المقالات

تناقضات من العملية السياسية في العراق


عبدالله الجيزاني

منذ ان تسلط البعث الصدامي على رقاب الشعب العراقي،وظهرت المعارضة لممارسات هذا النظام،برزت رموز لهذه لمعارضة، واستمرت الى حد سقوط النظام في عام 2003 لتشكل قطب الرحى في عملية اعادة بناء العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ولايختلف اثنان على دور المجلس الاعلى والحزبين الكرديين سواء في معارضة النظام او في اعادة البناء،حيث ان المجلس الاعلى يستند في عمله السياسي الى المرجعية الدينية،وهو لمن يدقق ليس بحزب بمعنى التحزب المفهوم لدى الناس،اذن هو وريث شرعي لكل المواقف التي اتخذتها المرجعية الدينية ضد البعث ابتداء بمرجعية الامام الحكيم الى مرجعية الامام السيستاني،وهذا الارث الكبير سخره قادة المجلس الاعلى في التصدي للنظام المقبور،وفي عملية اعادة بناء البلد،ويظهر من خلال متابعة مجريات العملية السياسية غياب الروح الحزبية في تعامل المجلس الاعلى مع القوى السياسية التي استغلت غياب هذا الحس في الاستحواذ على المناصب والمواقع الحكومية بدون استحقاق،في حين تخلى المجلس الاعلى عن استحقاقة رغم ان الجميع يجزم ان النتائج التي حصل عليها الائتلاف االوطني في الدورتين الانتخابيتين الاولى والثانية كان معظمها للمجلس الاعلى الذي قاد حملاتها الدعائية بشكل شبه منفرد،والنتيجة ان حصل في كلا الدورتين على وزارتين فعليتين ومنصب نائب رئيس الجمهورية،وحتى في الانتخابات الاخيرة حصل المجلس الاعلى على اكثرية اصوات قائمة الائتلاف الوطني،لكن طبيعة قانون الانتخابات ادت الى ذهاب هذه الاصوات الى الشركاء الاخرين،ورغم هذا لم يحصل المجلس الاعلى على استحقاقه في الحكومة الحالية، بل لم يحصل على اي منصب او موقع حكومي،هذا في حساب الارقام،اما في حساب الثقل السياسي،فمن يستطيع ان ينكر الثقل السياسي للمجلس الاعلى في العملية السياسية،ومتى حلت اي عقدة في هذه العملية دون ان يكون للمجلس الاعلى وقيادتة موقع الصدارة في الحل،منذ انطلقت العملية الى اليوم،ولعل اخر مبادرات الحل هو طرح السيد عمار الحكيم للطاولة المستديرة والتي رفضت اول الامر ممن كان للمجلس الاعلى الدور الاكبر في وجودهم في العملية السياسية،لكنهم عادوا ليجلسوا الى هذه الطاولة عندما دعى اليها الاستاذ مسعود البرزاني،وشارك بها المجلس الاعلى وبفعالية،ولم يقف عند رفضها في بداية الامر ليثبت حقيقة أهدافه وما يريده من العملية السياسية،ان مايجري بحسن او سوء نية من تهميش للمجلس الاعلى،وبكل المقاييس لن يغير من واقع الامر شي،لانه المجلس الاعلى اكبر من كل تهميش او استهداف وهذا مااثبتته التجارب وما محاولات النظام المباد التي استخدم فيها كل الوسائل لغرض النيل من مركزية المجلس الاعلى كقطب رئيسي في صفوف المعارضة،لكنها ارتدت جميعها الى نحر هذا النظام،وماجرى بحق المجلس الاعلى بعد سقوط النظام من استهداف بالدعايات والاشاعات المغرضة،وفقدان قائدة ومؤسسة شهيد المحراب وبعدها عزيز العراق،كل هذه العوامل لوتعرض لبعضها اللذين يسعون لاخفاء دور المجلس لاصبحوا اثر بعد عين،وهؤلاء سيجدوا يوما ان كل اعمالهم التي استهدفت المجلس الاعلى سترد عليهم،لانه دور المجلس الاعلى هو قيادة الامة نحو مصالحها وهذه القيادة لاتنحصر في الحكم،وستعي الامة من يريدها ومن يريد منها اصواتها ليتسلط بها عليها،واما الزبد فيذهب جفاء...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك