عماد الاخرس
بعد ان سقطت قلعة الدكتاتوريه فى العراق ورحل العدو الأول للديمقراطيه الدكتاتور ( صدام ) عام 2003 جاءت البشرى ولو متاخره فى بداية عام 2011 لتسقط واحدة اخرى من قلاع الدكتاتوريه فى تونس ويرحل بلا عوده عدو آخر للديمقراطيه الدكتاتور ( بن على ) .وليس غريبا ان يسقط النظام الدكتاتورى فى تونس ويفر رئيسه الى الدول الاخرى متوسلا وطالبا حق اللجوء بعد ان رفع راية العداء للديمقراطيه فى بلده ومارس كل اشكال القمع ضد شعبه لأكثر من عقدين متواصلين من الزمان .وسوف لن تكون مفاجأه ان تتساقط قلاع اخرى للدكتاتوريه فى البلدان العربيه مادام حكامها من الملوك والامراء والرؤساء الجمهوريون الوراثيون مستمرون فى رفع راية العداء السوداء للديمقراطيه .ان جميع الانظمه فى البلدان العربيه هى اوتوقراطيه تم استلام السلطه فيها عن طريق الانقلابات الدمويه اوبالمساومات على حساب القضايا العربيه وشعوبها أو الانتخابات المزيفه.اما توريث كراسى الحكم فاصبح نهج ثابت مخالف لكل التشريعات الدستوريه التى بدأ اغلب الحكام تغييرها والتلاعب بها وبما يتلائم مع ضمان بقائهم فى الحكم الى الابد !ان هؤلاء الحكام مازالوا يمارسون ابشع وسائل القتل والقمع والترهيب وزج انصار ومحبى الديمقراطيه فى السجون ومصادرة حقهم فى التعبير والخرق المستمر للدستوربلا أى احترام لحقوق الانسان .لقد صرفوا مبالغ طائله فى شراء ذمم المفكرين والمشرعين والمفتين من اجل ترسيخ مفهوم خاطىء وخطيرلدى الشعوب العربيه بان الديمقراطيه نهج غربى دخيل لايصلح للواقع العربى مطلقا ! وجاءت التجربه العراقيه لتحطم اقوى القلاع قمعاً وحباً للدماء ولتفتح الطرق على مصراعيها لديمقراطية العالم المتحضر ويمارس العراقيون الانتخابات الحره وعلى كافة المستويات لتكون حافزا للشعوب العربيه من اجل الثوره ضد طغاتها اعداء الديمقراطيه . لذا بدات محاولات اعداء الحياة الحره للنيل منها وتشويهها بمختلف الوسائل واقذرها تشجيع الارهاب .. الا انهم لم ينجحوا فى تحقيق اغراضهم بعد ان ضرب العراقيون مثلا رائعا فى الصمود والتصدى من اجل حماية ونجاح تجربتهم وعودة الامن والسلام والاستقرارلبلدهم. وكما متوقع بدأت الشعوب العربيه ثورتها فى تونس والجزائر ومصر والاردن والسودان واليمن .. الخ .ونجح الشعب العربى التونسى فى دك قلاع حكم ( بن على ) الشمولى واجباره على رفع راية الاستسلام بعد ان عانى العوز والفقر والجوع والبطاله وعلى عكس ذلك تُكَدَسْ الاموال فى خزائن عائلته واقربائه وأزلامه . هذا هو المصير المحتوم لكل الانظمه التى تقمع شعوبها وتمارس الخنق والتضييق على حرياتها وتخرق دساتير بلدانها. هذا هو مصير كل من يعتدى على الديمقراطيه ولازال يعيش فى عقلية القرون الوسطى من الجهل والتخلف وسياسة الهيمنه والتسلط وحب التفرد بالسلطه .هذا مصير كل من يفكر بفرض ايديولوجيته ويلغى ويقصى الآخر. هذا مصير كل من يتحايل على نصوص الدستور ويفسر فقراته بما يتلائم مع اهوائه ومزاجه ليعتدى على الحقوق الشخصيه للاخرين .وعسى ان يتعظ اعداء الديمقراطيه اينما وجدوا ويؤمنوا بأن خيار التراجع عن الدساتير التى تحمى حقوق الانسان وحريته الشخصيه اصبح امرا مستحيلا . اخيرا اقولها .. ان الشعوب لن تسكت بعد اليوم لمن يُعادى الديمقراطيه ويخرق الدستور ويُضَيِق الخناق على الحريات الشخصيه ولايحترم حقوقها وستطارد وتعاقب كل من يجرأ على ذلك ليكون مصيره الموت او الفرار!
https://telegram.me/buratha