المقالات

الشباب صناع الأمل وثورة التغيير


عمار العامري

يبدو أن اختيار الأنبياء من فئة الشباب كان على أساس حكمة ألاهية أريد منهم الطاقة والقابلية والاندفاع نحو تحقيق الشيء ومن تلك النظرة كان الشباب في كل عصر ومصر هم الآلة البشرية التي يراد من خلالها تحقيق مكتسبات الأمة وبعيدا عن طرح كافة التجارب في العالم عن دور الشباب في بناء المجتمع وتأثيرهم في تعزيز مقوماته ننظر إلى الشباب في منطقة الشرق الأوسط خلال ما يزيد على القرن من التاريخ حيث نجد أن الثورات الانتفاضات ما نجحت ألا باندفاع الشباب ودماءهم وما من عروش ملكية وكراسي رئاسية سقطت ألا وكان للشباب الباع الطويل فيها.لا يخفى على أي متتبع للإحداث الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أن يلتفت إلى دم (محمد بو عزيزي) ذلك الشاب التونسي الذي أصبح دمه الشرارة الأولى لمرحلة التغيير داخلا التاريخ بعنفوان الشباب وهمة العمر الذي قضاه من اجل أبناء جلدته حينما عارض ميلشيا النظام التونسي المخلوع من تحقيق مأربهم وهكذا هم الشباب يسطرون أروع الانتفاضات والوقفات بوجه الحكومات التي لم تستطيع أن تثني عزيمتهم لاسيما أمام التقصير الواضح من قبلها مقابل جنيها لثروات الشعوب البائسة والتي اجبرت الشباب على الخروج إلى ميادين التغيير والتحرير والثورة معلنة رفضها للسياسات التعسفية التي تستخدم ضد أبناء الشعوب على مختلف أوجه التعامل فالتاريخ حفظ للأجيال أقبح الممارسات والتعنت الذي مارسه نظام البعث في العراق خلال أربعة عقود مستندا إلى القوى العظمى التي تتعامل مع الأمور حسب ما يلاءم ويخدم مصالحها وعلى نفس النهج حاولت الحكومات المتسلطة في أرجاء الدول العربية أن تخفي حقيقة رفضها من قبل شعوبها فكم من جيل من شباب عانى ويلات بطش وحرب السلطات ضده فمن المعانات الاقتصادية إلى الديكتاتورية السياسية ومنع جميع أوجه التعبير عن الرأي والقبول بفكر وإيديولوجية حزب السلطة إلى الويلات الاجتماعية والنفسية التي تفرض بطرق إرادية ولا إرادية.أن ثورة الشباب تعد من أهم الإحداث التي تؤشر في العقد الواحد والعشرين لما جنته من ثمار حيث تهولا كرسيي حكام تونس والقاهرة وتزلزل كرسيي طرابلس وصنعاء وبدأت النار تلتهم الأخضر واليابس تحت أقدام أرباب دمشق والمنامة وفورة في بغداد وعمان والجزائر وهزات في الكويت ومسقط والشرقية السعودية ومع كل ذلك يشار إلى أن من يدير الأمور ويتصدى لقيادتها هم الشباب رغم الحرب الإعلامية والنفسية التي تواجههم من قبل المؤسسات الإعلامية للسلطات باتهامهم بشتى التهم وكأنما المطالب بالحقوق الظروف الحياتية الكريمة جريمة يعاقب على القانون وأي قانون هذا قانون السلطات التي تنهم بثروات الشعوب وتسيطر بالحديد والنار وتعلن ذلك بكل وقاحة كما يعلن طاغيتي ليبيا واليمن مع أن الجميع يعلم ما يسجل التاريخ بحقهم من جرائم يندى لها الجبين بحق أبناء شعبيهم وضد الآخرين فذاك السيد موسى الصدر الذي أخفاه القذافي لا لسبب ألا انه من ابرز المعارضين للوجود اليهودي على ارض فلسطين وكذلك حروب بن صالح ضد الحوثيين والزيدية تشكل مفترق طرق على انه متسلط بقوة معروفه ضد أبناء البلد الاصلاء فأذن في كل بلد اليوم نجد الشباب هم الماكنه الاندفاعية من اجل تحقيق مكاسب الشعب المشروعة وما يسطره الشباب المنتفض يحتاج إلى وقفة مشرفة لا لاستنكار وإدانة ما يقام ضدهم ولكن بحاجة لنصرتهم ومساندهم واثبات حقهم عبر كافة الوسائل لما يعانوه من ازدواجية في التعامل والتواطؤ الواضحين فنجد أن شباب البحرين أكثر من غيرهم بحاجة لهكذا موقف مساند ومآزر بوجه التدخل الخارجي الطائفي الذي استباح الدماء وهتك الحرم من اجل المحافظة على كيان عقيدة زائفة مارقة فكذا هم الشباب صناع للتغيير ونبراس للأمل والتجديد في حيثيات الأمم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك