر الذي يتهدده ومن المؤسف ان يكون بعض المشرعين في هذا الدرك المذهل من الجهل ، الغريب ان هذه اللجنة لا تستغرب من شمول النائب والوزير وكبار موظفي الدولة بقانون الحصانة القضائية والحماية القانونية الجسدية والمعنوية خلال وجودهم في مناصبهم ، وتستغرب من توفير الحماية للصحفي مع ان دوره لا يقل اهمية عن دور النائب والوزير خاصة وان واجباتهما محدودة بمدة وظيفية اما دور الصحفي فلا يتوقف حتى الموت ، انها مهنة اصيلة التكوين في شخصية صاحبها وليست حالة مضافة يمكن ان تستلب او تفنى او تستحدث ، يعطون الحصانة للمؤقت ويسلبونها من الدائم ، هذا النوع من النواب هم في واد وشعبهم في واد آخر ، اقوالهم الصادمة جاءت في وقت يريد بعض الصحفيين ان يقترح على الجهات المشرعة توسيع مفهوم حماية الصحفي لتشمل حمايتة من البطالة والفقر والتشرد وتقديم ضمانات معيشية ، اذا افتقر الصحفي كاد فقره ان يكون كفرا واصبح الدين لعقا على لسانه ، وعندما يطيح حظ اي بلد تجد ثروته في ايدي اللصوص ويجوع فيه الاعلاميون والمفكرون واصحاب القلم فيقعون فرائس في ايدي الاجانب فيمولونهم ويجعلونهم دعاة لمشاريع التخريب ، اذا كانت اللجنة البرلمانية لا تميز بين الصحفي وغيره وتعتبر قانون حمايته امتيازا غير مبرر فابشروا ايها الصحفيون بكل انواع الحقوق المادية والمعنوية من (دبش) ، البعض يتصور ان دبش شخصية خيالية ترمز الى الحرمان والاستحالة ، لكنه اصبح اليوم عضوا افتراضيا في مجلس النواب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك