المقالات

شتاء غارق ..... وصيف لاهب

929 17:51:00 2011-02-03

الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا

الكثير من بلدان العالم وخاصة عالمنا الإسلامي حيث يخرج المؤمنون جماعات في فضاء الارض يقفون أمام الله تعالى متضرعين يصلون صلاة الاستسقاء المعروفة عند أهل الفقه والشريعة وهذه الصلاة كما هي معلومة تُصلى لأجل أن يُنزِل الله الغيث مطرا من السماء ليُحيي الأرض بعد موتها وهذه من نعم الله علينا ونعمه كثيرة لا تعد ولا تحصى أما في العراق فقضيتنا تختلف عن العالم الذي حولنا. ففي العراق ليس هناك أمطارا كثيفة كما هو في كثير من البلدان فقد ذهبت إلى بيروت لأيام متعددة وبقيت كل هذه الأيام وكان المطر ينزل على بلدهم غيثا كما ينزل الماء من الميزاب لا تقل أرضهم جبلية وهناك ارتفاعات وانخفاضات فقد رأيت المجاري حتى على سفوح الجبال فهذه حجة واهية وعجز في الأعمال والمطر خير على الناس أما في بلادنا العراق فإذا جاء المطر وقع الضرر ففاضت البيوت وسقطت وامتلئت الشوارع وازدحمت وتوقفت الحياة واندثرت وغدت الساحات وانطمرت أهوارا وبركا والعذر موجود ومقبوح ومردود على ألسن بعض المسؤولين محليين ومركزيين ليقولوا..... والمواطن المنكوب يسمع !! المجاري مسدودة وشبكات الأمطار والصرف الصحي معطلة والميزانية لم تأتي ا واتت ولم تصرف وغيرها من الأعذار الجاهزة وهذا كلام نسمعه باستمرار عن أي خلل وفي إخفاق أي خدمة دون أن نبحث في الأسباب التي عطلت هذه الخدمات لنصل إلى نتيجة تحقق توفير الخدمات المفقودة ونحن نعيش أجواء حكومات مركزية متعاقبة ومحلية متهالكة على جمع الأموال والمزيد من الامتيازات وفي بعض الأحيان تحولت بعض مجالس المحافظات إلى ساحة صراع وعناد فيما بينهم وبين المركز والمواطن الذي أوصلهم بصوته هو الذي سيدفع الثمن وهنا أسجل خالص تحياتي التي أقدمها للسادة أعضاء مجالس المحافظات في العراق كله والى حكومتنا المركزية لكننا في المقابل نطالبهم بتنفيذ وعودهم لأبناء الشعب من خلال إعمار المدن وإنشاء مؤسساتها وتصليح مجاريها ولا نريد جواباً كلاسيكياً وإلا اتهم الشعب الحكومات بالوعود الكاذبة وقالوا في حقهم متألمين كما قال الأعرابي لأخيه اليثربي وعدت وكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيثرب فلا أتمنى أن تكون الوعود وهمية من السادة المسؤولين وسجية وطبعا يتلبسهم أو يتقمصهم لان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قال في الحديث (آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف) والآية بمعنى العلامة والسمة لأننا بصدق نحن أمام أخفاقات في الخدمات المقدمة إلى المواطن فالناس غرقوا بسبب الأمطار التي وقعت في جنوب العراق وبغداد وقد تناقلتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فإلى متى سنبقى نعاني من شيء اسمه إصلاح شبكات المجاري هل هو وصول من قبل المسؤولين إلى سطح القمر أم أن الأمر أصعب من ذلك نريد أن نفهم نعم هناك أعمال وخدمات تقدم لا ننكر هذا لكن هل هي بالمستوى المطلوب الذي يليق بتضحيات أبناء الشعب العراقي الجواب كلا وألف كلا!!! وما أن ينتهي الشتاء وتغادر سماء العراق السحاب والأمطار حتى ندخل إلى الصيف اللاهب الذي يحرق الأرض سخونة وقساوة وهذه أجواء حارة لاهبة سوف تؤثر على وجود وعمل الطاقة الكهربائية الكافية وتضعف إنتاجها وتربك توزيعها ويجلس المواطن حائرا يبحث عن سبب يشفي له غليله ويخفف عنه سخونة الجو الهالك والخارطة أمامنا لا تبشر بالخير الكثير !! لأننا أمام فترة ليست بالقصيرة لتهيئة الأجواء وتشغيل الكهرباء فسؤالي إلى الحكومات المحلية وحكومتنا المركزية المشكلة من توافقات وطنية إلى متى سيبقى المواطن بين المطرقة والسندان إلى متى يبقى يتحمل قساوة هذه الأعباء وانتم تعرفونه أنه شعب صبور ولكنه لا ينسى حقه وتذكروا جماهير البصرة حينما خرجوا مطالبين بحقهم بوجود الكهرباء وتذكروا كيف خرج أهالي منطقة الحسينية احتجاجا على سوء الخدمات وتفشي الفساد الإداري والمالي فالظلم كما يقول ابن خلدون يؤدي إلى خراب العمران وأخشى بحق أن يزداد غضب الناس عليكم وأنا ناصح أمين لكم لأني أتحدث إليكم في أجواء خطيرة تعصف بالمنطقة وخاصة في جمهورية مصر العربية وجميعنا يرى ويتابع غليان الشعوب كيف لم تستطع أن توقفها ماكنة التسلط والظلم بل أن حلفائهم الأمريكان قد تخلوا عن نظام الرئيس المصري حسني مبارك وما خفي من اتصالات بينه وبين الأمريكان كان أعظم فإنهم يتخلون عن حلفائهم في ساعات حرجة كما تخلوا من قبل عن حكم شاه إيران البهلوي الدكتاتوري التسلطي ورأيناهم بأم أعيننا كيف تخلوا عن نظام صدام وألقوا به في مزابل التاريخ غير مأسوف عليه!! وأنتم أيها السادة المسؤولون تعلمون جيدا أنكم قد (سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) هذا كلام الله تعالى يحدثكم بأوضح العبارات سكنتم في مساكنهم فاتقوا الله في شعوبكم وقدموا لهم حقهم كاملا غير منقوص اسمحوا لي أذكركم بمطلع قصيدة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي حين قال في قصيدته المشهورة إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر فويل لمن لم تشقه الحياة من صفعة العدم المنتصر واثني في هذه المناسبة على ما قاله رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي وأتمنى أن يكون واقعا على الأرض حين قال لا توجد حصانة لأي مسؤول وجميع المقصرين سيحاسبون أقول هنا متى نرى وزيرا للكهرباء أو الأمن أو الصحة أو أي وزير يوضع في قفص الاتهام لأنه حنث في يمينه وقصر في واجبه وإنا لناظره قريب وسوف ينتهي عمر هذه الحكومة وتأتي غيرها فاتعظوا يا أولي الألباب وقدموا لشعبكم وأشعروه بصدقكم وفقكم الله لكل خير وصلاح ورفع عنكم لهيب الصيف وبرد الشتاء. الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا عضو التحالف الوطني رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب ‏‏‏‏‏الخميس‏، 29‏ صفر‏، 1432،‏03‏/02‏/2011‏
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-02-03
الشيخ الجليل الدكتور خالد مع الحب والتقدير . نحن بحاجة الى ثورة ضضد الروتين الذي كان معمولا به زمن النظام العفلقي الجاهلي , بإختصار ..تفعيل دوائر البلدية وتزويدها بأحسن المعدات والبدء بإزالة المباني وتخطيط عمراني حضاري والأعتماد على الكفاءات الغربية ذات الخبرة , وأهم شيء هو عدم الأعتماد على المقاولين المحليين الذين همهم السرقة وجني المال الحرام . مستعد لتقديم خدماتي مجانا ً . وأكرر من الخطأ إعمار وإنما إزالة كل المباني فمثلا شارع الرشيد لا يصلح أن يكون شارع فأصبح دربونة . كان في الخمسينات وليس ل
صراحة للفائده
2011-02-03
أيها الشيخ الغيور رئيسا دولتين أحدهما رفع دولته من أفقر دول العالم الى أغناها كوريا والثاني المتمرشل شخطا قلب أغناها الى أهتكها ليس فقط ثروة بل دنسا ورشوة وغباء وكارثة وبيئة وشيما ونهيقا ان حسن الاختيار لكل مسؤول صغيرهم وكبيرهم هو مفتاح حساس للنجاح والتطور الحق ويقف الشرف والشيم والتقى والغيرة عناصر أساسية الى جانب الخبر الواقعيه والعلم الرصين لمن نختاره للوطن المتضوع للمخلصين الطيبين الأكفاء وأعيد ان الموضوع ليس كتليا وسياسيا وتشوقيا بل استشارة الجمعيات المتخصصه والنقابات والغيارى؟
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك