المقالات

عندما يسقط الرئيس تسقط كل الحثالات


فراس الغضبان الحمداني

لقد كان إصرار الرئيس على البقاء في كرسي الحكم وعدم الإذعان لأصوات الملايين التي هتفت في ميدان التحرير وميادين أخرى في مصر وحملت ذات الاسم والتي نادت ( ارحل ارحل يارئيس ) ورغم تعنت صاحبنا لكنه خرج أخيرا أمام إرادة الشعب بكرسيه بدون كرامة بعد إن كانت فرصته الأولى مقبولة للخروج بماء وجهه وليكون الرئيس السابق وليس المخلوع ودون إن يصبح مسخرة للجميع .

أمر الرئيس محسوم منذ البداية ومنذ اليوم الأول التي انطلقت فيه شرارة الغضب المصري وهو كان يحلم إن يبقى في كرسيه حتى يتحول تحته إلى تابوت فقد التصق الرجل في الكرسي وأصبح شيئا واحدا فلا يرى غيره ولا يبدله بكل شيء ولن يرضخ بالمفاوضات والحوارات والمناورات ولم تكن أمام الثوار سوى طريقة واحدة فقط هي الإصرار حتى تم اقتلاعه بقوة مثل اقتلاع الضرس المتعفن والمصاب بالتسوس حتى الجذور .

وكما قلنا سابقا إن أمر الرئيس محسوم ولكن الأمر الآخر الذي يحتاجه الثائرون اليوم هو إن يفتحوا ملفاته وكل ما يرتبط بها من انتهاكات وجرائم واتفاقيات ومعاهدات وحسابات و قادة وقيادات ورؤساء منظمات ونقابات وحاشية ورجال أعمال وأصحاب مصالح بعضهم يسمى مفكرين والبعض الآخر بلطجية فموكب الرئيس الذي تشكل على مدى ثلاث عقود حتى تعفن وفاحت رائحته أصبح يضم تنوعات اجتماعية كثيرة بعضهم في قمة الهرم والآخر في أسفله والقاسم المشترك هو ارتباط مصالحهم بمصير الفرعون .

وهكذا فان الثورة التي اندلعت لإسقاط النظام اصطدمت بكل هذه الحثالات التي تشبثت في الدفاع عن النظام لان إسقاطه هو سقوطهم ولذلك أصبحت المعادلة واضحة فان الذين ثاروا على الفرعون لابد لهم إن يعلنوا الثورة على حاشيته وهذا ما حدث فعلا عندما حملت جماهير الصحفيين الشجعان جنازة زميلهم الشهيد الصحفي احمد محمد محمود وشيعوه من مقر نقابة الصحفيين المصريين إلى ميدان التحرير وهم يهتفون بسقوط مبارك وسقوط مكرم محمد نقيب الصحفيين الذي خان الأمانة ودافع عن الدكتاتور وتجاهل دماء الشهداء فأصبح من الخائبين الذين قادتهم ظروف الفساد والانحطاط وغياب القيم بان يكون نقيبا على صاحبة الجلالة وأصبح مصيره أن يسقط تحت أحذية الصحفيين الشرفاء .

عندما يسقط الدكتاتور تسقط كل أنيابه ومخالبه التي تختفي وراء أقنعة مستشارين وناطقين و إعلاميين ومثقفين وفنانين ومغامرين وصحفيين وكتاب وبلطجية ومجرمون وعاهرات وقوادون وعمداء وألوية ووزراء ودعاة لحقوق الإنسان ومناضلين من اجل الحريات وكل التسميات ذات الشكل النظيف والمحتوى الخبيث .

أيها السيدات والسادة ما حدث في مصر الآن سيغير كل المعادلات التاريخية والجغرافية والسياسية في المنطقة وإن شرارة الثورة المصرية قادمة لكل البلدان العربية والخليجية بما فيها العراق وستهدد الملوك والأمراء والرؤساء والقادة الذين لا يذعنون لصوت الشعب وهم الآن يرتجفون ومعهم كل الفاسدين والمفسدين وقد إصابتهم حمى الانتفاضة الكبرى وسقوط الطغاة بالكآبة والإحباط وشملتهم جميعا بدون استثناء من المخنثين وأشباه الرجال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك