المقالات

هرب الجنرال.. فمن لتونس بعده..؟!!

975 20:31:00 2011-01-15

م.م قاسم محمد مفتن أكاديمي عراقي

ذاقت الأرض على الجنرال ،لم يجد له مكانا فيها ليأويه ،دكتاتور تونس على مدى 23 عام من غضاضة عمرها المستلب،هرب من بلاده خوفا على بقايا سنين - بضع سنين - سيعيشها بالعار صاغرا وبالذل راضيا ،على أن يواجه بالشرف لما جنته يداه، وبالشجاعة لقدره المحتوم .

لم ينفع الدكتاتور إضفاء الشرعية على نظام حكمة الظالم- غير الشرعي - التي اكتسبها من الخارج بعد الاعتراف بالخضوع لهيمنة الدول الكبرى التي تمتلك السلاح المطلق التي تحكم السياسة الدولية ليس على أساس المصالح المشتركة،بل على أساس إرضاء مصالحها.

ولم ينفع الطاغية قوته العسكرية المتمثلة بالجيش والشرطة والمخابرات والاستخبارات وكافة الأجهزة القمعية هذه المؤسسات المنتفعة الانتهازية التي تأوي بيادر الفاشلين في مجتمعاتهم المرتبطة بأنظمة الحكم في بلادنا العربية والتي يعتمد عليها الطغاة في قمع من يتصدى للنيل من نظام الحكم القمعي أو يحاول حتى ولو بالتفكير تغييره.

كما انه لم ينفع الجنرال اعتماده الكبير على الدعاية وجيوشه المجيشة من أنصاف وأرباع المثقفين والمفكرين والسياسيين والصحفيين المنافقين الذين رسموا للعالم تونس واحة للعدل والمساواة والديمقراطية والتطور وهي صورة- مع بالغ الأسف - ليست صادقة وغير صحيحة.

آه يا تونس الخضراء ..كم أدمى صفاء وجهك هؤلاء.. واعتصروا فؤادك..وكم شوهوك وأنت تنتظرين ناعسة إقمار فارسك الأمين. يا ترى من لك بعدهم.. وأنت التي أدمنتهم حد النخاع.. حتى صاروا جزءا من تاريخك الحزين.

وحق تونس.. سيتنافس معظم الكتاب ،ويتبارى اغلب المحللون والمفكرون على اختلاف حساسياتهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في بلادنا العربية بتحليل ما جرى وسيجري عليك وهم يقبعون في فناء فضائيات بلدانهم الديكتاتورية وحينما تنتهي تحليلاتهم التي تعاني من حساسية الاستشعار بمشاعرك المجروحة وجسدك المنهك من معاناة وحل الاستبداد.ستعرفين فورا أنهم من أولئك الجيوش المنافقين والفاشلين التي تضج بها بلداننا العربية،إنهم أدواة الاستبداد العربي ومرتكزاته ورئته التي يستنشق بها الحياة.

باختصار شديد ..سيجري عليك حبيبتي ما جرى للكبير العراق.. فاصبري..تونس الخضراء علمي أبنائك أن تونس لا تمثل شيئا من دون أهلها ،علميهم أهمية العيش بكرامة وحرية, وحذريهم أن لا يرتضوا العيش مع الطغاة حتى ولو بمقدار ساعة،سامحي الفقراء منهم واغفري زلاتهم إذا ما اخذوا كيسا من دقيق فقد قدموا لك سنين عمرهم يعيشون ليومهم وبطونهم خاوية تبيت على الطوى..ضمدي جراحاتهم وانتفضي لكرامتهم التي امتطاها الطغاة وأذناب الطغاة..تونس كوني للتونسيين البيت الكبير.. لا ترتضي شظف العيش لفقرائهم.. قدمي لهم دستورا يليق بطول صبرهم.. تونس كرمي أبطالك أولئك الذين سكنوا المنافي والسجون لقولهم لا للسلطان الجائر ..اجمعيهم حبيبتي على المحبة فبهؤلاء تكمن رحمة الله وبركاته.كل قلوبنا في العراق معك يا حورية البحر وأنت الآن تبحرين في فضاء الحرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك