المقالات

مبادرة الحكيم الحكيم

1028 22:15:00 2011-01-10

احمد عبد الرحمن

كانت مبادرة واعية وشجاعة بحق، تلك التي اطلقها عزيز العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره الشريف)، بأختيار الاول من شهر صفر يوما اسلاميا سنويا لمناهضة العنف ضد المرأة. ومنذ ان طرح الراحل عزيز العراق مبادرة (اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة)، ابدى عدد كبير جدا من النخب والمواطنين الذين ينتمون الى شرائح وفئات اجتماعية وثقافية وفكرية مختلفة اراء وتقييمات ايجابية حيال المبادرة. ولان تلك المبادرة انطلقت من رؤية وقراءة موضوعية للواقع المستند على خلفية تأريخية كانت قريبة جدا من وقائع واحداث الثورة الحسينية العظيمة، وطبيعة الحضور النسوي البارز فيها، الذي مثلته بالدرجة الاساس العقيلة زينب عليها السلام، وماتعرضت له هي وبنات بيت النبوة والعصمة من اضطهاد وتنكيل على ايدي الجلاوزة والطغاة في ذلك العصر، لان المبادرة انطلقت من تلك الرؤية، فقد كان من الطبيعي جدا ان تلقى تجاوبا وتفاعلا كبيرين من قبل مختلف الاوساط والفئات، لاسيما الوسط النسوي. وهذه الرؤية والقراءة الموضوعية قامت على اساس رفض منهجين، منهج يتمحور حول تحويل المرأة الى سلعة مادية رخيصة، تحت عنوان الحرية بحسب المفهوم الغربي، من دون ضوابط ومحددات ومعايير، ومنهج اخر وهو السائد في مجتمعاتنا الشرقية والاسلامية، الذي تصادر بموجبه شخصية المرأة وكيانها، وتهمش بالكامل، انطلاقا من نظرة قاصرة وخاطئة لمكانتها ودورها ووظيفتها في المجتمع، مما عرضها لمختلف ضروب العنف والظلم والاضطهاد. كلا المنهجين ابتعدا تماما عن المنهج الاسلامي في نظرته وتقييمه وتقديره للمرأة بأعتبارها نصف المجتمع، وبأعتبارها عنصرا فاعلا وحيويا في بناء المجتمع بناء سليما ورصينا وقويا ومتماسكا. مبادرة عزيز العراق ارتكزت على المنهج الاسلامي، واريد منها ان تؤسس لمبدأ انتشال المرأة من براثن الحرية غير المنضبطة التي تحولها الى سلعة، وكذلك انتشالها من ربقة العنف والظلم والجور والاضطهاد. ولاشك ان المرأة العراقية اضطلعت بأدوار مهمة وفاعلة ومحورية في النضال ضد الديكتاتورية والاستبداد، وفي بث الوعي الاسلامي، ونشر الثقافة الصحيحة، لكنها في ذات الوقت كانت-وربما مازالت-تعيش في الاطار العام على الهامش، وتحتاج الى من يقف معها ويساندها ويؤازرها، لتشغل الحيز الذي تستحقه، ومبادرة عزيز العراق مثلت افضل مدخل واطار لذلك الامر. ولان عمر المبادرة لم يتجاوز اكثر من عام وعدة ايام، فهذا يعني انه مازالت هناك حاجة وضرورة ملحة لمزيد من الشرح والتوضيح لها نظريا، وفي ذات الوقت ترجمتها عمليا على ارض الواقع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك