المقالات

هرب الجنرال.. فمن لتونس بعده..؟!!


م.م قاسم محمد مفتن أكاديمي عراقي

ذاقت الأرض على الجنرال ،لم يجد له مكانا فيها ليأويه ،دكتاتور تونس على مدى 23 عام من غضاضة عمرها المستلب،هرب من بلاده خوفا على بقايا سنين - بضع سنين - سيعيشها بالعار صاغرا وبالذل راضيا ،على أن يواجه بالشرف لما جنته يداه، وبالشجاعة لقدره المحتوم .

لم ينفع الدكتاتور إضفاء الشرعية على نظام حكمة الظالم- غير الشرعي - التي اكتسبها من الخارج بعد الاعتراف بالخضوع لهيمنة الدول الكبرى التي تمتلك السلاح المطلق التي تحكم السياسة الدولية ليس على أساس المصالح المشتركة،بل على أساس إرضاء مصالحها.

ولم ينفع الطاغية قوته العسكرية المتمثلة بالجيش والشرطة والمخابرات والاستخبارات وكافة الأجهزة القمعية هذه المؤسسات المنتفعة الانتهازية التي تأوي بيادر الفاشلين في مجتمعاتهم المرتبطة بأنظمة الحكم في بلادنا العربية والتي يعتمد عليها الطغاة في قمع من يتصدى للنيل من نظام الحكم القمعي أو يحاول حتى ولو بالتفكير تغييره.

كما انه لم ينفع الجنرال اعتماده الكبير على الدعاية وجيوشه المجيشة من أنصاف وأرباع المثقفين والمفكرين والسياسيين والصحفيين المنافقين الذين رسموا للعالم تونس واحة للعدل والمساواة والديمقراطية والتطور وهي صورة- مع بالغ الأسف - ليست صادقة وغير صحيحة.

آه يا تونس الخضراء ..كم أدمى صفاء وجهك هؤلاء.. واعتصروا فؤادك..وكم شوهوك وأنت تنتظرين ناعسة إقمار فارسك الأمين. يا ترى من لك بعدهم.. وأنت التي أدمنتهم حد النخاع.. حتى صاروا جزءا من تاريخك الحزين.

وحق تونس.. سيتنافس معظم الكتاب ،ويتبارى اغلب المحللون والمفكرون على اختلاف حساسياتهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في بلادنا العربية بتحليل ما جرى وسيجري عليك وهم يقبعون في فناء فضائيات بلدانهم الديكتاتورية وحينما تنتهي تحليلاتهم التي تعاني من حساسية الاستشعار بمشاعرك المجروحة وجسدك المنهك من معاناة وحل الاستبداد.ستعرفين فورا أنهم من أولئك الجيوش المنافقين والفاشلين التي تضج بها بلداننا العربية،إنهم أدواة الاستبداد العربي ومرتكزاته ورئته التي يستنشق بها الحياة.

باختصار شديد ..سيجري عليك حبيبتي ما جرى للكبير العراق.. فاصبري..تونس الخضراء علمي أبنائك أن تونس لا تمثل شيئا من دون أهلها ،علميهم أهمية العيش بكرامة وحرية, وحذريهم أن لا يرتضوا العيش مع الطغاة حتى ولو بمقدار ساعة،سامحي الفقراء منهم واغفري زلاتهم إذا ما اخذوا كيسا من دقيق فقد قدموا لك سنين عمرهم يعيشون ليومهم وبطونهم خاوية تبيت على الطوى..ضمدي جراحاتهم وانتفضي لكرامتهم التي امتطاها الطغاة وأذناب الطغاة..تونس كوني للتونسيين البيت الكبير.. لا ترتضي شظف العيش لفقرائهم.. قدمي لهم دستورا يليق بطول صبرهم.. تونس كرمي أبطالك أولئك الذين سكنوا المنافي والسجون لقولهم لا للسلطان الجائر ..اجمعيهم حبيبتي على المحبة فبهؤلاء تكمن رحمة الله وبركاته.كل قلوبنا في العراق معك يا حورية البحر وأنت الآن تبحرين في فضاء الحرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك