المقالات

من هم المعتاشين على هموم الناس؟.


عبدالله الجيزاني

نعم ان العراق بعد سقوط صنم بغداد،يواجه تحديات كبيرة في مختلف المجالات،وايضا يعاني من تركة ثقيلة بسبب اهمال النظام السابق لكل نواحي الحياة عدا الته الحربيه وقمع الشعب،وهذه الامور معروفة للشعب وللمتصدين للعملية السياسية التي ترمي الى بناء الدولة،وعلى هذا ادى الشعب واجبة على احسن مايكون من الوقوف خلف قياداته والمشاركة الملحمية في العمليات الانتخابية،والصبر في مواجهة الارهاب البعثي والتكفيري،واعطاء الفرصة للحكومات المتلاحقة والبحث عن الاعذار لها،والدفاع عنها امام ايتام النظام الصدامي ممن يحاولوا دس السم بالعسل،وفي الوقت الذي طفح كيل المرجعيات والكثير من الرموز السياسية والدينية من سوء اداء الحكومة،ظل صبر الشعب حاضر حتى اخر عملية انتخابية ،لكن للاسف لم يستطع المتصدين الارتقاء الى مستوى اداء الشعب،فقبل كل دورة انتخابية وارتفاع حمى الوعود،يصدم المواطن بعد تشكيل الحكومة المستندة لنتائج هذه الانتخابات ببقاء الامور على ماهيه عليه، لابل منذ ست سنوات اخذت تتردى من سنة الى اخرى،والجديد منذ هذه السنوات حدة التصريحات من رأس السلطة،وكيل الاتهامات الى الاخر الشريك او المنافس،ولعل اخر هذه التصريحات التي صدرت من رأس السلطة التنفيذية هي دعوة (المعتاشين على هموم الناس الى ترك تجارتهم البائسة)،والحقيقية لاندري من هم المعتاشين هؤلاء؟هل يقصد بهم المتظاهرين او من يقودوهم؟ام المسئولين الفاسدين ممن يسرقوا الاموال المخصصة للخدمات خلسة او تحت انظار الناس من خلال الرواتب والمخصصات الخيالية والمنافع؟ ام هؤلاء المعتاشين هم القيادات التي تدعوا الناس الى المطالبة بحقوقها بصورة سلمية ومشروعة،او اللذين يناشدون الدولة لتوفير الخدمات؟ ان اسلوب الاتهام والتخوين والتأمر الذي اصبح اسطوانة مشروخة منذ نظام البعث وعاد الى الظهور منذ ست سنوات،اصبح اسلوب لايطيق الشعب العراقي تحمله ولايريد سماعه،لانه محاولة تنصل والبحث عن شماعات لتعليق الفشل في ادارة الدول على الاخرين،فالمسئول عليه ان يقوم بواجبه وفق الاساليب الصحيحة المتبعة في كل انحاء العالم،وعندها يتصدى الشعب لمن ينتقد هذا المسئول او يسيء اليه،والعكس بالعكس،ومن هذا لايحتاج الجواب على من هم المعتاشين الى طول تفكير،فالمعتاشين على هموم الناس هم من يحموا الفاسدين ويبرروا فشلهم،وهم من يحيطون انفسهم ببطانه فاسدة تقرب لهم البعيد وتبعد عنهم القريب،وبذلك تزيد اخطائهم،اما المتظاهرين ومن يؤيدهم ومن يؤشر على مواطن الفساد والخلل فهؤلاء بعملهم هذا يكملوا الطريق نحو بناء الدولة الحديثة، بشرط ان لاتتجاوز تظاهراتهم ومطالبهم القانون وتستند الى الدستور ولايسمح لاحد ان يحرفها عن اهدافها ،ونظن ان الشعب العراقي اصبح الان يعي مصلحته جيدا،ولايمكن للكلام ان يستدرجه او يخفي عليه الحقيقة،ان كيل التهم والتحريض ضد كل من ينتقد الاداء الحكومي او يشير الى الفساد ويشخص الخلل والنقص في الخدمات،مرة تفسير كلامه بالدعاية الانتخابية واخرى بتخوينه هو تكميم للافواه ومحاولة انفراد بالسلطة،يجب على المسئول ان يغادرها ويسمع ويدقق كلام المنتقدين بنفسه،ويفتح منافذ اتصال مباشره مع الشعب اما بالهاتف او البريد الالكتروني وتكليف اشخاص يثق بهم كنفسه لمتابعة اراء ومقترحات وشكاوى الناس، والكف عن توجيه التهم وتقديم الخدمات للناس وقطع دابر الفاسدين ،كي لايقع فريسة للمحيطين به ممن يسعوا للانفراد به من خلال الاكثار من اعدائه الوهميين،ونلحظ ان اغلب المسئولين الان يعيشوا بهذا الحال الذي هو طريق النهاية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك