ابو هاني الشمري
تحية طيبة:لم تزل رجلك رطبة خضراء على مكتب الوزارة ... ولست ممن يريدون التهكم او الاستهزاء حاشا ... ولكن من باب التنبيه والتأكيد عسى ان يتعظ القادم بمن سبقه ... انتم والحمد لله ياسيادة الوزير وكما علمنا تمتهن الهندسة وهو السبب الذي دفعني ان اكتب هذا الرد الذي فيه شئ من الحدة لانني مثلك اتعامل بمنطق الارقام والحساب كوني مهندسا ابتلاني الله بأن ادقق وامحص الكلام الذي فيه شئ اسمه بناء ومشاريع ... قلتم ياسيادة الوزير ان العراق يحتاج الى مليوني وحدة سكنية خلال السنين الاربعة القادمة ولكوننا سمعنا هذا من اسلافكم ومن خبراء العراق الذين ملأوا الوزارات بلا نفع حصل عليه الشعب ... فأنا ونيابة عن الناس اعيد عليكم رأي الشعب الذي يقول ان كلامكم لايغني ولا يسمن من جوع لاسباب عدة:اولها: ان مليونين من الوحدات السكنية وحسب النظرة الفاحصة لواقع العراق فلا وزارتك يا سيادة الوزير ولاكل وزارات الدولة مدعومة بآلاف الشركات الكبرى ومن كل دول الارض التي ربما ستعمل في هذا المجال ومئات المستثمرين سوف تسطيع ان توفر للبلد نصف الرقم الذي ذكرته خلال اربع سنوات !! والسبب وكما تعرفون سوف يبدأ من توفير مواد البناء ولن ينتهي بالمطالب التي ستفوق ماتتصوره انه يمكن انجاز مليون وحدة سكنية بدون مساهمة الناس في بناء دورهم .... وقد اشرنا في مقال سابق الى كيفية حل هذه المعضلة الاسكانية بمشاركة الناس... ودعك من تهريج بعض المتطفلين على بناء المدن حينما يصرون بقولهم أننا يجب ان نتوجه الى البناء العمودي لاسباب هم قيدوا انفسهم بها ووجدوا انهم لايستطيعون الايفاء بما ذهبوا اليه بينما بقيت الناس لامأوى لها!!ثانيا: ان دعوتكم للمستمثرين للمساهمة في بناء العراق هي دعوة قد تصيب وقد تخطئ ونرجوا ان تصيب وتجلب المستثمرين ... ولكن سؤالنا يتركز على ان هؤلاء المستثمرين في اي نوع من البناء سيشاركون هل بناء الفنادق ام المجمعات التجارية ام المستشفيات ام الصناعة ام ام ام ... فلو فرضنا ان في ماليزيا هناك 200 شركة ترغب في الاستثمار في قطاع بناء المساكن او المجمعات السكنية فسؤالنا هو كم وحدة سكنية سوف تقوم هذه الشركات في بنائها حفظكم الله ورعاكم ذخرا للشعب العراقي.امسكوا ورقا وقلما واحسبوا المدة وعدد المساكن ومقدار الخدمات التي ستوفرها الدولة لهذه المساكن خلال هذه الاربع سنوات ... وقبل هذا وذاك دققوا هل ان الحكومة التي انتم احد وزرائها استطاعت ان توفر الكهرباء والماء الصالح للشرب والاحتياجات الاخرى من نفط وغاز الى ماموجود من مساكن خلال ثماني سنوات ادبرن حتى تكون لديكم الحجة علينا بأنها ستوفر هذه الخدمات الى مليون وحدة سكنية لامليونين خلال اربعة اعوام .ثالثا: لكوني واحدا من ابناء العراق واستطيع القول انني اتكلم بلسان الشخص الجالس متجاوزا على اراضي الدولة وهو مهدد بتهديم داره كل لحظة على رأسه واتكلم نيابة عن سكان حي التنك وسكان الصرائف والجالسين في الخيام وبقرب المزابل وابناء مدينة الصدر التي سيشملها مشروع 10*10 الذي وعدت به امانة بغداد ولهذا اليوم لم ير النور(وهذا المشروع سوف لن يقدم مساكن جديدة الى مدينة بغداد بقدر ما سيعوض عما سيهدم من قطاعات في مدينة الصدر من اجل تنظيم بغداد اولا ومن ثم احداث مساحة فارغة في المدينة لتقديم الخدمات من خلالها الى المواطنين كبناء مدارس ومستشفيات وحدائق وملاعب وغيرها لعدم وجود اراضي شاغرة لتنفيذ هذه الفعاليات عليها ...ومن خلال تدقيقكم لاسم المشروع ومدته سوف تعلمون ان عشر سنوات مستمرة سوف تؤدى الى بناء مايقارب المئة الف وحدة سكنية فهل انتم قادرون على توفير مليونين وحدة في اربع سنوات!!!؟) فأن المواطن الذي ينتظركم بأحر من الجمر كي يمتلك سقفا يؤيه ويحميه من الحر والبرد والمطر لاينتظر تصريحات رنانه ولقاءات مع المسؤولين الاجانب بقدر مايلمسه من خدمة تقدم له اولا باول .... فيا سعادة الوزير اذا اردت ان تصل الى قلب المواطن العراقي فعليكم تسخير مسّاحيكم ومهندسيكم بعد ان تقنعوا مجلس الوزراء بأن معضلة السكن سوف لن تحل بالتصريحات الرنانة بل بتوزيع الاراضي السكنية على الاقل الى الناس من خلال استحداث مدن جديدة تطالها خدمات المدن القريبة منها وبدعم المصرف العقاري للناس وبذلك ستشاهد كيف ان الناس هم من سينهون مشكلة السكن التي لو تركت عليكم فانها سوف لن تحل حتى بعد عشرين عاما بمشيئة الله!!ويمكنكم ان تستفيدوا من المستثمرين في بناء الفنادق والمصانع والمستشفيات وغيرها ... بل وحتى المجمعات السكنية التي ستكون عونا للحكومة في استقبال الاف الشركات الاجنبية وتوطين افرداها فيها لانجاز المشاريع الضرورية التي تحتاجها كل محافظة.فمسّاحيكم ومهندسيكم وانا على ثقة تامة بأنهم اهل لذلك يجب ان يساهموا في ايجاد الاراضي الخاصة لتلك المدن وتخطيطها وتقطيعها ومن ثم تقوم الدولة بتوزيعها على المحتاجين ... فهل في كلامنا هذا مجال للتدقيق والتمحيص رأفة بالناس الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ان يحصلوا على ابسط خدمة تقدم لكل الناس في شتى ارجاء الارض والعراقيين احق بها في هذه الفترة العصيبة.لقد وعد الكثير ممن سبقكم من المسؤولين هذا الشعب بأنواع الوعود ولم نحصد منهم سوى السرقات والكذب والفساد الذي وصل حتى الى (جايجي الوزير). والناس هذا اليوم لاتريد منكم مليوني وحدة سكنية فانا اجزم انهم سيتيحون لكم الوقت الكافي لكي تبنونها كيفما تشاؤون ولكنهم اليوم يطلبون وفقط يطلبون مطلبين بسيطين ليحلوا هذه المعضلة بانفسهم وكل في مدينته ومحافظته الطلب الاول توفير قطعة ارض سكنية لمخطط مدينة جديدة فيه مكان مثبت على خرائطه لكل وسائل الخدمات التي ستبنى مستقبلا وتنشأ على اطراف المدن الحالية وما أكثر ارض العراق ... والطلب الثاني ان تساهم الحكومة وعن طريق المصرف العقاري بدعم الناس لمساعدتهم في بناء دورهم كما يرغبون وبذلك نرفع عنكم هذا العبئ الذي اصبح كالقضية الفلسطينية حينما استغلها القادة العرب ويستغلها من بقي منهم الى هذا اليوم لشحذ همة الناس وهم يتآمرون عليها بالباطن !! فلا تجعلوا بناء المساكن قضية مؤرقة للناس وحلها اسهل مما تتصورون وخصوصا اذا اعطينا المجال للمتخصصين الصادقين وليس المتطفلين على اهل الاختصاص بأن يساهموا ولو بنزر يسير في حل مشاكل العراق وما اكثرها.نحن نعلم اننا نمتلك اكبر ميزانية ولدينا اغنى بلد في العالم ولكننا بحاجة الى الحاكم الامين والوزير التقي والبرلماني الشريف الذي لايسرق هذه الاموال ويترك العراق خرابا كما يراه كل العالم!!.لانريد كلاما بل نريد افعالا .مع فائق تقديري للسيد الوزير وعسى ان تكون مسؤوليتكم الجديدة مقدمة لنا بأن نرى هذه الوزارة وقد فعلت الشئ الجميل الذي يستحقه العراق.
https://telegram.me/buratha
