المقالات

بطل الفلم لا يموت /

752 16:21:00 2011-02-08

حافظ آل بشارة

تواصل دوائر السلطة في العراق توجسها مما يجري في الشارع العربي من تظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب برحيل الحكومات وتغيير النظام السياسي القائم ابتداء من تونس وليس انتهاء بمصر ، عندما تكون انظمة الحكم متشابهة فسوف تتشابه أزماتها ، وبدلا من أن تواصل الحكومة في العراق مبادراتها لتحسين صورتها واثبات نجاحها تتخذ قرارات بحاجة الى مراجعة دقيقة ، ففي هذه الايام الحساسة بالذات انتشر خبر يقول بان الحكومة تسعى الى توظيف النواب والوزراء وكبار المسؤولين المتقاعدين كمستشارين يعملون بعقود ، انهم ابطال الفلم الدائمون ، ويمكن نقد هذه المبادرة الاستفزازية من عدة وجوه واثبات انها مبادرة خطيرة ، هناك اعتراض على صلاحية اؤلئك الوزراء والنواب وكون اغلبهم كان موضع نقد من داخل مؤسسات الدولة وخارجها ، فبينهم من تصفهم الحكومة نفسها بأنهم ضعفاء وفاشلون وبعضهم متهمون بالفساد او كانوا يمارسون الارهاب ، وحتى لو كانت تلك الاوصاف مجرد تهم فهي كافية لاثارة الراي العام بازاء هذا القرار ، وكانت المراجع السياسية والحكومية تبرر اختيار هؤلاء آنذاك لمواقعهم متذرعة بالوضع غير الطبيعي الذي يمر به البلد ، ومن ناحية النواب يعدونه من مساوئ القائمة المغلقة والتوافقات السياسية السابقة التي تضحي بشيء من اجل شيء آخر وقيل ان العراق كلما استقرت اوضاعه السياسية والامنية يقترب اكثر فأكثر من المهنية ويضع عناصر الكفاءة والنزاهة كأساس للتوزير او الترشيح النيابي ، الرأي العام يفسر هذا القرار بأنه تقديم مكافئة لبعض الذين كانوا غير لائقين لمواقعهم ، خاصة وان القرار في حال تطبيقه سيواجه مفاجئات فهو لن يتمكن من اختيار اشخاص وترك آخرين وستكون القضية مجددا خاضعة للتوازن السياسي والمحاصصة والنقاشات المطولة وحلا للنزاع سيشمل القرار الجميع ، وليس هذا هو الخلل الوحيد المتوقع بل هناك مخالفة واضحة لمبدأ تجديد الدماء والطاقات وفتح الباب لتطوير الموارد البشرية التي تقدم خدماتها التخصصية في اطار التنمية الشاملة التي ينفذها العراق ، والمعروف ان انغلاق الدوائر القيادية والوزارية على وجوه معينة وتكرارها في مواقع القرار يفسر في الشارع على انه احتكار للعمل السياسي والحكومي والسلطة وحرمان البلد من الطاقات الهائلة التي يجري تهميشها ومنعها من الوصول الى المواقع العليا وعدم الانفتاح على اجيال من القدرات الوطنية المعطلة ، وربما يمكن تمرير قرار كهذا بدون اعتراض لو جرى في ظروف اخرى ، أما الظروف الحالية فهي غير مناسبة بتاتا بسبب فقدان الثقة بين الجمهور والدولة على خلفية تفشي الفساد والارهاب واعتراف الدولة بذلك ، هذه الاعتبارات مجتمعة تجعل اتخاذ قرار كهذا مثار جدل بين الناس وقد يؤدي الى احتقانات في الشارع خاصة وان الشارع العراقي هو امتداد للشارع العربي الملتهب ، المطلوب ان تتبع الحكومة مبدا الشفافية في هذا الموضوع وتشرك مجلس النواب فيه ، وتبادر الى احاطة الرأي العام بالحقيقة قبل ان تتحول الى سبب آخر لمزيد من الاحتقان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-02-09
تحية طيبة ياسيد آل بشارة.. ان كان ارجاع النواب كمستشارين صحيحاً.. فهذ قمة الفساد وتلاعب بااموال العراقيين حيث صار الفرهود فرهودين؟! حيث لا القانون ولاسلطة توقف هولاء؟! اذن ليس هناك حل آخر سوى التحرك لتصحيح هذا الخلل الجسيم .. كم من شباب خيرة فقدنا.. وفقدنا بيوتنا وعراقنا؟؟ لكننا اسقطنا صدام القذر.. لم يخطر ببالي ابدا سوف يحل محل القذر ألوف مؤلفة من الحرامية والسراق؟! لقد خاب ظننا بكم (ياحكومة ياوطنية) ياعراق الديمقراطي.............. 
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك