المقالات

لماذا المصالحة وقد انكشفت عورات الإرهابيين


عباس المرياني

حماسة ودفاع منقطع النظير للسيد وزير المصالحة الوطنية وهو يزف لنا بشرى انضمام عدد من المجرمين والقتلة إلى مشروع المصالحة الوطنية والانخراط بالعملية السياسية وكأنه يعلن للشعب العراقي انتهاء الأعمال الإرهابية والعبوات اللاصقة والناسفة والقتل المنظم اليومي بكاتم الصوت والسيارات المفخخة والخطف المادي والمعنوي.ورغم تضارب الأنباء عن عدد وأهمية الذين قرروا الانخراط بالعمل السياسي ومغادرة العمل العسكري أو الإرهابي (لأنه وجهان لعملة واحدة لقتل العراقيين وتخريب البلد وتدمير بناه التحتية) إلا ان الشيء المؤكد ان هؤلاء لا يمثلون الا أشخاص موتورين تقطعت بهم السبل وتوقف الدعم المادي عنهم وتلاشى الإسناد المعنوي واللوجستي منهم فقايضوا الحكومة المرتبكة ببضاعة فاسدة وكاسدة ليس لها سوق في ارض الواقع. وليس هذا فقط بل ان الشيء المؤكد والمؤثر والواضح في انكشاف شمس الحقيقة عن وضع المقاومة الشريفة جدا في مصر وليبيا واليمن وسوريا واندحار الحكومات المجرمة أمام غضب جماهيرها ...فمبارك ومؤامراته قد ولت الى الأبد ولم يعد للبعثيين والمجرمين امل بالبقاء او الاستمرار والحصول على الدعم المادي والمعنوي في قاهرة المعز لدين الله.ولا يختلف الامر كثيرا في ليبيا واليمن وسوريا فأصحاب السيادة والجلالة وملك الملوك يفكرون الان بخلاص أنفسهم ان لم يكونوا قد كتبوا وصاياهم بعد ان قتلوا العباد واحرقوا البلاد ولم يترك لهم الزمان وتقلب الأحوال فرصة لتذكر الأصدقاء والعملاء والقتلة والمجرمين واذا كان من عمل يمكن ان يقدمه البعثية وقادة الحرس الجمهوري وفدائيي صدام لعبد الله صالح والقذافي والآخرين هو الدفاع عن مصير هؤلاء وربط مصيرهم معهم... والنتيجة النهائية هو اما الموت في خندق الجريمة والقتل الذي تعودوا عليه أو إلقاء القبض عليهم من قبل الثوار وتسليمهم الى بلادهم وهو العراق وهي فرصة للحكومة للقصاص من هؤلاء المجرمين وإجراء حكم العدالة والسماء.كما انه ليس خافيا على احد الانشقاقات الكثيرة التي يتعرض لها تنظيم حزب البعث المقبور في داخل وخارج العراق بسبب الهزائم المتلاحقة التي يتكبدها في العراق وبسبب انقلاب الوضع العربي وانهيار الأنظمة العربية التي كانت تمثل غطاءا لوجستيا وماديا لعصابات البعث الإرهابية إضافة الى تعدد القيادات وحالة اليأس والخواء التي يشعر بها أعضاء هذا التنظيم بعد ان أيقن الجميع ان حسابات الزمن الماضي قد انتهت ولا يمكن إعادة عقارب الساعة الى الوراء.ان ما يحدث ألان في العراق ليس له علاقة بمقاومة دولة العراق الإسلامية او جمهورية حارث الضاري البعثية بقدر ما هو تقاطع في المصالح السياسية والتنافس الغير شرعي في الحصول على مكاسب مادية وحكومية وهو امر داخلي يمكن التغلب عليه من خلال حكومة شراكة حقيقية والتزام جميع الشركاء السياسيين بالعهود والمواثيق التي تم الاتفاق عليها لان ذلك سينتج ثقافة الثقة المتبادلة والاطمئنان بين جميع الشركاء.ان أمام الحكومة العراقية ألان فرصة كبيرة لمصالحة أبناء الشعب العراقي المظلوم والانتقام من القتلة والمجرمين والثأر لضحايا البعث والقاعدة والإرهاب من خلال تشريع القوانين وتعويض المتضررين من هذه الإعمال الإجرامية بدل التنازل عن الحق العام واشراك القتلة بالعملية السياسية.ان قيام الحكومة العراقية بفتح باب المصالحة مع قتلة الشعب العراقي في وقت وصل فيه الإرهاب والإجرام الموجه الى النزع الأخير معناه منح إكسير الحياة ومصل الاستمرار في مسلسل التأمر والقتل وشل حركة الحياة وزرع سرطان المشاكل في جسد الحكومة العراقية.ان الفرص تمر مر السحاب والحليم من يعقد العزم ويسرع في استغلالها وهي الان واضحة اما المتصدين للشأن العراقي وعليهم ان يستثمروها بشكل صحيح ويعلنوها أمام الجميع ان لا مصالحة مع القتلة والمجرمين وان أبواب وسفارات ومنافذ العراق مفتوحة لابناءه وليس لدينا مشكلة مع الشرفاء اما القتلة فليس لهم الا مزبلة التاريخ مع من كان يحميهم او تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية ليأخذ القانون مجراه ولا يحق لاي شخص كائنا من يكون ان يتنازل عن حق الشعب العراقي لأنه الشعب العراقي لم ينصب أي شخصا ابا له.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الأنتفاضة..الرميثة
2011-03-30
أقسم بالله ان من نادى ويناى الى الأن بالمصالحة لهو سافل ومنحط ولا يملك ذرة من الشرف...مع من نتصالح مع البعثيين تفووووو على وجه اكبرهم والف تفووو على وجه من يطالب بهكذا مصالحة هؤلاء الكلاب لايريدون الى شئ واحد وهو عودة حزب البعث الكافر الى السلطة وما المطلق والهاشمي ومن على شاكلتهم الا مندسين بيننا لتهيئة الظروف لدخول اكبر عدد ممكن من تلك الكلاب المسعورة وخير دليل مايحدث من اختراقات في الأجهزة الأمنية...من المستحيل ان يكون المخترق ممن قاوم نظام البعثيين لا والله انهم من عادوا تحت مسميات المصالحة.
بهلول
2011-03-30
انتم مادقيتونه اي مصالحه ؟ونسال اي زمال؟ اوحمار؟ يتصالح مع القتله لولا انه قاتل مجرم ذباح يريد ان يامن على اصدقائه القتله اولاد الزنا نعم اولاد زنا لان الاعمال التي عملوها لايعملها الا من كان من اولاد الحرام. حميتوا عدنان الدليمي لما شبع من دم الشعب وبدل ان تاخذوا الثار للابرياء خرج بسلام دون وبجواز دبلوماسي .طيح الله حظكم وحظ الانتخبكم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك