المقالات

استراتيجية محو الامية وتعليم الكبار


صلاح حسن التميمي /نائب نقيب المعلمين العراقيين

من المسلم به أن أي استراتيجية لتعليم الكبار،تعدعلامة طريق هامة على درب التقدم الثقافي. والعراق الذي عانى في العقود الثلاثة الاخيرة من تأريخه المعاصر،من الحروب والويلات والاضطهاد،مما خلف جحافلا من الاميين ،سواءا الامية الابجدية او الامية الحضارية(استخدام الحاسوب والتكنولوجية الحديثة) وخاصة بين صفوف النساء اللواتي هن الركيزة الاساسية في المجتمع،لأعداد الجيل اعدادا صالحا وصحيحا .،فهو اذن بحاجة ماسة الى استراتيجية لمحو الامية باسلوب المواجهة الشاملة، تتكامل مع استراتيجية تعليم الكبار في اطار التعليم المستمر لللحاق بمتطلبات العصر بما يشهده من تفجر معرفي وثورات تكنولوجية ،وهذا من شأنه أن يساعد البلد في نضاله ضد التخلف والتجزئة ومكافحة الارهاب والارتقاء به الى مصاف الامم المتقدمة . واذا لم يحدث تحرك عاجل وصادق وبناء من قبل جميع الاطراف المختلفة في الدولة والمجتمع ،نحو تبني استراتيجية لتعليم الكبار في اطار فلسفة التعليم المستمر مدى الحياة ، فان المجتمع العراقي سيواجه الجمود والتخلف وراء قافلة الحضارة الحديثة والتقدم البشري ،بل ولسوف ينفصل عن حضارته وتراثه العربي الاصيل الضارب بجذوره في عمق التاريخ ....ان حل مشاكل محو الامية‎ - الابجدية والحضارية - المعقدة يرتكز الى مطلبين: الاول،مواجهة شاملة لحل تلك المشاكل .والثاني جهد متوازن بين جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة من مؤسسات المجتمع المدني ونقابات واتحادات.....من أجل القضاء على هذا الكابوس البغيض . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:كيف يمكن تصميم وادارة وتنفيذ برنامج شامل ناجح؟وان الاجابة على مثل هذا السؤال العريض يكمن في تنفيذ الاسس والمبادئ التالية : 1 - التخطيط الشامل الدقيق : وهذا يستدعي دمج مشاريع مواجهة الامية في خطط التنمية الوطنية ، وذلك بتحديد الاولويات وتبني أنجح الطرائق والوسائل وأقلها كلفة وجهدا وأكثرها فعالية لتحقيق الاهداف المعلنة . 2 - الادارة : اذ لابد من توافر ادارة خاصة بمتابعة برامج محو الامية والاشراف عليها،وذلك لانجاحها،ولتتمكن من اداء واجبها في عمليات التعليم والتدريب .... 3- المنهاج : ان الهدف الاسمى لبرامج محو الامية ، هو رفع كفاءة الامي العملية وعليه فان المنهاج الشامل يجب أن يغطي منوعات عديدة من المواضيع التقنية ،والمهنية ،والاجتماعية، والاقتصادية ،والثقافية.....والمهم هو دمج الدروس النظرية بالتدريب العملي ، حتى يتعلم الدارسون كيف يطبقون المعرفة التي يكتسبونها....4 - المواد التعليمية : يجب أن تعكس المادة التعليمية الاهداف المعلنة للمنهاج . كما يجب أن تتنوع وتتدرج في الصعوبة وتتصل حلقاتها بعضها ببعض . حقا ان أهم مايحتاجه الاميون هو تنمية مهارات الاتصال،كالقراءة والكتابة والحساب، لكن المواد التي تلزم أميات الريف مثلا قد لاتلائم أميي الريف، وما يصلح لميكانيكي التراكتورات الزراعية قد لايلائم العاملين في الحقل الاجتماعي . وبمعنى آخر، أن المادة التعليمية قد تتنوع وتختلف باختلاف حاجات الاميين المختلفة .....وعلى ضوء تشريع قانون محو الامية من قبل البرلمان العراقي ، نتمنى على الجهات التنفيذية أخذ ماورد أعلاه بنظر الاعتبار ،ولو كنا نتمنى أن تشرك نقابة المعلمين العراقيين في اعداد وصياغة القانون المشار اليه والدخول كطرف تنفيذي فعال ،لما للمعلم الدور الرئيسي والمهم في انجاح تطبيقه بصفته الركن الاساسي من أركان العملية التربوية ..وان لنا اطار شامل وعريض وتفاصيل مهمة في هذا المجال .وفق الله الجميع لكل مافيه الخير والصلاح والله ولي التوفيق......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-04-06
وفقك الله أستاذنا الفاضل صلاح التميمي , وأقترح أن نبدأ بتغيير الروتين لأن مخلفات النظام العفلقي الجاهلي ما زال معمولا به , نبدأ بجهازي الشرطة والجيش وهي طبقة الشباب الذين حرموا من التعليم بسبب الظروف التي تعمدها الطاغية الأرعن صدام لزراعة الجهل .على أن يتم برنامج الترقية وزيادة راتب من يتعلم ويأخذ الشهادة الأبتدائية وأعلى للمتوسطة وللأعدادية . وأستغرب كيف يقف في نقاط التفتيش من هو أمي ليقرأ هوية أو جواز سفر أو حتى رقم سيارة ؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك