المقالات

عمار الحكيم في زيارة الاربعين


احمد طابور

"ليس المجد ان تمشي الى غاياتك الارضية على اكتاف الناس , انما المجد ان تحملهم على كتفيك الى غاياتهم السماوية" ميخائيل نعيمة

الجموع الهادرة المشتاقة الى الدمعة المنسكبة فوق ثرى الحسين تزحف بكبرياء الوجع للثم ذاك الثرى تلك الجموع التي قدمت تتهافت للوصول الى كربلاء الحزن ,كربلاء الشهادة لم يثنها تربص الضباع المريضة وهي تتوق لسفك الدماء الزكية المعطرة برائحة الحسين ,وهي تمضي قدما على ايقاع الردات التي تجعل من الحسين ترنيمة البقاء ومزاولة الطيران والحب الانساني الرائع الذي تجلى بهيئة دماء طاهرة سكبت ذات يوم غيلة وغدرا لتثبت الروح الانسانيىة العظيمة على مدى التاريخ وعلى خطى تلك الارواح الزكية استلهمت الجموع روح التضحية والفداء فداست على الجراح وتقدمت نحو الحسين لم يوقفها المقبور صدام حسين ولا جسر الالف شهيد ولا العبوات الجبانة ولا الجييف المنتحرة ولا سياراتهم المفخخة بعفن حقدهم بل زادتهم اصرارا للنظر بالطريقة المستقيمة نحو فضاءات المحبة فترى المواكب منتشرة على مدى الطريق تبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة زوار ابا عبدالله الحسين

يتوسولون الزوار وشعارهم كل خدمة فيها مذلة الا خدمة زوار الحسين فيها رفعة وكرامة وذاك العجوز الذي يمرغ ارجل المشاة يقبل القدم ويذرف دمعة قبل ان يشرع بالتمريغ وذاك المعاق الذي حرمه عبدة الظلام من مزاولة المشي ابى الا ان يخدم الزوار واصحاب سيارات الحمولة تنقل الزوار مجانا الكل يعمل من موقعه مجانا ليحي شعائر الحسين تلك الصورة الرائعة من التلاحم والتكافل تعطي الاخر الحق من ان يموت غيضا وينفجر كالبهيمة في احضان المحبة لينشر الظلام بئسوا لان النور يشع من تلك القباب الذهبية لايمكن ان يحجبه ظلامهم فلطالما بثت اشعاعها ولطالما ستبث ذالك النور مدام لنا الحسين منارة والعباس الفداء وزينب الاباء ورقية الدموع كل تلك الامثلة في التاريخ تلح وبقوة مذكرة الجميع بانهم مهما كبروا او تكابروا تصاغروا امام كبرياء الحسين

وها هو السيد عمار الحكيم اثبت بانه ابن النبتة المجاهدة المتواضعة ككل عام اتى زحفا مع الزوار والذي عكس صورة الراعي والرعية بصورة خلاقة حين تقدم بنفسه لخدمة زوار الحسين يقدم لهذا الشاي وذاك الطعام وهنا يمرغ الارجل التعبة وهنا يساعد في الطبخ المعد للجائعين لم يمارس كبعض ساسة هذا الزمان الذي لبسوا رداء الحسين في ظاهره وترفعوا عن مزاولة التواضع الذي اسسه حين يأتون بسياراتهم الفارهة المظللة هم وعوائلهم المصانة يزاحمون المشاة بشكل مستفز لضيق الشوارع وكثرة الزوار والويل والثبور لمن لا يبتعد لان الحاشية والحماية ستنهال ضربا

وهذا ما يحدث احيانا مما يطرح تساؤل لمثل تلك الحالات اليس زيارة الحسين حرامها اكثر من حلالها فلا يمكن التخلص من الاستبداد بمجرد الحلم بل يجب ان تخلص من عقدنا المتلبسة بالشهوات السوداء.

فعليه يجب ان نؤكد ونبرز صورة المسؤول العراقي المحب والايجابي كما هي صورة السيد عمار الحكيم المستمدة من اجداده المرتبطة دما وروحا بدماء الحسين فلك من الحسين ثواب زيارته ولك منا وانت تقبل القدم المصابة من اجل الحسين الف قبلة على جبينك الرائع .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو جعفر /
2011-01-28
الذي ينحدر من عائلة جدها مرجعا دينيا تزعم المجتمع العراقي وقاد المذهب وقدم اولاده قرابين من اجل رفعته ومنعته لا بد ان يكون له خلفا بهذه الروحية والاخلاق ... عمار الحكيم خير خلف لاشرف سلف وبارك الله بكل الطيبين
العقيلة
2011-01-28
الله اعلم حيث يجعل رسالته اطال الله في عمرك الشريف و قيادتك المقدسه التي تذكرنا بقيادة جدك امير المؤمنين عليه السلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك