حميد الشاكر
ما الفرق بين الدكتاتورية والحرية في حكم الشعوب ؟.
الدكتاتورية حكم فرد او عصابة تفرض على الشعب هيمنتها بالقوة والارهاب ، والحرية حكم فرد او جماعة من خلال انتخاب الشعب له او لهم ليقوموا بادارة المجتمع حسب رضا الناس وبموجب العقد الموكل اليهم باحسن الادارة !!.
وما الفرق بين الثورة والدعوة الى الفوضى والتمرد ؟.
الفرق ان الثورة مطالب جماعية مشروعة في المشاركة بصياغة الحكم ، والتمثيل الجماهيري لهم ، وهي عادة تنتفض بوجه طغمة او عصابة او فرد حاكم بغير ارادة الناس وتوكيلهم !.اما الفوضى فهي الدعوى الى التمرد على النظام السياسي الشرعي المنتخب من اجل الاطاحة بارادة الناس والعودة بالمجتمع لحكم القوّة والدكتاتورية ، وهي دعوة تعتمد على الخداع وجهل الناس بحقوقها وما انجزته من معجزة للانقلاب على انفسهم وما بنوه من مشروع !!.
هذان السؤالان والاجابتان كفيلتان بالرد على دعاة الفتنة والتمرد والفوضى على التجربة العراقية الديمقراطية القائمة لاسيما ان هذه الاصوات وبعد تداعيات الاحداث الجماهيرية في تونس تحاول تزييف الوقائع وقلبها راسا على عقب وبدلا من ان يُقال ان التجربة العراقية القائمة هي اليوم ملهمة الشعوب العربية بالثورة وشق الطريق الصعب مابعد الثورة ، نجد تلك الاصوات المنكرة تحاول تجييرالحدث البسيط الذي حدث في تونس لضرب التجربة العراقية وتحريض الشعب العراقي على الانقلاب على نفسه وتجربته باسم ضرورة الانتفاضة على الحكم القائم في العراق !!.
والحقيقة ان هذه الاقلام ، التي تنظر من خلال عور او حول فكري للتجربة العراقية معروفة التوجه والغايات والاهداف وحتى الهويات الشخصية لتلك الاقلام ،وهي نفس الاقلام التي ناهضت التجربة العراقية الديمقراطية الحرّة منذ البداية والتي توزعت الى مثلث الشؤم الالحادي والنفاقي في المنطقة والعراق بصورة خاصة !!.
فهي بين اقلام بعثية صدامية مجرمة وجدت نفسها طريدة العدالة في العراق بعد التغيير ، وبين اقلام طائفية تكفيرية منافقة وحاقدة على الشعب العراقي وتطوره ، وبين اقلام شيوعية منقرضة وحاقدة على منجزات التغيير داخل العراق الذي لم تحصد منه الا الخزي والعار وبهذا اصبح التحالف الشيطاني لهذا الثلاثي المشؤوم ملاحقة للتجربة العراقية في كل شاردة وواردة من اجل تشويه التجربة في العراق ومن ثم ضربها واسقاطها باي وسيلة وثمن وباي خريطة ومخطط !!.
وإلاّ لايمكن حمل هذه الاقلام المشبوهة ضد التجربة العراقية ، وما تسطره حول تجربة هذه الامة والنظر اليها بايجابية وهي تحرّف كل الحقائق القائمة في العراق اليوم لابرازها بالشكل المشيطن والغير واقعي ، بل اكثر من ذالك هذه الاقلام لم تكتفي بالتطبيل والتضخيم والعربدة ليل نهار بوجه هذه التجربة العراقيةفحسب بل انها تحاول توجيه اي تمرد يصدرمن قبل الشعوب العربية على نظمها السياسية الغير شرعية والدكتاتورية لتسقطه على التجربة العراقية التي هي التجربة الوحيدة في المنطقة التي بُنيت بارادة الشعب العراقي من دستورها وكتابته وحتى مجلس نوابها المنتخب وهكذاحكومتها المنبثقة من هذا المجلس فاي تشابه بين ثورة الشعب التونسي على النظام الاجرامي لابن علي الذي حكم بالخداع والحديدوالناروبين الحكم الديمقراطي في العراق الذي انبثق من ارادة الشعب وانتخابهم لنطالب ونحّرض الشعب العراقي على التمردعلى حكومته ونظامه السياسي وتجربته الديمقراطية الدستورية القائمة ؟؟.
واليس هذه الاقلام الفوضوية التي تطالب ، وتحرض العراقيين على الفوضى كان الاجدر بها ان تحرّض الشعوب العربية على الثورة ضد نظمها السياسية الدكتاتورية بدلا من تحريض الشعب العراقي ليضرب استقراره الذي بدأ يتعافى وهو على اي حال يعيش تحت نظام سياسي هو انتخبه وهو من ساهم ببنائه واخرجه للعالم !!.
المؤسف ان معظم هذه الاقلام المحرضة ضد الديمقراطية العراقية هي اقلام تنتسب زورا للعراق وبدلا من ان تحمل هذه الاقلام التجربة العراقية لتبشرّبها العالم العربي المقهوروتعلي من شانهاوتطرحها كنموذج للشعوب العربية المكبوتة واذا بهذه الاقلام المريضة والحاقدة على الشعب العراقي وحريته تمسك بمعول لتهديم التجربة العراقية الوحيدة في المنطقة التي قفزت من فرن الدكتاتوريات العربية بعد ان دفعت الملايين من الضحايا من اجل الوصول للكرامة والحرية !!.
لاغريب ان هناك فئة مريضة من العراقيين لاترى ان هذا الشعب العراقي بامكانه ان يصنع النموذج ، الذي يحتذى في المنطقة العربية فلم نزل كعراقيين نعاني من ظاهرة ان بيننا من هو دائما ينظر ان ما عند الاخرين هو الانجح وهو النموذج وهو الذي ينبغي ان يكون النموذج لمسير العراقيين نحوه ، اما ام يكون ما انتجه العراقيون هو النموذج وهو الذي تتطلع اليه الشعوب في المنطقة ففي هذا المنطق عوار بالنسبة لهذه الفئة التي لاترى العراق والعراقيين الا ذيل دائما ينبغي عليه ان يكون تابعا لتجارب الاخرين !!.
انظروا الان ما حصل في تونس وقارنوه بما حصل داخل العراق من اجل التغيير هل هناك مقارنة منصفة بين ماقدمه الشعب العراقي من اجل الحرية وبين ماقدمه التوانسة بهذا المضمار ؟.وقارنوا كذالك بين دكتاتوريةتونس التي هربت من اول مظاهرة لمئات من الناس وبين دكتاتورية البعث التي كانت في العراق فهل هناك مقارنة معقولة بين دكتاتورية التوانسة وبين دكتاتورية البعث في العراق لتكون ثورة تونس النموذج للعراقيين بدلا من ان تكون تضحيات العراقيين وصبرهم وثورتهم التي لم تسكن حتى اسقطت البعث النموذج للشعب التونسي وغيره ؟؟.اي مقاييس مريضة هذه ، التي تريد ان تجعل من تجربة الشعب العراقي باسقاط دكتاتوريته ذيلا ، لانقلاب حصل داخل القصر الجمهوري التونسي ليهرب بن علي من اول اسبوع ؟.
ان النموذج العراقي في التغيير هو النموذج الحقيقي الذي صنع هذه المطالبات العربية الصغيرة في التغييرومنها ماحصل في تونس وعندمايناضل طغاة الساسة العرب كلهم من اجل اسقاط التجربة العراقية كي لاتكون هي الملهم لهذه الشعوب العربية المقهورة فهذا هو الدليل او الفرق بين التجربة العراقية الملهمة وغيرها من التجارب العربية الصغيرة !.نعم بينما ولاطاغية من طغاة العرب نظرلثورة التوانسة على اساس انها خطرحقيقي على انظمتهم الدكتاتورية القائمة ماعدى صاحب ليبيا لاغير ، اذا بنا عايشنا كيفية رعب النظام العربي الدكتاتوري من التجربة العراقية التي قامت ونهضت بعد اسقاط مقبورالعوجة صدام حسين فهل بعد هذا هناك شك في اي التغييرين هو الاخطر ، وايهما هو النموذج للثاني في كلا الثورتين العراقية والتونسية ؟.
العراقيون هم اول من طالب ، بعد تغييرهم باجتثاث اركان الحكم السابق من عناصر الاجرام البعثي ، والصدامي للبداية ببناء نظيف وشعبي ووطني حقيقي لاتمام عملية التغيير الثورية في العراق ، والشعوب العربية رأت في هذه الخطوة العراقية انها خارطة طريق لاي تغيير يريد ان يتم بواقعية ويتبلور الى عملية اصلاح جديدة ، واليوم وبعد اول ثورة عربية في تونس على طاغوتها هاهي تحتذي التجربة العراقية لتطالب بابعاداركان الحكم التونسي السابق من المشاركة في الحكم وتخرج بمظاهرات كبيرة بسبب وجود افراد من اركان حكم بن علي يريدون ان يعودوا للحكم من الشباك بعدان اخرجهم الشعب من الباب والحق مع التوانسة انه لاتغيير ، وثورة كاملة ببقاء اي تارثة رجعية دكتاتورية قديمة تلقح حكم الشعب الجديد والديمقراطي لتفسده من الداخل !!.
بهذا ايها الاقلام المنافقة والمريضة العراقية وغير العراقية التي تحاول الاصطياد بالماء العكرينبغي ان ينظر للتجربة العراقية على اساس انها هي وليس غيرها من ستلهم شعوب المنطقة العربية بطريق خلاصها من الطاغوت ، لا بان تحرضوا السذج من الجهلة بالتمرد وقتل الديمقراطية الوليدة داخل العراق باسم الاحتذاء بالتجربة التونسية ، التي هي لم تزل اصغر حتى من جنين يتكون داخل احشاء الشعب التونسي ،مع انه يبدو ان الشعب العراقي بعامته قد كشف الملعوب مبكرا وهو سائر بطريق الحرية والالتفاف حول تجربته السياسية الجديدة ودعمها وضخ القوة والحياة لها الى ان تصل لغاياتها العظمى لكن مع ذالك منافقي العراق القدماء والجدد لايملون امتهان قلب الحقائق ، واستجلاب الدمار لهذا الشعب كراهية لحرية هذه الامة وانعتاقها من اغلال العبودية والمرض !!.
https://telegram.me/buratha